top of page

1/9/2021

حتى لا تضيع الحقوق العربية في غاز شرق المتوسط

منذ‭ ‬أن‭ ‬أعلنت‭ ‬‮«‬هيئة‭ ‬المساحة‭ ‬الجيولوجية‭ ‬الأمريكية‮»‬‭ ‬في‭ ‬2010‭ ‬تقديراتها‭ ‬لاحتياطي‭ ‬الغاز‭ ‬والنفط‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط،‭ ‬التي‭ ‬ذكرت‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬تعوم‭ ‬فوق‭ ‬بحيرة‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬تكفي‭ ‬لسد‭ ‬حاجة‭ ‬الأسواق‭ ‬الأوروبية‭ ‬مدة‭ ‬30‭ ‬عاما،‭ ‬والعالم‭ ‬كله‭ ‬مدة‭ ‬عام‭ ‬واحد‭ ‬على‭ ‬الأقل‭. ‬وبلغت‭ ‬هذه‭ ‬التقديرات‭ ‬نحو‭ ‬345‭ ‬تريليون‭ ‬قدم‭ ‬مكعبة‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬و7‭.‬1‭ ‬مليارات‭ ‬برميل‭ ‬نفط،‭ ‬أخذت‭ ‬الدول‭ ‬المشاطئة‭ ‬لهذه‭ ‬المنطقة‭ ‬تنشط‭ ‬في‭ ‬التنقيب‭ ‬عن‭ ‬الغاز‭ ‬داخل‭ ‬المناطق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخالصة‭ ‬لها،‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬قبل‭ ‬اتفاق‭ ‬يحدد‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭.‬

وبالفعل،‭ ‬كانت‭ ‬إسرائيل‭ ‬التي‭ ‬كثيرًا‭ ‬ما‭ ‬تضرب‭ ‬بالقانون‭ ‬الدولي‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭ ‬هي‭ ‬الأسبق،‭ ‬لجهة‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬معلومات‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬النفطية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فاكتشفت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إعلان‭ ‬هيئة‭ ‬المساحة‭ ‬الجيولوجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬المذكور‭ ‬حقل‭ ‬نوا،‭ ‬وحقل‭ ‬ماري‭ ‬بي‭ ‬في‭ ‬1999،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬كميات‭ ‬الاحتياطي‭ ‬فيهما‭ ‬ضئيلة،‭ ‬ثم‭ ‬اكتشفت‭ ‬في‭ ‬2009‭ ‬حقل‭ ‬تمار‭ ‬بإجمالي‭ ‬احتياطي‭ ‬280‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭. ‬وفي‭ ‬2010‭ ‬اكتشفت‭ ‬حقل‭ ‬لفياتان‭ ‬باحتياطي‭ ‬620‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب،‭ ‬وفي‭ ‬2012‭ ‬حقل‭ ‬تانين‭ ‬باحتياطي‭ ‬34‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب،‭ ‬وفي‭ ‬2013‭ ‬حقل‭ ‬كاديش‭ ‬باحتياطي‭ ‬51‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب،‭ ‬وفي‭ ‬2014‭ ‬حقل‭ ‬روبي‭ ‬باحتياطي‭ ‬90‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬نشطت‭ ‬قبرص‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه،‭ ‬فاكتشفت‭ ‬حقل‭ ‬أفرودايت‭ ‬في‭ ‬2011‭ ‬باحتياطي‭ ‬140‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب،‭ ‬وتلاه‭ ‬حقل‭ ‬كالبسو‭ ‬في‭ ‬2018‭ ‬باحتياطي‭ ‬4‭-‬8‭ ‬تريليونات‭ ‬قدم‭ ‬مكعبة،‭ ‬وحقل‭ ‬جيلوقوس‭ ‬في‭ ‬2019‭ ‬باحتياطي‭ ‬نحو‭ ‬6‭ ‬تريليونات‭ ‬قدم‭ ‬مكعبة‭.‬

