top of page

6/8/2021

إيران بين الاضطرابات الداخلية والضغوط الخارجية

شهدت‭ ‬إيران‭ ‬مقاطعة‭ ‬واسعة‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي،‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الثالثة‭ ‬عشرة‭ ‬لهذه‭ ‬الانتخابات‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تمديد‭ ‬التصويت‭ ‬عدة‭ ‬مرات،‭ ‬فإن‭ ‬نسبة‭ ‬المشاركة‭ ‬الشعبية‭ ‬كانت‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭. ‬ومع‭ ‬المبالغة‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬عدد‭ ‬الأصوات،‭ ‬فإن‭ ‬التصريح‭ ‬الرسمي‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬يوليو،‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬المشاركة‭ ‬بلغت‭ ‬48‭.‬8%،‭ ‬وبحسب‭ ‬المصادر‭ ‬الرسمية،‭ ‬فقد‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬28‭ ‬مليون‭ ‬ناخب‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬59‭ ‬مليونا‭ ‬لهم‭ ‬حق‭ ‬التصويت‭.‬

وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬جاءت‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬المتدنية‭ ‬نتيجة‭ ‬جهد‭ ‬متواصل‭ ‬للقوى‭ ‬السياسية‭ ‬والمدنية‭ ‬المطالبة‭ ‬بالمقاطعة‭ ‬وعدم‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬التصويت،‭ ‬والذين‭ ‬وصفوا‭ ‬الانتخابات‭ ‬بـالـ«مهينة‭ ‬ويتم‭ ‬هندستها‭ ‬لصالح‭ ‬مرشح‭ ‬بعينه‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬ترشح‭ ‬لخلافة‭ ‬‮«‬حسن‭ ‬روحاني‮»‬‭ ‬أربعة‭ ‬من‭ ‬أعمدة‭ ‬النظام،‭ ‬وهم؛‭ ‬‮«‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‮»‬‭ ‬رئيس‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية،‭ ‬و«محسن‭ ‬رضائي‮»‬‭ ‬أمين‭ ‬مجلس‭ ‬تشخيص‭ ‬مصلحة‭ ‬النظام،‭ ‬و«أمير‭ ‬حسن‭ ‬قاضي‭ ‬زادة‮»‬‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى،‭ ‬و«عبدالناصر‭ ‬همتي‮»‬‭ ‬محافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭. ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬فاز‭ ‬بها‭ ‬‮«‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‮»‬‭ ‬بنسبة‭ ‬62%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الأصوات‭ ‬الصحيحة‭ ‬لمن‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭.‬

وينتمي‭ ‬‮«‬رئيسي‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬الجناح‭ ‬المحافظ‭ ‬المتشدد‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬إمساك‭ ‬التيار‭ ‬المحافظ‭ ‬بمفاصل‭ ‬هيئات‭ ‬الحكم‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬فوز‭ ‬هذا‭ ‬التيار‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬‮«‬الشورى‮»‬‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬كما‭ ‬يعد‭ ‬شخصية‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬المرشد‭ ‬علي‭ ‬خامنئي،‭ ‬وكان‭ ‬ضالعًا‭ ‬في‭ ‬حملة‭ ‬إعدامات‭ ‬طالت‭ ‬سجناء‭ ‬يساريين‭ ‬عام‭ ‬1988‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬يشغل‭ ‬منصب‭ ‬معاون‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬المحكمة‭ ‬الثورية‭ ‬في‭ ‬طهران،‭ ‬وهو‭ ‬متهم‭ ‬بإصدار‭ ‬أحكام‭ ‬جائرة‭ ‬لأسباب‭ ‬ودوافع‭ ‬سياسية‭ ‬لا‭ ‬جنائية،‭ ‬وكان‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬شخصيات‭ ‬سمتهم‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬‮«‬لجنة‭ ‬الموت‮»‬‭ ‬أشرفوا‭ ‬على‭ ‬محاكمات‭ ‬صورية‭ ‬أودت‭ ‬بحياة‭ ‬قرابة‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬سجين‭ ‬سياسي،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬سلم‭ ‬الادعاء‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬حين‭ ‬وقعت‭ ‬الثورة‭ ‬الخضراء‭ ‬عام‭ ‬2009،‭ ‬وتسبب‭ ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬أحكام‭ ‬قاسية‭ ‬بحق‭ ‬المتظاهرين‭. ‬

