top of page

2/5/2022

إفريقيا.. هل ستكون بوابة الأمن الغذائي الخليجي؟

يعد‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬مكونات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬لأي‭ ‬دولة،‭ ‬ويعني‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬احتياجاتها‭ ‬الغذائية‭ ‬بموارد‭ ‬تحت‭ ‬السيطرة‭. ‬وفي‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬كان‭ ‬الاتجاه‭ ‬السائد‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬هو‭ ‬تحقيق‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ ‬أو‭ ‬أكبر‭ ‬درجة‭ ‬منه،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المحاصيل‭ ‬الأساسية‭ ‬مثل‭ ‬الحبوب،‭ ‬باعتبارها‭ ‬المصدر‭ ‬الأول‭ ‬لاحتياجات‭ ‬الإنسان‭ ‬الغذائية‭ - ‬وقد‭ ‬حاولت‭ ‬السعودية‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬القمح‭ ‬ونجحت‭ ‬فيه،‭ ‬ولكنه‭ ‬كان‭ ‬عالي‭ ‬التكلفة‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬استنزاف‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬المحدودة‭- ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬سيادة‭ ‬حرية‭ ‬التجارة‭ ‬وطول‭ ‬فترة‭ ‬السلام‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬أصبح‭ ‬الاتجاه‭ ‬هو‭ ‬استغلال‭ ‬الميزة‭ ‬النسبية‭ ‬لكل‭ ‬دولة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الاعتماد‭ ‬المتبادل‭ ‬بينها‭.‬

ورغم‭ ‬ذلك،‭ ‬ففي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت،‭ ‬ظهر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬استخدام‭ ‬الدول‭ ‬المصدرة‭ ‬الكبرى‭ ‬للحبوب،‭ ‬التوظيف‭ ‬السياسي‭ ‬لها،‭ ‬فمثلا‭ ‬دعت‭ ‬روسيا‭ ‬عام‭ ‬2009،‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬منظمة‭ ‬الدول‭ ‬المصدرة‭ ‬للحبوب‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬اتجهت‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬المصدرة‭ ‬أحيانًا‭ ‬إلى‭ ‬حجب‭ ‬صادراتها‭ ‬عن‭ ‬السوق‭ ‬الدولية،‭ ‬متعللة‭ ‬بأولوية‭ ‬السوق‭ ‬المحلي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬رأيناه‭ ‬أثناء‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬كواحدة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬مصدري‭ ‬القمح،‭ ‬وفيتنام‭ ‬أكبر‭ ‬مصدري‭ ‬الأرز‭. ‬ومع‭ ‬هذا‭ ‬الاستخدام‭ ‬السياسي،‭ ‬شهدت‭ ‬الألفية‭ ‬الجديدة‭ ‬عدة‭ ‬صدمات‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬الغذاء‭ ‬في‭ ‬أعوام‭ ‬2007‭/‬2008‭ ‬و2010‭/‬2011،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭. ‬ومن‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر،‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬انكشافًا‭ ‬لصدمات‭ ‬الغذاء،‭ ‬بسبب‭ ‬الطبيعة‭ ‬الصحراوية‭ ‬لهذه‭ ‬الدول،‭ ‬وافتقارها‭ ‬إلى‭ ‬الموارد‭ ‬الزراعية،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬المياه،‭ ‬فكلها‭ ‬دول‭ ‬فقر‭ ‬مائي،‭ ‬تعتمد‭ ‬أساسًا‭ ‬على‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬تحتضن‭ ‬نحو‭ ‬60%‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬تحلية‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬قلة‭ ‬الأراضي‭ ‬الصالحة‭ ‬للزراعة،‭ ‬ما‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬تدني‭ ‬نسبة‭ ‬الزراعة‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬الخليجي‭ ‬إلى‭ ‬1‭.‬4%،‭ ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬معدلات‭ ‬النمو‭ ‬السكاني‭ ‬هي‭ ‬الأعلى‭ ‬عالميًا،‭ ‬وبين‭ ‬عامي‭ ‬‮«‬2010–2016‮»‬،‭ ‬ارتفع‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬من‭ ‬443‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬إلى‭ ‬5350‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يبلغ‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬106‭ ‬ملايين‭ ‬نسمة‭ ‬في‭ ‬2033‭.‬