وإلى‭ ‬جانب‭ ‬حقول‭ ‬دلتا‭ ‬النيل‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬كمية‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬فيها‭ ‬نحو‭ ‬50‭ ‬تريليون‭ ‬قدم‭ ‬مكعبة،‭ ‬فإن‭ ‬مصر‭ ‬اكتشفت‭ ‬حقل‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬2015‭ ‬باحتياطي‭ ‬30‭ ‬تريليون‭ ‬قدم‭ ‬مكعبة‭ (‬850‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭)‬،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬بحيرة‭ ‬الغاز‭ ‬التي‭ ‬ذكرتها‭ ‬الهيئة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تقع‭ ‬داخل‭ ‬الحدود‭ ‬البحرية‭ ‬الإقليمية‭ ‬لدول‭ ‬عربية‭ ‬أخرى،‭ ‬تشمل‭ ‬لبنان،‭ ‬وسوريا،‭ ‬والأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭.‬

غير‭ ‬أن‭ ‬الاكتشافات‭ ‬حول‭ ‬جزيرة‭ ‬قبرص‭ ‬قد‭ ‬أثارت‭ ‬اهتمام‭ ‬تركيا،‭ ‬التي‭ ‬تستورد‭ ‬نحو‭ ‬95‭%‬‭ ‬من‭ ‬احتياجاتها‭ ‬للطاقة،‭ ‬وتوجد‭ ‬في‭ ‬قبرص‭ ‬التركية،‭ ‬حيث‭ ‬زعمت‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬حقوقًا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الاكتشافات،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬حركت‭ ‬قطعها‭ ‬البحرية‭ ‬لمنع‭ ‬شركات‭ ‬التنقيب‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بعملها،‭ ‬وأعلنت‭ ‬رسميًا‭ ‬في‭ ‬2018‭ ‬انخراطها‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬التنقيب،‭ ‬وباشرت‭ ‬هذا‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬2019‭ ‬بإذن‭ ‬من‭ ‬جمهورية‭ ‬قبرص‭ ‬التركية،‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬انتقادات‭ ‬قبرص‭ ‬واليونان‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬واستمرت‭ ‬سفن‭ ‬التنقيب‭ ‬تعمل‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬حماية‭ ‬بحرية‭ ‬وجوية‭ ‬تركية،‭ ‬فيما‭ ‬قدمت‭ ‬قبرص‭ ‬طلبًا‭ ‬لمحكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬لحماية‭ ‬حقوقها‭ ‬في‭ ‬الموارد‭ ‬المعدنية‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬تنازعها‭ ‬تركيا‭ ‬السيادة‭ ‬عليها‭.‬

وفي‭ ‬نوفمبر‭ ‬2019،‭ ‬وقعت‭ ‬تركيا‭ ‬مذكرتي‭ ‬تفاهم‭ ‬مع‭ ‬حكومة‭ ‬الوفاق‭ ‬الليبية‭ ‬للتعاون‭ ‬الأمني‭ ‬والعسكري،‭ ‬وتحديد‭ ‬مناطق‭ ‬السيادة‭ ‬البحرية‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬قواعد‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬حيث‭ ‬توصل‭ ‬هذه‭ ‬المذكرات‭ ‬المنطقة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخالصة‭ ‬لتركيا‭ ‬بالمنطقة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخالصة‭ ‬لليبيا،‭ ‬ما‭ ‬ينتهك‭ ‬النطاقات‭ ‬السيادية‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬جزيرة‭ ‬كريت‭ ‬اليونانية‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬طريق‭ ‬ليبيا‭-‬تركيا،‭ ‬لكن‭ ‬الأخيرة‭ ‬انتهزت‭ ‬فرصة‭ ‬الأزمة‭ ‬الليبية‭ ‬كي‭ ‬تجد‭ ‬لنفسها‭ ‬نصيبًا‭ ‬من‭ ‬كعكة‭ ‬غاز‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الحقوق‭ ‬الليبية‭. ‬

ودعما‭ ‬لهذه‭ ‬الخطوات،‭ ‬أكد‭ ‬وزير‭ ‬الطاقة‭ ‬والموارد‭ ‬المعدنية‭ ‬التركي‭ ‬‮«‬فاتح‭ ‬دونمار‮»‬‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2020،‭ ‬أن‭ ‬بلاده‭ ‬‮«‬تخطط‭ ‬لعلاقات‭ ‬تعاون‭ ‬مع‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬الليبية‭ ‬للنفط،‭ ‬وستواصل‭ ‬عمليات‭ ‬التنقيب‮»‬،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬مصرف‭ ‬ليبيا‭ ‬المركزي‭ ‬منح‭ ‬تركيا‭ ‬6‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬كقرض‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬فوائد‭ ‬لإعانة‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬التركي‭ ‬في‭ ‬الصمود‭ ‬أمام‭ ‬الطلب‭ ‬المتزايد‭ ‬على‭ ‬الدولار‭ ‬والانهيار‭ ‬المستمر‭ ‬لليرة،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ‭ ‬تحاول‭ ‬تركيا‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬غاز‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬عبر‭ ‬بوابتي‭ ‬قبرص‭ ‬التركية‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬وليبيا‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭.‬

