top of page

6/5/2022

مستقبل الأمن البحري في الخليج العربي والبحر الأحمر

حظيت‭ ‬مياه‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬بأهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الاعتبارات‭ ‬الأمنية‭ ‬الأخرى‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬حيث‭ ‬ازداد‭ ‬عدد‭ ‬الهجمات‭ ‬الموجهة‭ ‬ضد‭ ‬أهداف‭ ‬مهمة‭ ‬للشحن‭ ‬التجاري‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬المنطقة،‭ ‬مع‭ ‬انخراط‭ ‬إيران‭ ‬وإسرائيل‭ ‬في‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬الظل‮»‬،‭ ‬واعتبار‭ ‬الغرب‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬وحلفاءها‭ ‬مسؤولون‭ ‬عن‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬السفن‭ ‬المحايدة‭ ‬والاعتداء‭ ‬عليها‭. ‬ونظرًا‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬المنطقة‭ ‬لصادرات‭ ‬الطاقة‭ ‬والتبادل‭ ‬التجاري،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تزداد‭ ‬الجهود‭ ‬متعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬لتأمين‭ ‬مياهها‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬شكلت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬مجموعة‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬الدولي؛‭ ‬بهدف‭ ‬حماية‭ ‬السفن‭ ‬التجارية،‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬عبر‭ ‬مياه‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬استضاف‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬بواشنطن،‭ ‬ندوة‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬مستقبل‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر‮»‬،‭ ‬بهدف‭ ‬بحث‭ ‬مسألة‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬مستقبل‭ ‬التعاون‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف،‭ ‬أدارها‭ ‬‮«‬بلال‭ ‬صعب‮»‬،‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬بالمعهد،‭ ‬وشارك‭ ‬فيها‭ ‬‮«‬كيفن‭ ‬دونيغان‮»‬،‭ ‬القائد‭ ‬السابق‭ ‬للأسطول‭ ‬الخامس‭ ‬للبحرية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬و«ساسكيا‭ ‬جينوجتن‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬أكاديمية‭ ‬الدفاع‭ ‬الهولندية‮»‬،‭ ‬و«سينزيا‭ ‬بيانكو‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬و«ميريت‭ ‬مبروك‮»‬،‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬

في‭ ‬البداية،‭ ‬ركز‭ ‬‮«‬دونيغان‮»‬،‭ ‬على‭ ‬جغرافيا‮»‬‭ ‬القضية‭ ‬المطروحة،‭ ‬ليشمل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬فقط،‭ ‬وتحديدا‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وشمال‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي،‭ ‬حيث‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬تم‭ ‬‮«‬إيلاء‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬للبحر‭ ‬الأحمر‮»‬،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الأطراف،‭ ‬التي‭ ‬تحده‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬تشعر‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المشاركة‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬شرحه‭ ‬للسياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تجاه‭ ‬الأمن‭ ‬البحري؛‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬نهجها‭ ‬العالمي‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬حماية‭ ‬التجارة‭. ‬وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬فإن20‭%‬‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬العالمي‭ ‬يمر‭ ‬عبر‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز،‭ ‬و12‭%‬‭ ‬من‭ ‬حركة‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬يمر‭ ‬عبر‭ ‬قناة‭ ‬السويس،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬أي‭ ‬اضطرابات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الممرات‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬آثار‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭. ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬أورد‭ ‬ثلاث‭ ‬‮«‬ركائز‮»‬‭ ‬لموقف‭ ‬واشنطن‭ ‬بشأن‭ ‬مياه‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬هي‭ ‬‮«‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‮»‬،‭ ‬و«ردع‭ ‬إيران‮»‬،‭ ‬و«حماية‭ ‬حرية‭ ‬الملاحة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التدفق‭ ‬الحر‭ ‬للتجارة‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬دحض‭ ‬الرواية‭ ‬السائدة‭ ‬بأن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬معتمدة‭ ‬على‭ ‬نفط‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬قائلا‭ ‬إنه‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬طبيعة‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمي،‭ ‬فإن‭ ‬اهتمام‭ ‬واشنطن‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬حرية‭ ‬التجارة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬قائما،‭ ‬وهو‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭.‬

