top of page

4/6/2021

التحول البيئي في دول الخليج.. الماضي والحاضر والمستقبل

في‭ ‬نصف‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬تغيرت‭ ‬بيئة‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭ ‬والخليج‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬حيث‭ ‬ارتبط‭ ‬التوسع‭ ‬الحضري‭ ‬المتزايد‭ ‬بتوسع‭ ‬الصناعة،‭ ‬وبالتغيرات‭ ‬في‭ ‬مناخ‭ ‬المنطقة‭. ‬وبشكل‭ ‬رئيسي،‭ ‬تضمنت‭ ‬هذه‭ ‬التغيرات‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬السنوية،‭ ‬وزيادة‭ ‬احتمال‭ ‬حدوث‭ ‬عواصف‭ ‬استوائية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تقلص‭ ‬المعالم‭ ‬الجغرافية‭ ‬الطبيعية،‭ ‬وتدمير‭ ‬الشعاب‭ ‬المرجانية‭ ‬والواحات‭ ‬والأراضي‭ ‬الرطبة‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬توقيع‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬باريس‭ ‬للمناخ‭ ‬وبذلها‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬لمكافحة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬العالمي،‭ ‬فإن‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬تعد‭ ‬إحدى‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬العالمي‭.‬

ولمناقشة‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬عقد‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬بواشنطن،‭ ‬ندوة‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬التحول‭ ‬البيئي‭ ‬العميق‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭. ‬الماضي‭ ‬والحاضر‭ ‬والمستقبل‮»‬،‭ ‬بهدف‭ ‬دراسة‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬بيئة‭ ‬المنطقة،‭ ‬أدارها‭ ‬‮«‬جيرالد‭ ‬فيرستين‮»‬،‭ ‬السفير‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬وشارك‭ ‬فيها‭ ‬الدكتور‭ ‬‮«‬سعيد‭ ‬الصرمي‮»‬،‭ ‬خبير‭ ‬الأرصاد‭ ‬الجوية‭ ‬بالأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬و«نيرة‭ ‬كولكيله‮»‬‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬الدراسات‭ ‬الشرقية‭ ‬بجامعة‭ ‬أكسفورد،‭ ‬و‮«‬لاورنت‭ ‬لامبرت‮»‬،‭ ‬الأستاذ‭ ‬المساعد‭ ‬للسياسة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬الدوحة‭ ‬للدراسات‭ ‬العليا‭.‬

في‭ ‬البداية،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬فيرستين‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الآثار‭ ‬البيئية‭ ‬التي‭ ‬ستواجهها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لا‭ ‬تشمل‭ ‬فقط‭ ‬ارتفاع‭ ‬منسوب‭ ‬مياه‭ ‬البحر،‭ ‬وزيادة‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬الإقليمية،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬احتمال‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬للسكن‭ ‬إثر‭ ‬الظروف‭ ‬البيئية‭ ‬القاسية،‭ ‬مما‭ ‬يحتم‭ ‬إخلاء‭ ‬بعض‭ ‬المدن‭. ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬أضاف‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬الأسئلة‭ ‬المطروحة‭ ‬هو‭ ‬‮«‬ما‭ ‬إمكانية‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وكيف‭ ‬سنتصدى‭ ‬لهذه‭ ‬التحديات‭ ‬في‭ ‬المستقبل؟‮»‬‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬علق‭ ‬‮«‬الصرمي‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬إجماعا‮»‬‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأدلة‭ ‬‮«‬المهمة‮»‬‭ ‬على‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البيانات‭ ‬المُجمعة‭ ‬من‭ ‬محطات‭ ‬الأرصاد‭ ‬الجوية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬المنطقة،‭ ‬والتي‭ ‬تؤكد‭ ‬انخفاض‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬الخليج،‭ ‬وأن‭ ‬السنوات‭ ‬العشرين‭ ‬الماضية‭ ‬قد‭ ‬شهدت‭ ‬ارتفاعا‭ ‬في‭ ‬مستويات‭ ‬الجفاف‭. ‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أضاف‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬نقاط‭ ‬المراقبة‭ ‬لجمع‭ ‬بيانات‭ ‬الأرصاد‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬‮«‬قليلا‭ ‬نسبيا‮»‬‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬العدد،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬جمع‭ ‬هذه‭ ‬البيانات‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬منذ‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬وفي‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1950‭. ‬وقد‭ ‬أظهرت‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬أن‭ ‬الأنشطة‭ ‬البشرية‭ ‬‮«‬بدأت‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬البيئة‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة،‭ ‬وأحدثت‭ ‬‮«‬تحولا‭ ‬جذريا‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬سلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬عام‭ ‬1998‭ ‬باعتباره‭ ‬‮«‬عامًا‭ ‬ضارًا‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬بمناخ‭ ‬الخليج‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬قفزة‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‮»‬‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬1‭%‬‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬المنطقة،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬هذا‭ ‬الفارق‭ ‬بشكل‭ ‬قوي‭ ‬في‭ ‬فصلي‭ ‬الربيع‭ ‬والصيف‭ ‬خاصة‭.‬