التعدي‭ ‬الآخر‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬فاتفاق‭ ‬‮«‬أوسلو‮»‬‭ ‬الثاني‭ ‬الموقع‭ ‬في‭ ‬1995‭ ‬أعطى‭ ‬السلطة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ولاية‭ ‬بحرية‭ ‬على‭ ‬مياهها‭ ‬الإقليمية‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬20‭ ‬ميلا‭ ‬بحريا‭. ‬وفي‭ ‬1999‭ ‬وقعت‭ ‬السلطة‭ ‬عقدًا‭ ‬مدة‭ ‬25‭ ‬عاما‭ ‬للتنقيب‭ ‬عن‭ ‬الغاز‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬الغاز‭ ‬البريطانية،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬نفسه‭ ‬تم‭ ‬اكتشاف‭ ‬حقل‭ ‬غاز‭ ‬كبير‭ ‬هو‭ ‬حقل‭ ‬‮«‬غزة‭ ‬مارين‮»‬‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬17‭-‬21‭ ‬ميلا‭ ‬بحريا‭ ‬من‭ ‬ساحل‭ ‬غزة‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬المباحثات‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والسلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ومجموعة‭ ‬الغاز‭ ‬البريطانية‭ ‬بشأن‭ ‬بيع‭ ‬الغاز‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الحقل،‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬فوائد‭ ‬من‭ ‬موارده‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬مياهه‭ ‬الإقليمية‭.‬

ومنذ‭ ‬فُرض‭ ‬الحصار‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬عام‭ ‬2007،‭ ‬المستمر‭ ‬إلى‭ ‬الآن،‭ ‬سيطرت‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬الموجود‭ ‬قبالة‭ ‬سواحل‭ ‬غزة،‭ ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬تتعامل‭ ‬مجموعة‭ ‬الغاز‭ ‬البريطانية‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬متجاوزة‭ ‬تمامًا‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬كما‭ ‬تسيطر‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬حقل‭ ‬‮«‬مجد‮»‬‭ ‬للنفط‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬الواقع‭ ‬داخل‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وتزعم‭ ‬أنه‭ ‬يقع‭ ‬غرب‭ ‬خط‭ ‬الهدنة‭ ‬لعام‭ ‬1948‭. ‬وكانت‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬قد‭ ‬أودعت‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬الخرائط‭ ‬الخاصة‭ ‬بحدودها‭ ‬البحرية،‭ ‬استنادًا‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬1967‭ ‬وقرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬242‭.‬

وحين‭ ‬نشأ‭ ‬منتدى‭ ‬غاز‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2019‭ -‬الذي‭ ‬يتخذ‭ ‬من‭ ‬القاهرة‭ ‬مقرًا‭ ‬له‭- ‬أصبحت‭ ‬فلسطين‭ ‬عضوًا‭ ‬فيه،‭ ‬وتأمل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عضويتها‭ ‬وعضوية‭ ‬إسرائيل‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬استرداد‭ ‬حقوقها‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬‮«‬غزة‭ ‬مارين‮»‬،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬تقديرات‭ ‬احتياطي‭ ‬الغاز‭ ‬به‭ ‬تبلغ‭ ‬نحو‭ ‬1‭.‬4‭ ‬تريليون‭ ‬قدم‭ ‬مكعبة‭ ‬تكفي‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬مدة‭ ‬15‭ ‬عاما‭. ‬وسعيا‭ ‬لذلك،‭ ‬وقعت‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2021‭ ‬مذكرة‭ ‬تفاهم‭ ‬لتطويره‭ ‬مع‭ ‬مصر‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬نرى‭ ‬تكالب‭ ‬روسيا‭ -‬أكبر‭ ‬مورد‭ ‬للغاز‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭- ‬على‭ ‬الوجود‭ ‬الفعال‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬السورية،‭ ‬حيث‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬ينقب‭ ‬عن‭ ‬الغاز،‭ ‬كما‭ ‬وُجدت‭ ‬في‭ ‬شركات‭ ‬التنقيب‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬واليونان‭ ‬وقبرص،‭ ‬ولها‭ ‬أنابيب‭ ‬لنقل‭ ‬الغاز‭ ‬في‭ ‬تركيا،‭ ‬حيث‭ ‬تسعى‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬استراتيجية‭ ‬إلى‭ ‬إبقاء‭ ‬دورها‭ ‬كمورد‭ ‬رئيسي‭ ‬للغاز‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬مصلحة‭ ‬في‭ ‬تقويض‭ ‬خط‭ ‬‮«‬غاز‭ ‬است‭ ‬ميد‮»‬‭ ‬لنقل‭ ‬غاز‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭. ‬وتقدر‭ ‬احتياطيات‭ ‬سوريا‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬بـ700‭ ‬مليار‭ ‬قدم‭ ‬مكعبة،‭ ‬وهناك‭ ‬توقعات‭ ‬بأن‭ ‬تحتل‭ ‬مركزًا‭ ‬متقدمًا‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬الغاز‭ ‬عالميًا‭ ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬رفع‭ ‬قدراتها‭ ‬الإنتاجية‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الأقصى‭.‬

