top of page

24/8/2021

سيطرة حركة طالبان على أفغانستان.. آراء وتعليقات غربية

قابل‭ ‬الغرب‭ ‬بمزيج‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬والارتباك‭ ‬سرعة‭ ‬سقوط‭ ‬أفغانستان‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬طالبان‭ ‬خلافا‭ ‬لما‭ ‬أعلنه‭ ‬المسؤولون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬قد‭ ‬يستغرق‭ ‬عدة‭ ‬أشهر،‭ ‬وليس‭ ‬أحد‭ ‬عشر‭ ‬يومًا‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬بالفعل،‭ ‬وقد‭ ‬فاجأت‭ ‬هذه‭ ‬السرعة‭ ‬ودخول‭ ‬طالبان‭ ‬إلى‭ ‬كابول‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬أغسطس‭ ‬2021‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬نفسها‭ ‬وخبراء‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية،‭ ‬وأعادت‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬تشابه‭ ‬فشل‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬مع‭ ‬سابقاتها،‭ ‬في‭ ‬فيتنام‭ ‬منتصف‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬فيما‭ ‬تضمنت‭ ‬الانتقادات‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬الإخفاقات‭ ‬المخابراتية،‭ ‬مع‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأوجه‭ ‬الضعف‭ ‬الطويلة‭ ‬الأمد‭ ‬للجيش‭ ‬الأفغاني،‭ ‬والقلق‭ ‬بشأن‭ ‬عودة‭ ‬أفغانستان‭ ‬ملاذا‭ ‬آمنًا‭ ‬للإرهابيين،‭ ‬ومدى‭ ‬موثوقية‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬كحليف‭.‬

وبشكل‭ ‬أساسي،‭ ‬تمثلت‭ ‬هذه‭ ‬الانتقادات‭ ‬في‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬سرعة‭ ‬تقدم‭ ‬طالبان،‭ ‬والمبالغة‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬القدرة‭ ‬والإرادة‭ ‬القتالية‭ ‬للجيش‭ ‬الأفغاني،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬‮«‬بيل‭ ‬روجيو‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الديمقراطيات‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬أكبر‭ ‬خطأ‭ ‬استخباراتي‭ ‬عسكري‭ ‬أمريكي‭ ‬منذ‭ ‬هجوم‭ ‬تيت،‭ ‬الذي‭ ‬شنّه‭ ‬الفيتناميون‭ ‬على‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬فيتنام‭ ‬عام‭ ‬1968‮»‬‭. ‬وأضافت‭ ‬‮«‬كاترينا‭ ‬مانسون‮»‬‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فاينانشال‭ ‬تايمز‮»‬‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬‮«‬كشف‭ ‬إخفاقات‭ ‬في‭ ‬تقديرات‭ ‬المخابرات‭ ‬الأمريكية‭ ‬للموقف‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬انتقد‭ ‬‮«‬بيتر‭ ‬ريكيتس‮»‬،‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬السابق‭ ‬لرئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطاني،‭ ‬‮«‬الفشل‭ ‬الاستخباري‭ ‬الغربي‭ ‬الهائل‭ ‬في‭ ‬أفغانستان،‭ ‬معتبرا‭ ‬أن‭ ‬محادثات‭ ‬ترامب‭ ‬مع‭ ‬طالبان‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬‮«‬كانت‭ ‬ضربة‭ ‬معنوية‭ ‬كبيرة‭ ‬للحكومة‭ ‬الأفغانية‮»‬،‭ ‬ضاعفها‭ ‬إعلان‭ ‬بايدن‭ ‬الانسحاب‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2021‭. ‬وقال‭ ‬‮«‬مايكل‭ ‬روبين‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬المشروع‭ ‬الأمريكي‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬تقدم‭ ‬طالبان‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬فشلا‭ ‬عسكريا‭ ‬واستخباراتيا‭ ‬أمريكيا،‭ ‬لكنه‭ ‬‮«‬كارثة‭ ‬استراتيجية‮»‬‭. ‬وتبنت‭ ‬إدارتا‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬و‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬مسألة‭ ‬انسحاب‭ ‬أمريكا‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أن‭ ‬قدراتها‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬ستمكنها‭ ‬من‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬التدخل‭ ‬السريع،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تبين‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬صحته‮»‬؛‭ ‬لجهة‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬سرعة‭ ‬تقدم‭ ‬طالبان،‭ ‬والغفلة‭ ‬عن‭ ‬الاتفاقات‭ ‬التي‭ ‬أجرتها‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬الانسحاب‮»‬‭.‬