واستنادا‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضح‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الاتجاه‭ ‬الجغرافي‮»‬‭ ‬الرئيسي‭ ‬للمناخ‭ ‬هو‭ ‬ارتفاع‭ ‬متوسط‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬المسجلة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬الجنوبي‭ ‬من‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭. ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬لدرجة‭ ‬الحرارة،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬مرتبط‭ ‬بارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬حرارة‭ ‬البحر‭ ‬والجو‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬بحر‭ ‬العرب‭ ‬والمحيط‭ ‬الهندي،‭ ‬الذي‭ ‬تنتقل‭ ‬منه‭ ‬التيارات‭ ‬الهوائية‭ ‬إلى‭ ‬اليابسة‭.‬

ومما‭ ‬يثير‭ ‬القلق‭ ‬أيضًا‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬الصرمي‮»‬،‭ ‬هو‭ ‬زيادة‭ ‬انتشار‭ ‬الأعاصير‭ ‬من‭ ‬الفئة‭ ‬‮«‬4‮»‬،‭ ‬والفئة‭ ‬‮«‬5‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تضرب‭ ‬المنطقة،‭ ‬والمعروف‭ ‬أنها‭ ‬تسبب‭ ‬أضرارًا‭ ‬كارثية‭ ‬مع‭ ‬تعرض‭ ‬الجزء‭ ‬الجنوبي‭ ‬من‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭ ‬لخطر‭ ‬التأثر‭ ‬بآثار‭ ‬اجتماعية‭ ‬واقتصادية‭ ‬‮«‬شديدة‭ ‬للغاية‮»‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬النماذج‭ ‬المناخية‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬عنها‭ ‬خبراء‭ ‬الطقس‭ ‬تتوقع‭ ‬استمرار‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأعاصير‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬خلال‭ ‬المستقبل‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬كولكيله‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تحولا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬اتصال‭ ‬الناس‭ ‬بالبر‭ ‬والبحر‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬خلال‭ ‬نصف‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭. ‬وفي‭ ‬شرح‭ ‬موجز‭ ‬لتاريخ‭ ‬التفاعل‭ ‬البشري‭ ‬مع‭ ‬بيئة‭ ‬المنطقة،‭ ‬ذكرت‭ ‬أن،‭ ‬‮«‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬البدوية‭ ‬السابق‭ ‬حافظ‭ ‬على‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬اعتمد‭ ‬فيه‭ ‬السكان‭ ‬على‭ ‬الساحل‭ ‬في‭ ‬صيد‭ ‬الأسماك‭ ‬والغوص‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬اللؤلؤ‮»‬،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬فإن‭ ‬السكان‭ ‬كانوا‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬انغماسًا‭ ‬وارتباطًا‭ ‬جسديًا‭ ‬ببيئتهم‮»‬،‭ ‬مُقارنة‭ ‬بالغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬مواطني‭ ‬الخليج‭ ‬اليوم‭.‬