جاء‭ ‬فوز‭ ‬‮«‬رئيسي‮»‬‭ ‬نتيجة‭ ‬إجراءات‭ ‬مؤسسات‭ ‬النظام‭ ‬الحاكم‭ ‬لإقصاء‭ ‬معظم‭ ‬منافسيه‭ ‬من‭ ‬التيار‭ ‬الإصلاحي‭ ‬والمرشحين‭ ‬المعتدلين‭ (‬محمد‭ ‬جواد‭ ‬ظريف‭ ‬–‭ ‬إسحاق‭ ‬جيا‭ ‬نفيري‭ ‬–‭ ‬علي‭ ‬لاريجاني‭) ‬وهي‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬قابلها‭ ‬ضعف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الانتخابية‭ ‬للإصلاحيين‭. ‬وينظر‭ ‬إلى‭ ‬شخصية‭ ‬رئيسي‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬عمود‭ ‬خيمة‭ ‬المحافظين،‭ ‬والموصل‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬التيارات‭ ‬المحافظة‭ ‬ومؤسسة‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري،‭ ‬ما‭ ‬يعطيه‭ ‬رصيدًا‭ ‬قويا‭ ‬لحشد‭ ‬الرأي‭ ‬المحافظ‭ ‬خلفه‭ ‬في‭ ‬القرارات‭ ‬المهمة‭.‬

ومع‭ ‬هذه‭ ‬النتيجة‭ ‬ارتفع‭ ‬سقف‭ ‬التوقعات‭ ‬المتشائمة،‭ ‬بأن‭ ‬إيران‭ ‬مقبلة‭ ‬على‭ ‬مرحلة‭ ‬أفظع‭ ‬من‭ ‬سنوات‭ ‬الرئيس‭ ‬المتشدد‭ ‬‮«‬محمود‭ ‬أحمدي‭ ‬نجاد‮»‬‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬خنق‭ ‬الحريات،‭ ‬والسياسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬المتشددة،‭ ‬كما‭ ‬توقع‭ ‬الكثيرون‭ ‬فشل‭ ‬المباحثات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬التي‭ ‬تخوضها‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬وكانت‭ ‬أولى‭ ‬المؤشرات‭ ‬تزايد‭ ‬عمليات‭ ‬الاستهداف‭ ‬المستفزة‭ ‬التي‭ ‬تمارسها‭ ‬المليشيات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بطهران‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬والعراق،‭ ‬وإرسال‭ ‬السفينتين‭ ‬مكران‭ ‬وسهند‭ ‬إلى‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬في‭ ‬استعراض‭ ‬عسكري‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ففي‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬رئيسي‮»‬‭ ‬الانتخابي‭ ‬وخطابه‭ ‬السياسي،‭ ‬علت‭ ‬الشعارات‭ ‬الوطنية،‭ ‬وخطابات‭ ‬التشدد‭ ‬وبدا‭ ‬مفتقدًا‭ ‬أي‭ ‬خبرة‭ ‬أو‭ ‬رؤية‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬قضايا‭ ‬بلاده‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وكيفية‭ ‬خروجها‭ ‬من‭ ‬أزمتها‭.‬

ومن‭ ‬ثم،‭ ‬فإن‭ ‬نتيجة‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬مواجهة‭ ‬متوقعة‭ ‬بين‭ ‬النظام‭ ‬بمؤسساته‭ ‬والقواعد‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬اتساع‭ ‬أشكال‭ ‬الاعتراض‭ ‬الميداني‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد،‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬تكرر‭ ‬أحداث‭ ‬الثورة‭ ‬الخضراء‭ ‬عام‭ ‬2009‭. ‬ومع‭ ‬الإحساس‭ ‬بفقدان‭ ‬الأمل‭ ‬يزداد‭ ‬الاعتراض،‭ ‬ومن‭ ‬هنا،‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتخذ‭ ‬‮«‬رئيسي‮»‬‭ ‬إجراءات‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬لتثبيت‭ ‬موقعه،‭ ‬ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬مع‭ ‬شبه‭ ‬انهيار‭ ‬للاقتصاد؛‭ ‬بسبب‭ ‬العقوبات‭ ‬الأمريكية‭ ‬وسلوكيات‭ ‬النظام‭ ‬الإقليمية‭.‬