ولتوضيح‭ ‬سبب‭ ‬حدوث‭ ‬هذه‭ ‬الإخفاقات؛‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬روبين‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬جديدًا‭ ‬على‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تشوه‭ ‬المعلومات‭ ‬لدعم‭ ‬المبادرات‭ ‬الدبلوماسية‮»‬‭. ‬أما‭ ‬‮«‬ديفيد‭ ‬سانجر‮»‬‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬‭ ‬فقد‭ ‬أضاف‭ ‬إلى‭ ‬الخطأ‭ ‬الاستخباري‭ ‬المبالغة‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬نتائج‭ ‬83‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أنفقتها‭ ‬واشنطن‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2001‭ ‬على‭ ‬التدريب‭ ‬وتجهيز‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الأفغانية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الاستخفاف‭ ‬بحركة‭ ‬طالبان‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬المعلوم،‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬إخفاق‭ ‬بشأن‭ ‬قدرات‭ ‬الجيش‭ ‬الأفغاني،‭ ‬وأنه‭ ‬سيكون‭ ‬قادرًا‭ ‬بما‭ ‬حصل‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬أمريكي‭ ‬تدريبي‭ ‬ومعدات‭ ‬على‭ ‬صدّ‭ ‬عودة‭ ‬طالبان‭ ‬في‭ ‬مقاربة‭ ‬أخرى‭ ‬واضحة‭ ‬مع‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬فيتنام،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ظهرت‭ ‬نقاط‭ ‬ضعفه‭ ‬التي‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬انعدام‭ ‬التماسك‭ ‬والوحدة‭ ‬والروح‭ ‬القتالية‭. ‬

وفي‭ ‬واقع‭ ‬الأمر،‭ ‬فإن‭ ‬سيناريو‭ ‬التقدم‭ ‬الأخير‭ ‬لطالبان‭ ‬كان‭ ‬متوقعًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تقدر‭ ‬سرعته‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق،‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬تتدخل‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭. ‬وخلص‭ ‬تقرير‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬‮«‬وكالات‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الأمريكية‮»‬‭ ‬أواخر‭ ‬يونيو2021‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حكومة‭ ‬أفغانستان‭ ‬ستنهار‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬الانسحاب‭. ‬وفي‭ ‬11‭ ‬أغسطس‭ ‬2021،‭ ‬حذر‭ ‬مسؤولو‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكيون‭ ‬من‭ ‬سيطرة‭ ‬طالبان‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬90‭ ‬يومًا؛‭ ‬لكن‭ ‬طالبان‭ ‬سيطرت‭ ‬على‭ ‬المدن‭ ‬الأفغانية‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬أيام،‭ ‬وسقطت‭ ‬معظم‭ ‬البلاد‭ ‬بحلول‭ ‬15‭ ‬أغسطس،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬بيّن‭ ‬سوء‭ ‬تقدير‭ ‬‮«‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬لأهمية‭ ‬التفوق‭ ‬العددي‭ ‬للجيش‭ ‬الأفغاني‭ (‬300‭ ‬ألف‭)‬،‭ ‬مقابل‭ ‬طالبان‭ (‬75‭ ‬ألفا‭).‬