وتوسعًا‭ ‬في‭ ‬الأمر،‭ ‬قالت‭ ‬إن‭ ‬‮«‬التحضر‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬قد‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬عواقب‭ ‬عديدة،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬اختلاف‭ ‬الأجيال‭ ‬بين‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬عرفوا‭ ‬كيف‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬إمكانياتهم،‭ ‬والجيل‭ ‬اليافع‭ ‬المُتحضر‭ ‬الحالي‭. ‬مع‭ ‬كون‭ ‬معظم‭ ‬هؤلاء‭ ‬المواطنين‭ ‬غير‭ ‬مدركين‭ ‬تمامًا‭ ‬تقريبًا‭ ‬لنقاط‭ ‬الضعف‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬أشارت،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الانفصال‭ ‬الكبير‭ ‬بين‭ ‬الحقائق‭ ‬البيئية‭ ‬المستدامة‭ ‬والاستخدام‭ ‬الشخصي‭ ‬للمياه‭ ‬والموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مواطني‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬مضيفًة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬يُمثل‭ ‬خطرا‭ ‬بيئيا‭ ‬كبيرا‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬ترتفع‭ ‬لجعل‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬‮«‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬للسكن‭ ‬على‭ ‬الإطلاق»؛‭ ‬ما‭ ‬أجبر‭ ‬بعض‭ ‬حكومات‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬على‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬توطين‭ ‬شعوبها‮»‬‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬جديدة‭ ‬تتمتع‭ ‬بمتوسط‭ ‬درجات‭ ‬حرارة‭ ‬يسهل‭ ‬التعايش‭ ‬فيها‭.‬

ومن‭ ‬أجل‭ ‬معالجة‭ ‬هذه‭ ‬الاختلالات‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬المستقبل؛‭ ‬تحدثت‭ ‬‮«‬كولكيله‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬‮«‬القيم‭ ‬العالمية‭ ‬والمشتركة‮»‬‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إحداث‭ ‬‮«‬تحولات‭ ‬ثقافية‭ ‬مستدامة‮»‬،‭ ‬مفترضة‭ ‬أن‭ ‬تشكيل‭ ‬الحجج‭ ‬البيئية‭ ‬بطريقة‭ ‬روحية‭ ‬وليست‭ ‬علمية‭ ‬فقط‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يساعد‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬سكان‭ ‬الخليج‭ ‬بالحاجة‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬قوي‭ ‬ومستدام‭.‬

ومثل‭ ‬نظرائه،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬لامبرت‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬شهدت‭ ‬‮«‬مواقف‭ ‬معقدة‭ ‬تجاه‭ ‬البيئة،‭ ‬حيث‭ ‬اعتبرها‭ ‬المقيمون‭ ‬والأجانب‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬تراثا‭ ‬يجب‭ ‬حمايته،‭ ‬بينما‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬أيضًا‭ ‬نشاطات‭ ‬ضارة‭ ‬جدًا‭ ‬بالبيئة‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬أظهرت‭ ‬بها‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستقصائية‭ ‬الوطنية‭ ‬أن‭ ‬مواطني‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬يهتمون‭ ‬بالفعل‭ ‬بحالة‭ ‬بيئات‭ ‬بلدانهم،‭ ‬وأن‭ ‬الفكرة‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬بشعبية‭ ‬لدى‭ ‬الكثيرين‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬تخصيص‭ ‬محميات‭ ‬طبيعية،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬حماية‭ ‬البيئة؛‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬رده‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الاقتراح،‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يحل‭ ‬محل‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لجعل‭ ‬استخدام‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬والكهرباء‭ ‬والمياه‭ ‬أكثر‭ ‬استدامة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الحضرية‮»‬‭.‬