وفي‭ ‬2013‭ ‬وقعت‭ ‬روسيا‭ ‬مع‭ ‬سوريا‭ ‬أول‭ ‬عقودها‭ ‬للتنقيب‭ ‬عن‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬السورية،‭ ‬وفي‭ ‬مارس‭ ‬2021‭ ‬وقعت‭ ‬ثاني‭ ‬هذه‭ ‬العقود؛‭ ‬لتغطي‭ ‬المنطقة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخالصة‭ ‬لسوريا،‭ ‬مقابل‭ ‬محافظة‭ ‬طرطوس‭ ‬حتى‭ ‬الحدود‭ ‬البحرية‭ ‬الجنوبية‭ ‬السورية‭ ‬اللبنانية‭ ‬بمساحة‭ ‬2250‭ ‬كم2‭ ‬لفترة‭ ‬استكشاف‭ ‬مدتها‭ ‬48‭ ‬شهرًا‭ ‬تمدد‭ ‬36‭ ‬شهرا‭ ‬أخرى،‭ ‬تليها‭ ‬فترة‭ ‬تنمية‭ ‬مدتها‭ ‬25‭ ‬عاما‭ ‬قابلة‭ ‬للتمديد‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬أخرى،‭ ‬ولا‭ ‬تقف‭ ‬الحقوق‭ ‬السورية‭ ‬في‭ ‬غاز‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط‭ ‬فقط‭ ‬عند‭ ‬الحقول‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬اكتشافها‭ ‬في‭ ‬مياهها،‭ ‬ولكن‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬إمكانية‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سوريا‭ ‬منطقة‭ ‬عبور‭ ‬هذا‭ ‬الغاز‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬طول‭ ‬أمد‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬الأزمة‭ ‬السورية،‭ ‬وتعدد‭ ‬الفاعلين‭ ‬على‭ ‬ساحة‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬سواء‭ ‬مباشرة‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬وكلائهم‭.‬