وفي‭ ‬تناوله‭ ‬مسألة‭ ‬إعادة‭ ‬التقييم‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬طويلة‮»‬‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬واشنطن،‭ ‬‮«‬لبناء‭ ‬تحالفات‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬عددًا‭ ‬قليلاً‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬ليست‭ ‬معنية‭ ‬بالعوائق‭ ‬التي‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬التدفق‭ ‬الحر‭ ‬للتجارة،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬34‭ ‬دولة،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬مصر‭ ‬هي‭ ‬أحدث‭ ‬إضافة‭ ‬إليها،‭ ‬ذاكرا‭ ‬أن‭ ‬الغرض‭ ‬منها‭ ‬هو‭ ‬‮«‬مكافحة‭ ‬القرصنة‮»‬،‭ ‬و«الحفاظ‭ ‬على‭ ‬تدفق‭ ‬حركة‭ ‬التجارة‮»‬،‭ ‬و«ردع‭ ‬الأنشطة‭ ‬الخبيثة‮»‬‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬وشمال‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمستقبل،‭ ‬لاحظ‭ ‬‮«‬دونيغان‮»‬،‭ ‬‮«‬تغييرات‭ ‬مهمة‮»‬‭ ‬في‭ ‬الديناميكيات‭ ‬الإقليمية‭ ‬للأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬مثل‭ ‬تأثير‭ ‬دور«قوة‭ ‬المهام‭ ‬59‮»‬‭ ‬التابعة‭ ‬للبحرية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬والتي‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬تقوية‭ ‬الدفاعات‭ ‬ضد‭ ‬المركبات‭ ‬غير‭ ‬المأهولة‭ ‬المستخدمة‭ ‬لمهاجمة‭ ‬السفن،‭ ‬وأبرزها‭ ‬الطائرات‭ ‬المسيرة‭ ‬والسفن‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬‮«‬كاميكازي‮»‬‭.‬

وحول‭ ‬التوقعات‭ ‬‮«‬الواقعية‮»‬،‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬وماذا‭ ‬ستكون‭ ‬‮«‬النتيجة‭ ‬المثالية»؛‭ ‬أقر‭ ‬القائد‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بأن‭ ‬أحد‭ ‬المخاوف‭ ‬الرئيسية،‭ ‬هو‭ ‬التصور‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬تغادر‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭. ‬وعن‭ ‬الهدف‭ ‬النهائي‭ ‬للجهود‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬أمريكا،‭ ‬استشهد‭ ‬بـ«الدفاع‭ ‬الجوي‭ ‬والبحري‭ ‬المتكامل‮»‬،‭ ‬باعتباره‭ ‬‮«‬ضرورة‭ ‬حتمية‮»‬،‭ ‬معلقا‭ ‬بأنه‭ ‬من‭ ‬المفيد‭ ‬رؤية‭ ‬إيران‭ ‬‮«‬تتصرف‭ ‬وفقًا‭ ‬للأعراف‭ ‬والمعايير‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الاحتمال‭ ‬غير‭ ‬مُرجح‭ ‬حاليًا‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬التحديات‭ ‬الأساسية‭ ‬لجهود‭ ‬التعاون،‭ ‬فقد‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬دونيغان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الهدف‭ ‬طويل‭ ‬المدى‮»‬‭ ‬لبناء‭ ‬‮«‬وحدة‭ ‬من‭ ‬التعاون‮»‬‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬متشابهة‭ ‬التفكير،‭ ‬هو‭ ‬هدف‭ ‬سيستغرق‭ ‬بعض‭ ‬الوقت‭ ‬لتحقيقه؛‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬كل‭ ‬دولة‭ ‬مدفوعة‭ ‬بمصالح‭ ‬مُختلفة‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬يمثل‭ ‬دائمًا‭ ‬عملية‭ ‬صعبة‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الجهود‭ ‬التعاونية،‭ ‬وأن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الشراكات‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تُبنى‭ ‬على‭ ‬‮«‬الثقة‮»‬‭.‬