وحول‭ ‬نمو‭ ‬البصمة‭ ‬الكربونية‭ ‬للخليج‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الماضية،‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬‮«‬الهائلة‮»‬‭ ‬للخليج‭ ‬شهدت‭ ‬بصمة‭ ‬كربونية‭ ‬‮«‬صغيرة‭ ‬جدًا‮»‬‭ ‬ما‭ ‬لبثت‭ ‬أن‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬كبيرة‭ ‬جدًا‮»‬‭ ‬بحلول‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬بخطى‭ ‬سريعة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التوسع‭ ‬الحضري‭ ‬والصناعي‭ ‬والنمو‭ ‬السكاني‭ ‬المساهمين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬في‭ ‬ذلك‭. ‬وشرح‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬المعادن‭ ‬والخرسانة‭ ‬والأسفلت‭ ‬الضرورية‭ ‬لاستمرار‭ ‬النمو‭ ‬الحضري‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬المرتفعة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حبس‭ ‬الحرارة‭ ‬أثناء‭ ‬النهار‭ ‬وإطلاقها‭ ‬ليلاً،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬ليلاً‭.‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬أكد‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬بها‭ ‬‮«‬مشكلة‭ ‬كبيرة‭ ‬مع‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‮»‬‭ ‬المرتبط‭ ‬بالصناعة‭ ‬والسفر،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬يتحد‭ ‬مع‭ ‬البيئة‭ ‬الطبيعية‭ ‬المتربة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لتشكل‭ ‬مخاطر‭ ‬صحية‭ ‬خطيرة‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬شروط‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬جودة‭ ‬هواء‭ ‬كافية‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتأثير‭ ‬البيئي‭ ‬على‭ ‬سواحل‭ ‬الخليج،‭ ‬أوضح‭ ‬كيف‭ ‬أثر‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬التنوع‭ ‬البيولوجي‭ ‬البحري‭. ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬تموت‭ ‬أشجار‭ ‬المانغروف‭ ‬الساحلية‭ ‬والشعاب‭ ‬المرجانية،‭ ‬وتتزايد‭ ‬حموضة‭ ‬مياه‭ ‬البحر،‭ ‬وتتعرض‭ ‬الحيوانات‭ ‬والنباتات‭ ‬التي‭ ‬تكيفت‭ ‬لتعيش‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬الفريدة‭ ‬لمياه‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬للتهديد‭ ‬جراء‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭. ‬وحول‭ ‬هذه‭ ‬النقطة،‭ ‬وصفت‭ ‬‮«‬كولكيله‮»‬،‭ ‬أيضًا‭ ‬البيانات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬جمعها‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬البيئة‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬مثيرة‭ ‬للقلق‮»‬،‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬استخدام‭ ‬المياه‭ ‬العذبة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬يضر‭ ‬أيضًا‭ ‬بـ«البنية‭ ‬الجينية‭ ‬لبعض‭ ‬الكائنات‭ ‬الحية‮»‬‭.‬

واختتم‭ ‬‮«‬لامبرت‮»‬‭ ‬ملاحظاته‭ ‬بالتحذير‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المناطق‭ ‬الساحلية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬‮«‬تئن‭ ‬بشدة‭ ‬من‭ ‬التآكل‭ ‬الساحلي‮»‬‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬اليابسة‭ ‬والبحر،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬مستوى‭ ‬إذا‭ ‬آلت‭ ‬إليه‭ ‬الأمور‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬عنده‭ ‬عكس‭ ‬الضرر‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬بالفعل‭. ‬ومع‭ ‬أخذ‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الاعتبار،‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬تعاون‭ ‬إقليمي‭ ‬ودولي‭ ‬أكبر‭ ‬حيال‭ ‬هذه‭ ‬التهديدات‭ ‬البيئية،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يمكن‭ ‬لأعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬باختلافهم‭ ‬تقديم‭ ‬‮«‬الخبرات‭ ‬والمساهمات‭ ‬المطلوبة‮»‬‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬فإن‭ ‬إطار‭ ‬العمل‭ ‬للتعاون‭ ‬البيئي‭ ‬لم‭ ‬يدخل‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬الكامل‭ ‬بعد‭.‬

وردا‭ ‬على‭ ‬الأسئلة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتأثيرات‭ ‬المذكورة‭ ‬أعلاه‭ ‬وما‭ ‬قد‭ ‬يحدثه‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬على‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى‭ ‬والمناطق‭ ‬الحضرية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬للسكن‭ ‬تمامًا‭ ‬في‭ ‬المستقبل؟؛‭ ‬أجاب‭ ‬‮«‬الصرمي‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬عدد‭ ‬العواصف‭ ‬الترابية‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬تسجيلها‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬سجل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬إلى‭ ‬العشر‭ ‬الماضية،‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬تعدد‭ ‬حالات‭ ‬الجفاف‭ ‬التي‭ ‬أصابت‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬والعراق،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الرياح‭ ‬الشمالية‭ ‬التي‭ ‬تنقل‭ ‬الغبار‭ ‬والأتربة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬موضحا،‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬لقوة‭ ‬هذه‭ ‬العواصف‭ ‬وشدتها‭ ‬أن‭ ‬توقف‭ ‬قدرة‭ ‬الطائرات‭ ‬على‭ ‬الهبوط‭ ‬في‭ ‬المطارات،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تشكل‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬مخاطر‭ ‬‮«‬جسيمة‮»‬‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬اللوجستية‭ ‬للمدن‭ ‬الحديثة‭ ‬إذا‭ ‬استمرت‭ ‬أو‭ ‬ساءت‭ ‬ظروفها‭ ‬المناخية‭.‬