وبالفعل،‭ ‬لم‭ ‬تكد‭ ‬الانتخابات‭ ‬تنتهي‭ ‬إلا‭ ‬واندلعت‭ ‬الاضطرابات‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬منطلقة‭ ‬من‭ ‬إقليم‭ ‬عربستان،‭ ‬وكأنها‭ ‬متصلة‭ ‬باضطرابات‭ ‬الجامعات‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2020‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬نتيجة‭ ‬رفع‭ ‬أسعار‭ ‬الغاز،‭ ‬والاحتجاجات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2017‭ ‬ويناير‭ ‬2018‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬مشهد‭ ‬وامتدت‭ ‬إلى‭ ‬المدن‭ ‬الإيرانية‭ ‬الأخرى‭ ‬وطرحت‭ ‬فيها‭ ‬شعارات‭ ‬‮«‬لا‭ ‬لغزة‭ ‬لا‭ ‬للبنان،‭ ‬حياتي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إيران‮»‬،‭ ‬والحركة‭ ‬الخضراء‭ ‬في‭ ‬2009‭ ‬عندما‭ ‬نزل‭ ‬3‭ ‬ملايين‭ ‬إيراني‭ ‬إلى‭ ‬شوارع‭ ‬طهران‭ ‬احتجاجًا‭ ‬على‭ ‬فوز‭ ‬محمود‭ ‬أحمدي‭ ‬نجاد‭ ‬بالانتخابات‭ ‬الرئاسية‭.‬

وفيما‭ ‬أقدمت‭ ‬السلطات‭ ‬على‭ ‬حظر‭ ‬الإنترنت‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬شرقي‭ ‬البلاد،‭ ‬فقد‭ ‬اتهمتها‭ ‬منظمات‭ ‬حقوقية‭ ‬باستخدام‭ ‬القوة‭ ‬المفرطة‭ ‬في‭ ‬تصديها‭ ‬للاحتجاجات‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬شح‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬خوزستان‭ (‬عربستان‭) ‬الغنية‭ ‬بالنفط‭ ‬جنوب‭ ‬غربي‭ ‬البلاد‭. ‬واتهم‭ ‬الناطق‭ ‬باسم‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وبريطانيا،‭ ‬وإسرائيل‭ ‬بتحريك‭ ‬المظاهرات‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬الأحواز‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬الإيرانية‭ ‬الأخرى،‭ ‬حيث‭ ‬امتدت‭ ‬المظاهرات‭ ‬إلى‭ ‬محافظتي‭ ‬‮«‬لورستان‮»‬،‭ ‬و‮«‬بوشهر‮»‬،‭ ‬وإلى‭ ‬وسط‭ ‬إيران‭. ‬يأتي‭ ‬هذا‭ ‬فيما‭ ‬طالبت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬إيران‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬تأثير‭ ‬أزمة‭ ‬ندرة‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬سكان‭ ‬خوزستان‭ ‬واقتصادهم‭ ‬وعلى‭ ‬اهتمامات‭ ‬المواطنين‭ ‬اليائسين‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الإهمال‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬إلى‭ ‬طهران‭ ‬والمطالبة‭ ‬بإسقاط‭ ‬النظام،‭ ‬والتي‭ ‬رفعت‭ ‬شعارات‭ ‬‮«‬الموت‭ ‬للديكتاتور‮»‬‭.. ‬‮«‬كل‭ ‬هذه‭ ‬السلطة‭ ‬جرائم‮»‬‭.. ‬‮«‬الموت‭ ‬للجمهورية‭ ‬الإسلامية‮»‬‭.. ‬إلخ،‭ ‬استخدمت‭ ‬الشرطة‭ ‬الغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع‭ ‬تجاه‭ ‬المتظاهرين‭. ‬وقبل‭ ‬مراسم‭ ‬تسليم‭ ‬الرئاسة‭ ‬للرئيس‭ ‬المنتخب،‭ ‬أقر‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتهية‭ ‬ولايته،‭ ‬‮«‬حسن‭ ‬روحاني‮»‬‭ ‬بارتكاب‭ ‬حكومته‭ ‬أخطاء،‭ ‬وفشلها‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬العقوبات،‭ ‬مؤكدا‭ ‬إخفاءها‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬الحقيقة‭ ‬عن‭ ‬الشعب‭.. (‬أداؤنا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬خاليا‭ ‬من‭ ‬الأخطاء‭ ‬ونعتذر‭ ‬للمواطنين‭).‬