وبالانتقال‭ ‬إلى‭ ‬المنظور‭ ‬الأوروبي‭ ‬حول‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬جينوجتن‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬منخرطة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬‮«‬التفكير‮»‬‭ ‬في‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أقرت‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يتغير‭ ‬قريبا‮»‬،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬معنية‭ ‬بـ«الامتداد‭ ‬الجغرافي‮»‬،‭ ‬و«نوع‭ ‬الأنشطة‭ ‬البحرية‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تريد‭ ‬تحديد‭ ‬أولوياتها،‭ ‬لاسيما‭ ‬أنها‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬عبر‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط،‭ ‬والتهديدات‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬القطب‭ ‬الشمالي‭.‬

وحول‭ ‬تفصيل‭ ‬التدخل‭ ‬الأوروبي‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬للمنطقة،‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البعثات‭ ‬البحرية‭ ‬لدول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬نشطة‭ ‬في‭ ‬الصومال،‭ ‬ومضيق‭ ‬هرمز‭. ‬وفي‭ ‬السابق،‭ ‬كان‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬ردع‭ ‬القرصنة،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬فرنسا‭ ‬وإسبانيا‭ ‬‮«‬القوى‭ ‬الدافعة‮»‬‭ ‬لهذا‭ ‬الإجراء،‭ ‬بينما‭ ‬حاليًا،‭ ‬تشارك‭ ‬تسع‭ ‬دول‭ ‬أوروبية،‭ ‬بشكل‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬مرونة‮»‬‭ ‬في‭ ‬عملياتها‭. ‬وحول‭ ‬تباين‭ ‬النهج‭ ‬الأوروبي‭ ‬عن‭ ‬النهج‭ ‬الذي‭ ‬تقوده‭ ‬واشنطن،‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬النهج‭ ‬الأوروبي،‭ ‬يركز‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬‮«‬خفض‭ ‬التصعيد‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬كون‭ ‬العمليات‭ ‬الأوروبية‭ ‬أصغر‭ ‬حجمًا‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭.‬