وبالمثل،‭ ‬وضعت‭ ‬إسرائيل‭ ‬يدها‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬الجنوبية‭ ‬اللبنانية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬معوقات‭ ‬أمام‭ ‬الشركات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ادعاء‭ ‬ملكيتها‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخالصة‭ ‬اللبنانية،‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬مساحتها‭ ‬860كم2،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬اعترضت‭ ‬على‭ ‬منح‭ ‬لبنان‭ ‬امتياز‭ ‬التنقيب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المساحة‭ ‬للتحالف‭ ‬المكون‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬فرنسية‭ ‬وإيطالية‭ ‬وروسية‭. ‬وفي‭ ‬محاولة‭ ‬لإكساب‭ ‬ادعائها‭ ‬ثوبًا‭ ‬قانونيًا‭ ‬في‭ ‬إحداثيات‭ ‬خاطئة‭ ‬لوحت‭ ‬بالتهديد‭ ‬العسكري‭ ‬حال‭ ‬إقدام‭ ‬لبنان‭ ‬على‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬التنقيب‭ ‬الفعلي‭.‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬هذا‭ ‬الواقع،‭ ‬حاولت‭ ‬أمريكا‭ ‬الوساطة‭ ‬لحل‭ ‬هذا‭ ‬النزاع‭ -‬وهي‭ ‬تعلم‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬لإسرائيل‭ ‬حق‭ ‬فيما‭ ‬ذهبت‭ ‬إليه‭- ‬فتقدمت‭ ‬باقتراح‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬اقتسام‭ ‬المنطقة‭ ‬المتنازع‭ ‬عليها‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬ولبنان‭ ‬بنسبة‭ ‬40‭%‬،‭ ‬و60‭%‬‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬في‭ ‬مخالفة‭ ‬صريحة‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬وقواعد‭ ‬احتساب‭ ‬المنطقة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخالصة‭. ‬وفيما‭ ‬عرقلت‭ ‬الأزمة‭ ‬السياسية‭ ‬اللبنانية‭ ‬جهود‭ ‬لبنان‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬حصتها‭ ‬من‭ ‬غاز‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط،‭ ‬فإن‭ ‬الشركات‭ ‬الفرنسية‭ ‬القائمة‭ ‬بالتنقيب‭ ‬قبالة‭ ‬سواحلها‭ ‬أعلنت‭ ‬إرجاء‭ ‬عملها‭ ‬إلى‭ ‬أجل‭ ‬غير‭ ‬مسمى،‭ ‬رغم‭ ‬حاجة‭ ‬لبنان‭ ‬الملحة‭ ‬إلى‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬أزمته‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تكاد‭ ‬تعصف‭ ‬به‭. ‬وبحسب‭ ‬تقديرات‭ ‬وزارة‭ ‬الطاقة‭ ‬اللبنانية،‭ ‬فإن‭ ‬المنطقة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخالصة‭ ‬للبنان‭ ‬تحوي‭ ‬نحو‭ ‬30‭ ‬تريليون‭ ‬قدم‭ ‬مكعبة‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬و660‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬النفط‭.‬

وبهذا‭ ‬المعنى،‭ ‬استغلت‭ ‬أطراف‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬الأوضاع‭ ‬السياسية‭ ‬المتأزمة‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬بلدان‭ ‬عربية‭ ‬للسطو‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬غاز‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط،‭ ‬بأعمال‭ ‬كالبلطجة،‭ ‬أو‭ ‬إجبارها‭ ‬على‭ ‬توقيع‭ ‬عقود،‭ ‬مثل‭ ‬عقود‭ ‬الإذعان‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬الحاجة،‭ ‬أو‭ ‬لفساد‭ ‬السلطة‭ ‬السياسية‭ (‬كحالتي‭ ‬ليبيا‭ ‬وسوريا‭). ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬منتدى‭ ‬غاز‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط‭ ‬الذي‭ ‬نشأ‭ ‬في‭ ‬2019‭ ‬كمنظمة‭ ‬حكومية‭ ‬إقليمية‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬ساحة‭ ‬لتسوية‭ ‬النزاعات‭ ‬حول‭ ‬حقوق‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الغاز،‭ ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬انضمت‭ ‬إليه‭ ‬سوريا‭ ‬ولبنان،‭ ‬فإن‭ ‬الدولتين‭ ‬مازالتا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬حرب‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬العضو‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعوق‭ ‬انضمامها‭ ‬إليه‭. ‬ومن‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬حضور‭ ‬فعالياته،‭ ‬كما‭ ‬عرضت‭ ‬فرنسا‭ ‬الانضمام‭ ‬إليه‭ ‬كعضو،‭ ‬وعرض‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والإمارات‭ ‬الانضمام‭ ‬إليه‭ ‬كمراقب‭.‬