ووفقًا‭ ‬لـ«مانسون‮»‬،‭ ‬جاءت‭ ‬‮«‬نقطة‭ ‬التحول‮»‬‭ ‬في‭ ‬انهيار‭ ‬الجيش‭ ‬أمام‭ ‬طالبان‭ ‬عندما‭ ‬سقطت‭ ‬مدينة‭ ‬‮«‬زارانجي‮»‬‭ ‬في‭ ‬6‭ ‬أغسطس‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬امتلاك‭ ‬الجيش‭ ‬الأفغاني‭ ‬أعدادًا‭ ‬كبيرة‭ ‬ومعدات‭ ‬أفضل،‭ ‬ودعمًا‭ ‬ماليًا،‭ ‬فإنه‭ ‬انهار‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬امتلاكه‭ ‬الإرادة‭ ‬لمحاربة‭ ‬أيديولوجية‭ ‬طالبان‭. ‬وعلق‭ ‬‮«‬روبرت‭ ‬بيرنز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬الأسوشيتيد‭ ‬برس‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬المستفيد‭ ‬النهائي‭ ‬من‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬التي‭ ‬أنفقت‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬هو‭ ‬طالبان‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬العنصر‭ ‬الحاسم‭ ‬في‭ ‬انهيار‭ ‬الجيش‭ ‬الأفغاني‭ ‬هو‭ ‬افتقاده‭ ‬الدافع‭ ‬القتالي‮»‬‭. ‬هذا‭ ‬الفشل‭ ‬الاستخباراتي‭ ‬اعترف‭ ‬به‭ ‬بلينكن‭ ‬يوم‭ ‬15‭ ‬أغسطس،‭ ‬بأن‭ ‬القوات‭ ‬الأفغانية‭ ‬‮«‬أثبتت‭ ‬عدم‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬البلاد،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬حدث‭ ‬بسرعة‭ ‬أكبر‭ ‬مما‭ ‬توقعنا‮»‬‭.‬

وبحسب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخبراء،‭ ‬فإن‭ ‬قرار‭ ‬بايدن‭ ‬سحب‭ ‬القوات‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬كان‭ ‬‮«‬مُتعجلًا‭ ‬وغير‭ ‬مدروس‮»‬‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬‮«‬بروس‭ ‬ريدل‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬بروكينجز‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬انتقده‭ ‬‮«‬جيمس‭ ‬كننغهام‮»‬،‭ ‬السفير‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬أفغانستان،‭ ‬فيما‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬ديفيد‭ ‬بتريوس‮»‬،‭ ‬القائد‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬أفغانستان،‭ ‬الوضع‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬كارثي‮»‬،‭ ‬وحث‭ ‬واشنطن‭ ‬على‭ ‬‮«‬التراجع‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬حرفيا‮»‬،‭ ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬توجد‭ ‬نتيجة‭ ‬جيدة‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تدرك‭ ‬أمريكا‭ ‬وحلفاؤها‭ ‬أننا‭ ‬ارتكبنا‭ ‬خطأ‭ ‬فادحًا‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أعاد‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬تبرير‭ ‬موقفه،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يشعر‭ ‬بأي‭ ‬ندم‭ ‬على‭ ‬توقيت‭ ‬الانسحاب‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬حديثه،‭ ‬يوم‭ ‬16‭ ‬أغسطس‭ ‬2021‭ -‬ثاني‭ ‬يوم‭ ‬سقوط‭ ‬كابول‭- ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬‮«‬يضلل‭ ‬الشعب‭ ‬الأمريكي‭ ‬بالادعاء‭ ‬أن‭ ‬قضاء‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬كان‭ ‬سيُحدث‭ ‬فرقا‭ ‬كبيرا‮»‬‭. ‬

وبالفعل،‭ ‬قلت‭ ‬الانتقادات‭ ‬الموجهة‭ ‬لدور‭ ‬بايدن‭ ‬المباشر،‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاحتمال‭ ‬المأساوي‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬منه‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما،‭ ‬وأنه‭ ‬كان‭ ‬مضطرًا‭ ‬في‭ ‬خياراته‭ ‬أمام‭ ‬تصرفات‭ ‬أسلافه،‭ ‬والتي‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬جورج‭ ‬دبليو‭ ‬بوش‭. ‬وجادل‭ ‬‮«‬كريستوفر‭ ‬بريبل‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬لقرار‭ ‬بايدن‭ ‬بالانسحاب،‭ ‬فقد‭ ‬‮«‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬المأساة‭ ‬تلوح‭ ‬منذ‭ ‬وقت‭ ‬طويل‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لتحسين‭ ‬الجيش‭ ‬الأفغاني‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬فاشلة‭ ‬تمامًا‮»‬‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬بدأت‭ ‬فيه‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭.‬