أما‭ ‬عن‭ ‬احتمال‭ ‬أن‭ ‬يغير‭ ‬الأوروبيون‭ ‬مواقفهم‭ ‬ويعملوا‭ ‬بشكل‭ ‬وثيق‭ ‬مع‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬فقد‭ ‬أوضحت‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المُرجح‭ ‬أن‭ ‬يطرأ‭ ‬تغير‭ ‬على‭ ‬الديناميكية‭ ‬حاليا،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬العداء‮»‬‭ ‬بين‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬وحلفاء‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأوروبيين‭ ‬عامي‭ ‬2019‭ ‬و2020،‭ ‬بشأن‭ ‬سياسات‭ ‬واشنطن‭ ‬تجاه‭ ‬طهران،‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬‮«‬في‭ ‬وضع‭ ‬جيد‭ ‬تمامًا‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬امتلاكها‭ ‬نهجا‭ ‬منفصلا،‭ ‬مقابل‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬التنافسات‭ ‬القائمة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الناتو،‭ ‬وخاصة‭ ‬بين‭ ‬باريس‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وواشنطن،‭ ‬ولندن‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬‮«‬تعرقل‮»‬‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التعاون‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬تحدثت‭ ‬‮«‬بيانكو‮»‬‭ ‬عن‭ ‬رؤية‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬مسائل‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬الإقليمي،‭ ‬موضحة‭ ‬كيف‭ ‬نما‭ ‬حجم‭ ‬المنافسات‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬البحري‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬فأكثر‮»‬‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬الماضي‮»‬،‭ ‬واصفة‭ ‬البعد‭ ‬البحري،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬أحد‭ ‬المجالات‭ ‬الأكثر‭ ‬سخونة‮»‬‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وأيضًا‭ ‬أحد‭ ‬المجالات،‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬فيها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للخطر‮»‬،‭ ‬ويرجع‭ ‬ذلك‭ ‬جزئيًا‭ ‬إلى‭ ‬اعتمادها‭ ‬التاريخي‭ ‬على‭ ‬الأمريكيين‭ ‬لحماية‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬تجري‭ ‬الآن‭ ‬فترة‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬تعديل‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تتبنى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬‮«‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‮»‬،‭ ‬و‮«‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬تدويل‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬الخليجي‮»‬،‭ ‬مؤكدة‭ ‬توصلها‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقيات،‭ ‬وإجراء‭ ‬تدريبات‭ ‬متعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬مع‭ ‬قوى‭ ‬خارجية،‭ ‬مثل‭ ‬الهند،‭ ‬واليابان،‭ ‬والصين‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬وصفت‭ ‬‮«‬بيانكو‮»‬،‭ ‬تطوير‭ ‬القدرات‭ ‬الخليجية،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬مذهل‮»‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شراء‭ ‬معدات‭ ‬بحرية‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬موردين‭ ‬متعددين‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمسألة‭ ‬شراء‭ ‬الغواصات،‭ ‬أوضحت‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الحديث‭ ‬عنها‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬السابقة،‭ ‬لكنّ‭ ‬الآن‭ ‬السعودية،‭ ‬والإمارات،‭ ‬وقطر‭ ‬كلها‭ ‬‮«‬تشارك‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‮»‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المقاربات‭ ‬الخليجية‭ ‬للأمن‭ ‬البحري‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬الأساليب‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬تتبناها‭ ‬القوى‭ ‬الغربية،‭ ‬حيث‭ ‬تركز‭ ‬الرياض،‭ ‬مثلا‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬حدودها‭ ‬البحرية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬وقعت‭ ‬أبو‭ ‬ظبي،‭ ‬اتفاقية‭ ‬لبناء‭ ‬مركز‭ ‬تدريب‭ ‬تحت‭ ‬الماء‭ ‬لمواجهة‭ ‬الغواصات‭ ‬المُعادية‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬فرنسية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬حذرت‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التقدم‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجبهات‭ ‬سيستغرق‭ ‬‮«‬وقتا‮»‬‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬ركزت‭ ‬‮«‬مبروك‮»‬،‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬ومصر،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬أنه،‭ ‬مقارنة‭ ‬بمضيق‭ ‬هرمز،‭ ‬لم‭ ‬تتم‭ ‬مناقشة‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬للبحر‭ ‬الأحمر‭ ‬كثيرًا،‭ ‬حيث‭ ‬سلطت‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬كانت‭ ‬مسرحًا‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬التطورات‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬حيث‭ ‬‮«‬عززت‭ ‬مصر‭ ‬قواتها‭ ‬البحرية‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2013‮»‬،‭ ‬والمشاركة‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف،‭ ‬وإجراء‭ ‬مناورات‭ ‬بحرية‭ ‬مع‭ ‬الأمريكيين‭ ‬والفرنسيين‭ ‬والروس‭ ‬والصينيين،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬التجارة‭ ‬والأمن‭ ‬باعتبارهما‭ ‬‮«‬عناصر‭ ‬حيوية‮»‬‭ ‬ترتبط‭ ‬بحركة‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال،‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬‮«‬أحد‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬الرئيسية‭ ‬لمصر‮»‬‭. ‬وهكذا،‭ ‬وصفت‭ ‬سلامة‭ ‬هذا‭ ‬الممر،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬ضروري‮»‬‭ ‬للتجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬تعطل قناة السويس‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬وتوقف‭ ‬حركة‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬فيها،‭ ‬والاضطراب‭ ‬الذي‭ ‬لحق‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬ذلك‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬سلطت‭ ‬الضوء‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬‮«‬أكثر نقاط‭ ‬الاختناق البحرية‭ ‬ازدحامًا‮»‬‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬عند‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬بين‭ ‬دولتي‭ ‬جيبوتي‭ ‬واليمن‭. ‬ومع‭ ‬أخذ‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الاعتبار،‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬‮«‬المحافظة‮»‬،‭ ‬و«المستقلة‭ ‬جدًا‮»‬‭ ‬تاريخيًا،‭ ‬فقد‭ ‬حافظت‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬وجودها‭ ‬المتوازن‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬القضايا‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتجارة‭ ‬المخدرات،‭ ‬والاتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬وتهريب‭ ‬الأسلحة‭ ‬والإرهاب،‭ ‬و«التهديدات‭ ‬البيئية‮»‬‭ ‬الأخرى‭ ‬والمرتبطة‭ ‬بحركة‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬تعتبر‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬مخاوف‭ ‬لدى‭ ‬مصر‭. ‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالجهود‭ ‬متعددة‭ ‬الأطراف،‭ ‬ذكرت‭ ‬‮«‬مبروك‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬‮«‬تفضل‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬لكنها‭ ‬أيضًا‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬‮«‬حساسة‭ ‬للغاية‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمن‭ ‬تريد‭ ‬التعاون‭ ‬معه‭ ‬لتعزيز‭ ‬أمن‭ ‬وسلامة‭ ‬حركة‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬ولعل‭ ‬تلك‭ ‬الديناميكية‭ ‬المهمة‭ ‬تثير‭ ‬التساؤل‭ ‬حول‭ ‬ماهية‭ ‬التعاون،‭ ‬إن‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وكيف‭ ‬سيبدو‭. ‬وعندما‭ ‬سُئلت،‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يلين‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬المصري‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬أجابت‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬سيعتمد‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬طبيعة‭ ‬الأزمة‭ ‬المطروحة‭ ‬والمحتملة‭ ‬آنذاك،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬عسكرية‭ ‬أو‭ ‬تجارية‭ ‬أو‭ ‬بيئية‭.‬