وكنتيجة‭ ‬لهذا‭ ‬الوضع،‭ ‬يواجه‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الخليجي‭ ‬احتمالية‭ ‬خضوع‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية،‭ ‬وخاصة‭ ‬الحبوب‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬استيرادها،‭ ‬لفترة‭ ‬تقلبات‭ ‬أسعار‭ ‬مستدامة،‭ ‬نتيجة‭ ‬صعوبات‭ ‬الإمداد‭ ‬المتكررة‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬المناخ،‭ ‬وانخفاض‭ ‬معدلات‭ ‬المخزون‭/ ‬الاستهلاك،‭ ‬وسبل‭ ‬الاستجابة‭ ‬للسياسات‭ ‬التجارية،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬اختلال‭ ‬الإمدادات‭ ‬إلى‭ ‬تهديد‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬بما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمدادات‭ ‬ذات‭ ‬فاعلية،‭ ‬ويمكن‭ ‬الوثوق‭ ‬بها،‭ ‬ويعد‭ ‬انتظامها‭ ‬شديد‭ ‬الأهمية‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬تعرض‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬لمخاطر‭ ‬انقطاع‭ ‬هذه‭ ‬الإمدادات‭ ‬ومن‭ ‬ثم،ّ‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭.‬

وتشير‭ ‬الإحصاءات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬واردات‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬من‭ ‬الغذاء،‭ ‬قد‭ ‬ارتفعت‭ ‬من‭ ‬258‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬2010‭ ‬إلى‭ ‬531‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬2020،‭ ‬وأثناء‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬حذرت‭ ‬عدة‭ ‬منظمات‭ ‬عالمية،‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬الأغذية‭ ‬والزراعة‮»‬،‭ ‬و«منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‮»‬،‭ ‬و«منظمة‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‮»‬،‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬تأثير‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬توافر‭ ‬السلع‭ ‬الغذائية‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية،‭ ‬نتيجة‭ ‬احتمال‭ ‬قيام‭ ‬الدول‭ ‬المصدرة‭ ‬الأساسية‭ ‬بحجب‭ ‬صادراتها‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الأسواق،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الجائحة‭ ‬قد‭ ‬أربكت‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمدادات‭ ‬العالمية،‭ ‬بسبب‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية،‭ ‬وفرض‭ ‬القيود‭ ‬على‭ ‬تنقل‭ ‬الأفراد،‭ ‬والإغلاق‭ ‬الجزئي‭ ‬للطرق‭ ‬والموانئ‭ ‬والمطارات‭ ‬والمصانع‭ ‬والمصارف‭.‬