غير‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يبرر‭ ‬فشل‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين‭ ‬الغربيين،‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬لمغادرة‭ ‬أفغانستان،‭ ‬والأفغان‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬للهروب‭ ‬من‭ ‬عنف‭ ‬وإرهاب‭ ‬طالبان‭. ‬وذكرت‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬إن‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬نيوز‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يزال‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬في‭ ‬خطر‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬براثن‭ ‬طالبان‮»‬‭. ‬وردا‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬اعترف‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬البريطاني‭ ‬‮«‬بن‭ ‬والاس‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬لن‭ ‬يغادروا‭ ‬أفغانستان‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬أقر‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأسترالي،‭ ‬‮«‬سكوت‭ ‬موريسون‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬بلاده‭ ‬‮«‬لن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يهمها‭ ‬أمره‭ ‬هناك‮»‬،‭ ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الفوضى‭ ‬وعدم‭ ‬الاستعداد‭ ‬لخطط‭ ‬الإجلاء،‭ ‬وجدت‭ ‬واشنطن‭ ‬ولندن‭ ‬نفسيهما‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تتطلب‭ ‬عودة‭ ‬القوات‭ ‬إلى‭ ‬أفغانستان‭ ‬لتأمين‭ ‬المطار‭ ‬في‭ ‬كابول‭. ‬وأمر‭ ‬بايدن‭ ‬5000‭ ‬بالعودة‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬الإجلاء‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬طرح‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬تساؤلا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المحللين،‭ ‬وهو‭: ‬هل‭ ‬تعود‭ ‬أفغانستان‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬ملاذا‭ ‬للجماعات‭ ‬الإرهابية؟‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬حذر‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطاني‭ ‬‮«‬بوريس‭ ‬جونسون‮»‬،‭ ‬والرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬‮«‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‮»‬‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الاحتمال،‭ ‬بينما‭ ‬حث‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬أنطونيو‭ ‬غوتيريس‮»‬‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬على‭ ‬‮«‬استخدام‭ ‬جميع‭ ‬الأدوات‭ ‬المتاحة‭ ‬تحت‭ ‬تصرفه‭ ‬لقمع‭ ‬التهديد‭ ‬الإرهابي‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‮»‬‭.‬

في‭ ‬غضون‭ ‬ذلك،‭ ‬صرح‭ ‬‮«‬أنتوني‭ ‬بلينكن‮»‬‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬بأن‭ ‬بلاده‭ ‬ستعمل‭ ‬على‭ ‬‮«‬التأكد‭ ‬من‭ ‬أننا‭ ‬نحتفظ‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بالقدرة‭ -‬والقوى‭ ‬اللازمة‭- ‬لرصد‭ ‬أي‭ ‬إعادة‭ ‬ظهور‭ ‬لتهديد‭ ‬إرهابي‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬معه‮»‬‭. ‬وبعيدًا‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الالتزامات،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬كذلك‭ ‬اقتراحات‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬الغربيين‭ ‬بشأن‭ ‬كيفية‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭.‬

ومن‭ ‬نواحٍ‭ ‬عديدة،‭ ‬يوجد‭ ‬اتفاق‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬بين‭ ‬خبراء‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الغربيين‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬انتصار‭ ‬طالبان‭ ‬يمثل‭ ‬فرصة‭ ‬ذهبية‭ ‬للجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬لإعادة‭ ‬تأسيس‭ ‬نفسها‭ ‬بعد‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬أهميتها‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي‭. ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ذهب‭ ‬إليه‭ ‬‮«‬ناثان‭ ‬سيلز‮»‬‭ ‬السفير‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأسبق‭ ‬ومنسق‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭. ‬واستمرارًا‭ ‬للقلق،‭ ‬علق‭ ‬‮«‬باري‭ ‬بافيل‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬أفغانستان‭ ‬بقيادة‭ ‬طالبان،‭ ‬والتي‭ ‬توفر‭ ‬ملاذا‭ ‬آمنًا‭ ‬للإرهابيين‭ ‬البارعين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬وتجنيد‭ ‬أتباع‭ ‬جدد‭ ‬عن‭ ‬بُعد؛‭ ‬تمثل‭ ‬مستوى‭ ‬مختلفًا‭ ‬من‭ ‬التهديد‭ ‬الأمني‭ ‬عما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬السابق‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬تقديم‭ ‬بعض‭ ‬الحلول‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإحياء‭ ‬المتوقع‭ ‬لقواعد‭ ‬الإرهابيين،‭ ‬شدد‭ ‬‮«‬دانيال‭ ‬بيمان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬بروكنجز‮»‬،‭ ‬على‭ ‬‮«‬أن‭ ‬هذا‭ ‬سيكون‭ ‬أقل‭ ‬فعالية‭ ‬مما‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬لواشنطن‭ ‬وجود‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‮»‬‭.‬