وفي‭ ‬واقع‭ ‬الأمر،‭ ‬يواجه‭ ‬‮«‬رئيسي‮»‬‭ ‬تحديات‭ ‬معالجة‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬البلاد،‭ ‬والعقوبات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ومحادثات‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭. ‬وكانت‭ ‬إيران‭ ‬قد‭ ‬دخلت‭ ‬أزمة‭ ‬ركود‭ ‬اقتصادي‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬بانسحاب‭ ‬واشنطن‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬وإعادة‭ ‬فرضها‭ ‬عقوبات‭ ‬قاسية‭ ‬عليها‭. ‬وفي‭ ‬أثناء‭ ‬معركة‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية،‭ ‬اتهم‭ ‬‮«‬محسن‭ ‬رضائي‮»‬‭ ‬‮«‬عبدالناصر‭ ‬همتي‮»‬‭ ‬بالرضوخ‭ ‬الكامل‭ ‬للعقوبات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فيما‭ ‬اتهم‭ ‬الأخير‭ ‬غلاة‭ ‬المحافظين‭ ‬بأنهم‭ ‬وراء‭ ‬عزلة‭ ‬إيران،‭ ‬وأنهم‭ ‬وراء‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬البلاد؛‭ ‬نتيجة‭ ‬قبضتهم‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬زادت‭ ‬من‭ ‬حدتها‭ ‬تبعات‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬تأثرًا‭ ‬بها‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬إيران،‭ ‬فإن‭ ‬رفع‭ ‬العقوبات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وعودة‭ ‬واشنطن‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي،‭ ‬يعد‭ ‬‮«‬طوق‭ ‬النجاة‮»‬‭ ‬لخروج‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬أزمتها‭ ‬الاقتصادية‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬مرتبط‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطنين،‭ ‬وكذلك‭ ‬بعدم‭ ‬إدارة‭ ‬الملف‭ ‬الاقتصادي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يحملون‭ ‬فقط‭ ‬شهادات‭ ‬تقليدية‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬الدينية‭. ‬

وخلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأربع‭ ‬الماضية،‭ ‬انكمش‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بنسبة20%،‭ ‬وتراوح‭ ‬معدل‭ ‬نموه‭ ‬بين‭ ‬سالب‭ ‬5%‭ ‬وسالب‭ ‬7%،‭ ‬وتفاقم‭ ‬الركود،‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬24‭.‬5‭ ‬ألف‭ ‬تومان‭ ‬‮«‬العملة‭ ‬الإيرانية‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬السنوات‭ ‬الثماني‭ ‬الماضية‭ ‬كان‭ ‬دخل‭ ‬الفرد‭ ‬ينخفض‭ ‬بمعدل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5%‭ ‬سنويا،‭ ‬وبلغت‭ ‬نسبة‭ ‬الانخفاض‭ ‬في‭ ‬قيمة‭ ‬العملة‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الأربعة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60%،‭ ‬وعليه،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬غريبًا‭ ‬تصاعد‭ ‬نبرة‭ ‬الأصوات‭ ‬المطالبة‭ ‬بإسقاط‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬الاضطرابات‭ ‬الحالية‭. ‬

وبينما‭ ‬يقع‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬تحت‭ ‬هذا‭ ‬الضغط‭ ‬الداخلي،‭ ‬فقد‭ ‬تصاعدت‭ ‬ضغوط‭ ‬الخارج‭ ‬خاصة‭ ‬أزمة‭ ‬الثقة‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭. ‬وجاءت‭ ‬حادثة‭ ‬التعرض‭ ‬لناقلة‭ ‬النفط‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬عُمان‭ ‬لتزيد‭ ‬من‭ ‬الانتقادات‭ ‬الدولية‭ ‬له‭. ‬وتتهم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬طهران‭ ‬بالضلوع‭ ‬في‭ ‬الحادث،‭ ‬فيما‭ ‬احتفظت‭ ‬إسرائيل‭ ‬لنفسها‭ ‬بحق‭ ‬الرد،‭ ‬ودعت‭ ‬إلى‭ ‬تحرك‭ ‬دولي‭ ‬ضد‭ ‬إيران‭. ‬