‮ ‬وفي‭ ‬سؤال‭ ‬حول‭ ‬الاستفزازات‭ ‬الإيرانية،‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬ردعها؛‭ ‬أفاد‭ ‬‮«‬دونيغان‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬تريد‭ ‬تفاقم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الصراعات،‭ ‬وأن‭ ‬تشكيل‭ ‬تحالفات‭ ‬أمنية‭ ‬بحرية؛‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬منع‭ ‬تطور‭ ‬الصراعات‭ ‬البرية‭ ‬وتسلل‭ ‬تداعياتها‭ ‬إلى‭ ‬مياه‭ ‬المنطقة‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بموضوع‭ ‬‮«‬الخطوط‭ ‬الحمراء‮»‬‭ ‬لبلدان‭ ‬المنطقة،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬تجاوزها‭ ‬حفاظًا‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬الملاحة،‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوط‭ ‬غير‭ ‬محددة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أي‭ ‬جانب،‭ ‬ووافقت‭ ‬‮«‬جينوجتن‮»‬‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬التقييمات،‭ ‬مضيفةً‭ ‬أن‭ ‬الردع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬يتجاوز‭ ‬نطاق‭ ‬المفهوم‭ ‬التقليدي‭ ‬بمعني‭ ‬عدم‭ ‬الرد‭ ‬بقوة‭ ‬مفرطة‭ ‬لعدم‭ ‬تصعيد‭ ‬التوترات‭ ‬مع‭ ‬الخصوم‭ ‬والأعداء‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتهديدات‭ ‬السيبرانية‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬البحري،‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬دونيغان‮»‬‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬بأنها‭ ‬باتت‭ ‬تثير‭ ‬المخاوف‭ ‬والقلق‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر؛‭ ‬وأنه‭ ‬بسبب‭ ‬الطبيعة‭ ‬‮«‬المفتوحة‮»‬‭ ‬للسفر‭ ‬البحري،‭ ‬يتم‭ ‬إعلان‭ ‬وجهة‭ ‬السفن‭ ‬وسرعتها‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬حيث‭ ‬‮«‬يمكن‭ ‬استغلال‮»‬‭ ‬هذه‭ ‬البيانات‭ ‬بطريقة‭ ‬تخريبية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬الخبيثة‭ ‬والعدائية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬احتمالية‭ ‬أن‭ ‬يتمكن‭ ‬المخترقون‭ ‬السيبرانيون‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬أنظمة‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬الخاصة‭ ‬بالسفن‭ ‬التجارية‭ ‬أو‭ ‬العسكرية‭ ‬وتخريبها‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬موقف‭ ‬الصين‭ ‬من‭ ‬قضية‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وصفت‭ ‬‮«‬مبروك‮»‬،‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬مثير‭ ‬للاهتمام‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬سعت‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدول،‭ ‬التي‭ ‬‮«‬قفزت‭ ‬بحجم‭ ‬إمكاناتها‮»‬‭ ‬للإستثمار‭ ‬في‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬وتطويرها‭. ‬واستمرارًا‭ ‬لذلك،‭ ‬وصفت‭ ‬‮«‬بيانكو‮»‬‭ ‬تورط‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬أمر‭ ‬غامض‮»‬،‭ ‬وأنه‭ ‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬الغرب‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬بالقلق‭ ‬من‭ ‬الصفقات،‭ ‬التي‭ ‬تبرمها‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬وكذلك‭ ‬الخطط‭ ‬التوسعية‭ ‬لمبادرة‭ ‬الحزام‭ ‬والطريق،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي‭.‬