ويرى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬أن‭ ‬العيوب‭ ‬المتأصلة‭ ‬في‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬الناتو‭ ‬تجاه‭ ‬أفغانستان،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬الدولة،‭ ‬قد‭ ‬جعلت‭ ‬عودة‭ ‬طالبان‭ ‬وهزيمة‭ ‬المساعي‭ ‬الغربية‭ ‬أمرًا‭ ‬حتميًا‭ ‬بالفعل‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬أندرو‭ ‬بيك‮»‬،‮ ‬المسؤول‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬‮«‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‮»‬،‮ ‬أن‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬فجوة‭ ‬واسعة‭ ‬بين‭ ‬أفغانستان‭ ‬الوهمية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬الحديث‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬الدوائر‭ ‬السياسية،‭ ‬وهشاشة‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬كنا‭ ‬نبنيها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‮»‬‭. ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬بحلول‭ ‬أبريل‭ ‬2021،‭ ‬‮«‬كانت‭ ‬واشنطن‭ ‬قد‭ ‬تجاوزت‭ ‬المراحل‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تغيير‭ ‬نتيجة‭ ‬الحرب‭ ‬بطريقة‭ ‬استراتيجية‭ ‬لصالحها‮»‬‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬ألقى‭ ‬الجدل‭ ‬السياسي‭ ‬الحالي‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الشكوك‭ ‬حول‭ ‬تحالفات‭ ‬واشنطن،‭ ‬ووعودها‭ ‬بحماية‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬الوسطى‭ ‬أو‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬أو‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭. ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬التساؤل‭ ‬الذي‭ ‬طرحه‭ ‬‮«‬مارفن‭ ‬كالب‮» ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬بروكينجز‮»‬،‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬هل‭ ‬إن‭ ‬واشنطن‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬حليفًا‭ ‬موثوقا‭ ‬به‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬حشد‭ ‬العالم‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬إنسانية‭ ‬مشتركة‭ ‬ومرغوبة‭ ‬من‭ ‬الكثيرين؟‮»‬،‭ ‬وخلص‭ ‬‮«‬جيمس‭ ‬كننغهام‮»‬،‮ ‬السفير‭ ‬السابق للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‮ ‬أفغانستان و«إسرائيل‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الأضرار‭ ‬الوخيمة‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بأمن‭ ‬أمريكا‭ ‬وحلفائها‭ ‬والمنطقة،‭ ‬قد‭ ‬حدثت‭ ‬بالفعل‭ ‬جراء‭ ‬هذا‭ ‬الانسحاب،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الأضرار‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بمصداقية‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬هذا‭ ‬النحو،‭ ‬سيخلق‭ ‬الانسحاب‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬المخاوف‭ ‬داخل‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وبالفعل،‭ ‬بدأت‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬الالتزام‭ ‬بخفض‭ ‬أعداد‭ ‬قواتها‭ ‬وعدد‭ ‬دفاعاتها‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬المتوترة‭. ‬لكن‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬منخرطة‭ ‬في‭ ‬شراكة‭ ‬معها‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالضمانات‭ ‬الدفاعية‭ ‬والأمنية،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مجال‭ ‬حاليا‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لسحب‭ ‬دعمها‭ ‬العسكري‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الخليج‭ ‬بالطريقة‭ ‬التي‭ ‬فعلتها‭ ‬في‭ ‬أفغانستان،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المنطقي‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إثارة‭ ‬شكوك‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬القدرة‭ ‬التي‭ ‬تمتلكها‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتوفيرها‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬المستقبلية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حلفائها‭ ‬الرئيسيين‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬أي‭ ‬انسحاب‭ ‬محتمل‭.‬

وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬بات‭ ‬هذا‭ ‬الانسحاب‭ ‬مثيرا‭ ‬لاهتمام‭ ‬العديد‭ ‬وخاصة‭ ‬أعداء‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬الذين‭ ‬سوف‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬استغلاله‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬حد‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬كتب‭ ‬‮«‬جوناثان‭ ‬سباير‮»‬‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬وول‭ ‬ستريت‭ ‬جورنال‮»‬‭ ‬قائلا‭: ‬إن‭ ‬‮«‬إيران‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬تركت‭ ‬مهامها‭ ‬القتالية‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬بصورة‭ ‬متهورة‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬شعورا‭ ‬واضحا‭ ‬بوجود‭ ‬نظام‭ ‬إقليمي‭ ‬متداعٍ‮»‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يتفاقم‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬أكثر،‭ ‬حيث‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تقليص‭ ‬أو‭ ‬إعفاء‭ ‬موظفين‭ ‬أمريكيين‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬التزاماتهم‭ ‬العملية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭. ‬وبسبب‭ ‬هذا‭ ‬المسعى،‭ ‬‮«‬تشعر‭ ‬طهران‭ ‬أن‭ ‬الوقت‭ ‬قد‭ ‬حان‭ ‬للمضي‭ ‬قدمًا،‭ ‬للنيل‭ ‬من‭ ‬أعدائها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‮»‬‭. ‬

في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬استغلت‭ ‬الصين‭ ‬الانسحاب‭ ‬للتحقير‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأثارت‭ ‬شكوكًا‭ ‬في‭ ‬مدى‭ ‬قدرة‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬تايوان‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬مواجهة‭ ‬أي‭ ‬عدوان‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بكين‭. ‬وأكدت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬جلوبال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬الصينية،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تخلي‭ ‬واشنطن‭ ‬عن‭ ‬حلفائها‭ ‬لحماية‭ ‬مصالحها‭ ‬هو‭ ‬عيب‭ ‬متأصل‭ ‬ومتجذر‭ ‬بعمق‭ ‬فيها‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‮»‬‭. ‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬يقول‭ ‬المعلقون‭ ‬الغربيون‭ ‬إن‭ ‬سوء‭ ‬تعامل‭ ‬واشنطن،‭ ‬وحكومات‭ ‬غربية‭ ‬أخرى،‭ ‬مع‭ ‬قضية‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬نشوء‭ ‬طبيعة‭ ‬مأساوية‭ ‬استعادت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬طالبان‭ ‬أفغانستان،‭ ‬وانهارت‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬كابول،‭ ‬وباتت‭ ‬هناك‭ ‬كارثة‭ ‬إنسانية،‭ ‬يبدو‭ ‬معها‭ ‬مستقبل‭ ‬البلاد‭ ‬قاتمًا،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬المساعدات‭ ‬الخارجية‭ ‬متوافرة‭.. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬انهيار‭ ‬مشروع‭ ‬بناء‭ ‬أفغانستان‭ ‬كدولة،‭ ‬فيما‭ ‬سيتم‭ ‬أيضا‭ ‬تقويض‭ ‬مهام‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب؛‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يسعى‭ ‬الإرهابيون‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬ملاذ‭ ‬آمن‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬وفق‭ ‬هؤلاء‭ ‬المعلقين‭ ‬الغربيين‭.‬

لكن‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬غضب‭ ‬هؤلاء‭ ‬المعلقين‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬الكارثية‭ ‬قد‭ ‬تكررت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة؛‭ ‬في‭ ‬فيتنام‭ ‬والعراق،‭ ‬بما‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬التعلم‭ ‬من‭ ‬أخطاء‭ ‬الماضي‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تكبد‭ ‬واشنطن‭ ‬خسائر‭ ‬في‭ ‬الأرواح‭ ‬والأموال‭.‬

{ انتهى  }
bottom of page