ومن‭ ‬جهتها،‭ ‬اعتمدت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬الوفرة‭ ‬المالية‭ ‬لديها‭ ‬لتأمين‭ ‬احتياجاتها‭ ‬الغذائية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬مؤشر‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬لديها،‭ ‬وحصولها‭ ‬على‭ ‬ترتيب‭ ‬متقدم‭ ‬عالميًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المؤشر‭ ‬ضمن‭ ‬الخمسين‭ ‬دولة‭ ‬الأولى‭ ‬فيه‭. ‬وفي‭ ‬أثناء‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬لجأت‭ ‬المنظومة‭ ‬الخليجية‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬إجراءات‭ ‬لتوفير‭ ‬أمنها‭ ‬الغذائي،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬التنسيق‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬دولها،‭ ‬والذي‭ ‬أخذ‭ ‬عدة‭ ‬مظاهر،‭ ‬كالاجتماع‭ ‬الاستثنائي‭ ‬لوكلاء‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭ ‬في‭ ‬أبريل2020،‭ ‬الذي‭ ‬ركز‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬الكفيلة‭ ‬بضمان‭ ‬تدفق‭ ‬السلع‭ ‬الغذائية‭ ‬والأساسية،‭ ‬وتقديم‭ ‬الكويت‭ ‬مقترحًا‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الشهر؛‭ ‬لإنشاء‭ ‬‮«‬شبكة‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الخليجي‮»‬،‭ ‬وسعي‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬إلى‭ ‬إقرار‭ ‬‮«‬قانون‭ ‬المخزون‭ ‬الاستراتيجي‮»‬‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الخليجي،‭ ‬وعمل‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬مخزون‭ ‬استراتيجي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬منها،‭ ‬يكفي‭ ‬6‭ ‬أشهر،‭ ‬وتوفير‭ ‬الاستثمارات‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭ ‬اللازمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الغرض،‭ ‬وتبني‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬حزم‭ ‬الدعم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للقطاع‭ ‬الزراعي‭.‬

ويعد‭ ‬‮«‬الاستثمار‭ ‬الخارجي‮»‬‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الزراعي،‭ ‬و«التصنيع‭ ‬الغذائي‮»‬،‭ ‬و‮«‬سلاسل‭ ‬إمدادات‭ ‬الغذاء‮»‬‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الواعدة‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬هذه‭ ‬السياسات،‭ ‬ويصبح‭ ‬الخيار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الأمثل‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الخليجي‭. ‬وحيث‭ ‬يعد‭ ‬الأرز‭ ‬سلعة‭ ‬استهلاكية‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬الغذاء‭ ‬الخليجي،‭ ‬نشير‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬الشركة‭ ‬السعودية‭ ‬للاستثمار‭ ‬الزراعي‭ ‬والإنتاج‭ ‬الحيواني‭ (‬سالك‭)‬،‭ ‬التابعة‭ ‬لصندوق‭ ‬الاستثمارات‭ ‬العامة‭ ‬السعودي‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بالاستحواذ‭ ‬على‭ ‬نسبة‭ ‬نحو30%‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬دعوات‭ ‬للأغذية‭ ‬المحدودة‮»‬،‭ ‬التابعة‭ ‬لصندوق‭ ‬الأعمال‭ ‬الزراعية‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬والرائدة‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬الأرز‭ ‬البسمتي،‭ ‬تماشيًا‭ ‬مع‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬الأرز،‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬من‭ ‬تهديد‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬الإمداد‭ ‬به‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭.‬

ولأن‭ ‬إفريقيا‭ ‬يمكن‭ ‬النظر‭ ‬إليها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬بوابة‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الخليجي‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬اهتمت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بتفعيل‭ ‬التعاون‭ ‬العربي‭ ‬الإفريقي،‭ ‬وقامت‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬2018،‭ ‬بإنشاء‭ ‬وزارة‭ ‬للشؤون‭ ‬الإفريقية،‭ ‬وسبق‭ ‬ذلك‭ ‬قيام‭ ‬اتحاد‭ ‬غرف‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬و«البنك‭ ‬الإسلامي‭ ‬للتنمية‮»‬،‭ ‬بزيارات‭ ‬استكشافية‭ ‬لمعرفة‭ ‬الفرص‭ ‬والإمكانات‭ ‬الاستثمارية‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية،‭ ‬كدول‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬وأوغندا،‭ ‬وإثيوبيا،‭ ‬وجزر‭ ‬القمر‭.‬