وكجزء‭ ‬من‭ ‬هذا،‭ ‬سلط‭ ‬‮«‬دونيغان‮»‬‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬وجود‭ ‬القاعدة‭ ‬العسكرية‭ ‬الوحيدة‭ ‬للصين‭ ‬خارج‭ ‬أراضيها‭ ‬في‭ ‬‮«‬جيبوتي‮»‬‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمشاركتها‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬لاحظ‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬مشاركتها‭ ‬ستكون‭ ‬‮«‬تعاونًا‭ ‬عظيمًا»؛‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬مخاوفها‭ ‬المشتركة‭ ‬بشأن‭ ‬حركة‭ ‬الملاحة‭ ‬التجارية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المحتمل،‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬تلك‭ ‬المشاركة؛‭ ‬بسبب‭ ‬المنافسة‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬الشرسة‭ ‬لها‭ ‬مع‭ ‬الغرب‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬قدمت‭ ‬الندوة‭ ‬ثروة‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬والتحليلات‭ ‬حول‭ ‬الوضع‭ ‬الأمني‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬التعاون‭ ‬الأمني‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف،‭ ‬لردع‭ ‬الأعمال‭ ‬العدائية،‭ ‬وحماية‭ ‬التدفق‭ ‬الحر‭ ‬للتجارة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭. ‬واتفق‭ ‬المشاركون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬حماية‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬وقناة‭ ‬السويس‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬مسألة‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬قصوى‭ ‬للبلدان‭ ‬المحيطة‭ ‬بها‭ ‬فقط،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الاقتصاديات‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬آفاق‭ ‬التعاون‭ ‬الأمني‭ ‬بصورة‭ ‬أكبر‭ ‬مستقبلاً،‭ ‬لاسيما‭ ‬وأن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬وحلفاءهم‭ ‬الأوروبيين،‭ ‬وأغلبية‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬تتشارك‭ ‬نفس‭ ‬المهمة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬النقل‭ ‬البحري‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بإيران،‭ ‬إما‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬بوكلائها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.

{ انتهى  }
bottom of page