وجاء‭ ‬الحادث‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬تعليق‭ ‬المحادثات‭ ‬بشأن‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭. ‬وذكرت‭ ‬‮«‬قناة‭ ‬العالم‮»‬‭ ‬الإيرانية،‭ ‬أنه‭ ‬جاء‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬هجوم‭ ‬شنته‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬الضبعة‭ ‬العسكرية‭ ‬الجوية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬القصير‭ ‬بحمص‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭. ‬وبحسب‭ ‬تصريحات‭ ‬‮«‬الأسطول‭ ‬الخامس‭ ‬الأمريكي‮»‬‭ ‬فإن‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬‮«‬متأكدة‭ ‬بالدليل‭ ‬العيني‭ ‬أن‭ ‬السفينة‭ ‬استهدفت‭ ‬بهجوم‭ ‬مسلح‮»‬‭. ‬فيما‭ ‬اعتبر‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطاني‭ ‬الهجوم‭ ‬‮«‬انتهاكا‭ ‬واضحا‭ ‬وصريحا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬ووعد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬بريطانيا‭ ‬ورومانيا‭ (‬كلاهما‭ ‬خسر‭ ‬أرواحا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحادث‭) ‬وشركاء‭ ‬دوليين‭ ‬آخرين‭ ‬للتحقيق‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحادث،‭ ‬والنظر‭ ‬في‭ ‬الخطوات‭ ‬التالية‭. ‬وعليه،‭ ‬فإن‭ ‬أقل‭ ‬تقدير‭ ‬لنتائج‭ ‬هذا‭ ‬الحادث‭ ‬ستكون‭ ‬توسيع‭ ‬هوة‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والدول‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬محادثات‭ ‬فيينا‭ ‬وصعوبة‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬قريب‭ ‬بما‭ ‬يفاقم‭ ‬الأوضاع‭ ‬الداخلية‭ ‬المتردية‭ ‬في‭ ‬إيران‭.‬

ومن‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬ترفض‭ ‬عودة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي،‭ ‬ويزيد‭ ‬هذا‭ ‬الحادث‭ ‬من‭ ‬حجة‭ ‬إسرائيل‭ ‬إزاء‭ ‬هذا‭ ‬الرفض،‭ ‬كما‭ ‬ترفض‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معلوم‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬وترى‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاق‭ ‬جديد‭ ‬بمشاركتها‭ ‬في‭ ‬محادثاته،‭ ‬ومع‭ ‬عودة‭ ‬التيار‭ ‬المتشدد‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬بعد‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬‮«‬حسن‭ ‬روحاني‮»‬‭ ‬المنتمي‭ ‬إلى‭ ‬التيار‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬فقد‭ ‬توقفت‭ ‬مباحثات‭ ‬فيينا‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬وروسيا‭ ‬والصين‭ ‬وفرنسا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وألمانيا‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬يونيو‭ ‬بعد‭ ‬6‭ ‬جولات‭ ‬من‭ ‬المباحثات،‭ ‬وعلى‭ ‬أثر‭ ‬فوز‭ ‬رئيسي‭ ‬بالانتخابات‭ ‬أكد‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬أن‭ ‬سياسة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬دفع‭ ‬المصالح‭ ‬الأمريكية‭ ‬بمعزل‭ ‬عما‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬الرئاسة‭ ‬الإيرانية‭.‬

وفي‭ ‬وقت‭ ‬تتعلق‭ ‬فيه‭ ‬الأنظار‭ ‬بانطلاق‭ ‬الجولة‭ ‬السابعة‭ ‬من‭ ‬‮«‬مباحثات‭ ‬فيينا‮»‬،‭ ‬حمّل‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬الإيراني،‭ ‬‮«‬علي‭ ‬خامنئي‮»‬،‭ ‬واشنطن،‭ ‬مسؤولية‭ ‬توقف‭ ‬المفاوضات‭ ‬لإصرارها‭ ‬على‭ ‬ملفي‭ ‬الصواريخ‭ ‬والنفوذ‭ ‬الاقليمي،‭ ‬فيما‭ ‬وضعت‭ ‬إيران‭ ‬شرطا‭ ‬جديدا،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬توافق‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬بند‭ ‬يجعل‭ ‬الانسحاب‭ ‬الأمريكي‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬مستقبلا‭ ‬مشروطا‭ ‬بموافقة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬وأشارت‭ ‬تقارير‭ ‬إعلامية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬احتجاجات‭ ‬الأحواز‭ ‬الأخيرة‭ ‬وموقف‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الأخيرة‭ ‬منها،‭ ‬قد‭ ‬وضعت‭ ‬المفاوضات‭ ‬على‭ ‬المحك،‭ ‬فيما‭ ‬لم‭ ‬يتحدد‭ ‬بعد‭ ‬موعد‭ ‬لانطلاق‭ ‬الجولة‭ ‬السابعة‭ ‬منها‭. ‬وكانت‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬لن‭ ‬تفاوض‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬النووي،‭ ‬وأنها‭ ‬لم‭ ‬تقبل‭ ‬بزيادة‭ ‬كلمة‭ ‬أو‭ ‬نقصانها‭ ‬عن‭ ‬الاتفاق‭ ‬الحالي،‭ ‬وأن‭ ‬سياسة‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬يحددها‭ ‬قائد‭ ‬الثورة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الحاكمة‭. ‬