وللمضي‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬إدراك‭ ‬هذا‭ ‬الواقع،‭ ‬أشار‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الأدلة‭ ‬والبيانات‭ ‬أظهرت‭ ‬أن‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬لا‭ ‬يؤثر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬المناطق‭ ‬الحضرية‭ ‬وحدها،‭ ‬بل‭ ‬يؤثر‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬المناطق‭ ‬الريفية،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬للسكن‭ ‬بسبب‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬المستقبلية‭. ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬المخاطر،‭ ‬صرح‭ ‬بأنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬للغاية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬صناع‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬المناسبة‭ ‬لزيادة‭ ‬الوعي‭ ‬العام‭ ‬وتطوير‭ ‬تشريعات‭ ‬جديدة‭ ‬لمواجهة‭ ‬ظاهرة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭.‬

وكان‭ ‬لـ«الصرمي‮»‬‭ ‬عدة‭ ‬توقعات‭ ‬مستقبلية‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬استمر‭ ‬المسار‭ ‬الحالي‭ ‬لتفاقم‭ ‬ظاهرة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ؛‭ ‬حيث‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬متوسط‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬العالمية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يرتفع‭ ‬بما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬4‭-‬6‭ ‬درجات‭ ‬مئوية‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬تيارات‭ ‬الهواء‭ ‬الرطب‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬آثار‭ ‬خطيرة‭ ‬للأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناطق،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬زيادة‭ ‬تواتر‭ ‬موجات‭ ‬الحر‭ ‬والأعاصير‭ ‬المدارية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الفيضانات‭ ‬التي‭ ‬تجتاح‭ ‬المناطق‭ ‬الحضرية‭.‬

وفي‭ ‬رده‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬يتعلق‭ ‬بآفاق‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬داخل‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬لها‭ ‬‮«‬مصلحة‭ ‬قصوى‮»‬‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬أنظمة‭ ‬بيئاتها‭ ‬الطبيعية؛‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬لامبرت‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬قتامة‭ ‬الصورة،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬متفائلًا‭ ‬لأنه‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬والدول‭ ‬الأخرى‭ ‬سيتحسن‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة،‭ ‬وأن‭ ‬ظاهرة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬ستصبح‭ ‬‮«‬الموضوع‭ ‬الرئيسي‭ ‬على‭ ‬أجندتهم‭ ‬وجدول‭ ‬أعمالهم‮»‬‭. ‬وبشكل‭ ‬خاص،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قطر‭ ‬تركز‭ ‬بالفعل‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬التنمية‭ ‬الحضرية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وأن‭ ‬الإمارات‭ ‬لعبت‭ ‬دورًا‭ ‬رائدًا‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬وتيرة‭ ‬تسارع‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬

وفي‭ ‬الختام،‭ ‬شدد‭ ‬المتحدثون‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬إجراء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬البحوث‭ ‬لإعلام‭ ‬صانعي‭ ‬السياسات‭ ‬بأية‭ ‬مخاطر‭ ‬مستقبلية‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬الصرمي‮»‬‭ ‬أن‭ ‬بيانات‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬تقدم‭ ‬وسيلة‭ ‬مفيدة‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬لرصد‭ ‬التغير‭ ‬البيئي‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬بينما‭ ‬أضافت‭ ‬‮«‬كولكيله‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عددا‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الهيئات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والمؤسسية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬وكذلك‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬توصل‭ ‬إلى‭ ‬مواطني‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬‮«‬حلولا‭ ‬هادفة‭ ‬وطويلة‭ ‬الأمد‮»‬‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭. ‬وبالمثل،‭ ‬علق‭ ‬‮«‬لامبرت‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬البحث‭ ‬والتعاون‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يخلق‭ ‬زخمًا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الانتعاش‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الأخضر‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬الأخير،‭ ‬قدمت‭ ‬الندوة‭ ‬منظورًا‭ ‬جديدًا‭ ‬وخارطة‭ ‬عمل‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬حول‭ ‬التحديات‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لاعتمادها‭ ‬مستقبلاً‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬معرضة‭ ‬لخطر‭ ‬التأثيرات‭ ‬البيئية‭ ‬شديدة‭ ‬الخطورة‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬التأكيد‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬آفاق‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬وجهود‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬الإضافية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬بها‭. ‬ومع‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬لا‭ ‬يحصى‭ ‬من‭ ‬المخاطر؛‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مقترحات‭ ‬بشأن‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬لتحقيق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬البيئي‭ ‬وبين‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬استدامة‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭. 

{ انتهى  }
bottom of page