وحتى‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬غاز‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط‭ ‬أحد‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تشعل‭ ‬صراعات‭ ‬تهدد‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية‭ ‬عالميًا‭ ‬من‭ ‬الناحيتين‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬والجيواقتصادية،‭ ‬يتعين‭ ‬أن‭ ‬تقود‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ -‬استنادا‭ ‬إلى‭ ‬المعاهدة‭ ‬الدولية‭ ‬لقانون‭ ‬البحار‭ ‬الموقعة‭ ‬في‭ ‬1982‭- ‬عملية‭ ‬شاملة‭ ‬لترسيم‭ ‬الحدود‭ ‬البحرية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تبين‭ ‬خرق‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬قواعد‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬كالاتفاق‭ ‬التركي‭ ‬الليبي‭ -‬كما‭ ‬أشرنا‭- ‬واعتراض‭ ‬تركيا‭ ‬على‭ ‬اتفاق‭ ‬ترسيم‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬واليونان‭ ‬في‭ ‬2020،‭ ‬الذي‭ ‬تقاطع‭ ‬مع‭ ‬ترسيم‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬ليبيا‭ ‬وتركيا،‭ ‬وبسبب‭ ‬اعتراض‭ ‬الأخيرة‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬اتفاقات‭ ‬ترسيم‭ ‬الحدود‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬وقبرص‭ ‬في‭ ‬2003‭ ‬و2013،‭ ‬ومصر‭ ‬وإسرائيل‭ ‬2005،‭ ‬وقبرص‭ ‬ولبنان‭ ‬2007،‭ ‬وقبرص‭ ‬وإسرائيل‭ ‬2010،‭ ‬وإسرائيل‭ ‬والأردن‭ ‬واليونان‭ ‬وإيطاليا‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2020،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الترسيم‭ ‬الذي‭ ‬تقوده‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬تسوية‭ ‬عادلة‭ ‬للخلافات‭ ‬حول‭ ‬الحدود‭ ‬البحرية‭. ‬

ومن‭ ‬الثابت‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬أطرافا‭ ‬فاعلة‭ ‬أخرى‭ ‬يهمها‭ ‬تسوية‭ ‬هذه‭ ‬النزاعات،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تمثل‭ ‬طرفًا‭ ‬ضاغطًا‭ ‬نحو‭ ‬هذه‭ ‬التسوية،‭ ‬كالشركات‭ ‬الإيطالية‭ ‬والفرنسية‭ ‬والأمريكية‭ ‬والروسية‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنقيب،‭ ‬والتي‭ ‬يتأثر‭ ‬عملها‭ ‬نتيجة‭ ‬التهديدات‭ ‬العسكرية،‭ ‬أو‭ ‬منعها‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بالنشاط،‭ ‬أو‭ ‬إساءة‭ ‬العلاقات‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الدول‭ ‬المتعاقدة‭ ‬معها‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الأطراف‭ ‬طرف‭ ‬قوي،‭ ‬هو‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬الذي‭ ‬يهمه‭ ‬التحرر‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬مصدر‭ ‬واحد،‭ ‬ويسعى‭ ‬إلى‭ ‬تنويع‭ ‬مصادره‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬غاز‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬الغاز‭ ‬الروسي،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منتدى‭ ‬التعاون‭ ‬الأوروبي‭ ‬المتوسطي،‭ ‬أو‭ ‬الاتحاد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المتوسط‭.‬

غير‭ ‬أن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الحقوق‭ ‬العربية‭ ‬يستدعي‭ ‬دورًا‭ ‬ملموسًا‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وهو‭ ‬دور‭ ‬يرتبط‭ ‬بدورها‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬الأزمات‭ ‬القائمة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ليبيا‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان،‭ ‬ورعايتها‭ ‬للحقوق‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬الدور‭ ‬المنتظر‭ ‬قد‭ ‬تأخر‭ ‬كثيرًا،‭ ‬وظل‭ ‬غائبًا‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ ‬الراهنة،‭ ‬ويرتبط‭ ‬تفعيله‭ ‬بإرادة‭ ‬الأطراف‭. ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬سوريا‭ ‬غائبة‭ ‬بسبب‭ ‬تجميد‭ ‬عضويتها؛‭ ‬فإن‭ ‬فلسطين‭ ‬حاضرة‭ ‬وكذلك‭ ‬لبنان‭ ‬وليبيا،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬قد‭ ‬أصدرت‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬أغسطس‭ ‬بيانًا‭ ‬تحذيريًا‭ ‬بشأن‭ ‬التصعيد‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان،‭ ‬فإن‭ ‬الحقوق‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬غاز‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬للانتهاك‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تبحث‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬القادمة،‭ ‬وتكون‭ ‬أحد‭ ‬الموضوعات‭ ‬الرئيسية‭ ‬على‭ ‬جدول‭ ‬أعمالها‭. ‬
 

{ انتهى  }
bottom of page