يأتي‭ ‬هذا‭ ‬فيما‭ ‬نشطت‭ ‬الجبهة‭ ‬الشرقية‭ ‬لإيران،‭ ‬حيث‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أفغانستان‭ ‬مستنقعًا‭ ‬يقع‭ ‬فيه‭ ‬النظام،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استعادت‭ ‬طالبان‭ ‬بسرعة‭ ‬السلطة‭ ‬والأرض،‭ ‬بل‭ ‬استولت‭ ‬على‭ ‬معبر‭ ‬حدودي‭ ‬رئيسي‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬وأفغانستان‭. ‬وبناء‭ ‬عليه،‭ ‬تراقب‭ ‬طهران‭ ‬في‭ ‬قلق‭ ‬مسألة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬في‭ ‬حسبانها‭. ‬ومن‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬طالبان‭ ‬حركة‭ ‬سنية‭ ‬متطرفة‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬جوهري‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬وفي‭ ‬فترات‭ ‬طويلة‭ ‬عبرت‭ ‬الأخيرة‭ ‬عن‭ ‬قلقها‭ ‬من‭ ‬معاملة‭ ‬طالبان‭ ‬للأقليات‭ ‬الشيعية‭. ‬ومع‭ ‬احتمال‭ ‬تجدد‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬بين‭ ‬طالبان‭ ‬والحكومة‭ ‬الأفغانية،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يزعزع‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬إيران‭ ‬ويرسل‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬موجات‭ ‬اللاجئين‭ ‬الأفغان‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭. ‬

الجدير‭ ‬بالذكر،‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬استبعاد‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬محادثات‭ ‬الدوحة‭ ‬بين‭ ‬طالبان،‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والتي‭ ‬أدت‭ ‬بالأخيرة‭ ‬إلى‭ ‬قرار‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬المقبل‭ ‬وإنهائها‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭. ‬وتشير‭ ‬التوقعات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الانسحاب‭ ‬يفتح‭ ‬طريق‭ ‬كابول‭ ‬أمام‭ ‬طالبان‭ ‬لتصنع‭ ‬خطرًا‭ ‬ماثلاً‭ ‬في‭ ‬تهريب‭ ‬الأسلحة‭ ‬والمتطرفين‭ ‬والمخدرات‭ ‬إلى‭ ‬طهران‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تتحسب‭ ‬له‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬تواجه‭ ‬إيران‭ ‬تحديات‭ ‬داخلية‭ ‬وخارجية‭ ‬تضع‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬مأزق،‭ ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬لم‭ ‬يبادر‭ ‬بخطوات‭ ‬تفتح‭ ‬باب‭ ‬الإنقاذ،‭ ‬إذا‭ ‬به‭ ‬يزيد‭ ‬الموقف‭ ‬تأزيمًا‭ ‬بالانقلاب‭ ‬على‭ ‬التيار‭ ‬الإصلاحي‭ ‬وعودة‭ ‬التيار‭ ‬المحافظ‭ ‬المتشدد،‭ ‬وكأنه‭ ‬قد‭ ‬لمس‭ ‬في‭ ‬رغبة‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الإشارة‭ ‬التي‭ ‬تجعله‭ ‬أكثر‭ ‬تشددًا‭ ‬حتى‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬المكسب‭ ‬الذي‭ ‬يبتغيه،‭ ‬وهو‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬الانسحاب‭ ‬الأمريكي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يرتضيه‭ ‬حلفاء‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬المقربون‭ ‬ويدعم‭ ‬موقفهم‭ ‬سلوك‭ ‬إيران‭ ‬الإقليمي،‭ ‬ويصبح‭ ‬التغيير‭ ‬إذن‭ ‬منوطًا‭ ‬بإرادة‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وتحركه‭ ‬نحو‭ ‬التصحيح‭. ‬

{ انتهى  }
bottom of page