وكشف‭ ‬تقرير‭ ‬أصدرته‭ ‬‮«‬غرفة‭ ‬دبي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬‮«‬الإيكونومست‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬فرص‭ ‬الأعمال‭ ‬المتاحة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬إفريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء،‭ ‬ودول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬كوفيد-19،‭ ‬وآفاق‭ ‬التعاون‭ ‬الاستثماري‭ ‬والتجاري؛‭ ‬أن‭ ‬الشركات‭ ‬الخليجية،‭ ‬استثمرت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1‭.‬2‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء،‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬2016،‭ ‬حتى‭ ‬يونيو‭ ‬2021،‭ ‬وجزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬الأغذية‭ ‬والمشروبات‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية،‭ ‬كان‭ ‬نحو‭ ‬88%‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الاستثمارات‭ ‬مصدرها‭ ‬شركات‭ ‬إماراتية‭. ‬وعدد‭ ‬التقرير‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬ستكون‭ ‬ضرورية‭ ‬للنمو‭ ‬الإفريقي،‭ ‬وتحقق‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬إسهامًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الخليجي،‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬قطاع‭ ‬الأغذية‭ ‬والزراعة‭.‬

وفيما‭ ‬تمثل‭ ‬إفريقيا‭ ‬بوابة‭ ‬واعدة‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الخليجي،‭ ‬كونها‭ ‬تمتلك‭ ‬نحو‭ ‬24%‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬الخصبة‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬وتمثل‭ ‬لهذا‭ ‬السبب‭ ‬‮«‬نمرًا‭ ‬واعدًا‮»‬‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬التشكيل،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬الرؤية‭ ‬الثاقبة‭ ‬للسعودية‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬احتياجاتها‭ ‬الغذائية‭ ‬أن‭ ‬تمضي‭ ‬بخطى‭ ‬حثيثة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬استثماراتها‭ ‬ومشروعاتها‭ ‬التنموية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬فضلاً‭ ‬عما‭ ‬تقدمه‭ ‬من‭ ‬مساعدات‭ ‬قوية‭ ‬لها،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭. ‬وفي‭ ‬تصريحات‭ ‬لولي‭ ‬العهد‭ ‬السعودي،‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‮»‬،‭ ‬أمام‭ ‬قمة‭ ‬‮«‬مواجهة‭ ‬تحدي‭ ‬نقص‭ ‬تمويل‭ ‬إفريقيا‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬احتضنتها‭ ‬العاصمة‭ ‬الفرنسية،‭ ‬باريس‭ ‬يونيو‭ ‬2021،‭ ‬نوه‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬لعبه‭ ‬‮«‬الصندوق‭ ‬السعودي‭ ‬للتنمية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬السمراء‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬أربعة‭ ‬عقود،‭ ‬حيث‭ ‬قدم‭ ‬نحو‭ ‬450‭ ‬قرضا‭ ‬ومنحة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬45‭ ‬دولة‭ ‬إفريقية‭ ‬بقيمة‭ ‬تتجاوز‭ ‬50‭ ‬مليار‭ ‬ريال‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬يعتبر‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬الأكثر‭ ‬جذبًا‭ ‬للمستثمرين‭ ‬السعوديين‭. ‬وتشير‭ ‬الدراسات‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بحلول‭ ‬2030،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يشكل‭ ‬قطاع‭ ‬الزراعة‭ ‬الإفريقية،‭ ‬سوقًا‭ ‬بقيمة‭ ‬تريليون‭ ‬دولار،‭ ‬حال‭ ‬استغلال‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬المتجددة،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬استغلال‭ ‬سوى‭ ‬2%‭ ‬منها‭. ‬وتستثمر‭ ‬السعودية‭ ‬حاليًا‭ ‬في‭ ‬نحو‭ ‬مليوني‭ ‬هكتار‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬إفريقيا،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬حقق‭ ‬لها‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬لديها‭ ‬أي‭ ‬مخاوف‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬قدرا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الاستثمارات‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬القارة،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يفصلها‭ ‬عن‭ ‬المملكة‭ ‬سوى‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬فقط،‭ ‬مما‭ ‬سهل‭ ‬قدوم‭ ‬شحنات‭ ‬الغذاء‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬جيبوتي‭ ‬الواقعة‭ ‬على‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬‮«‬مركزًا‭ ‬لوجستيًا»؛‭ ‬لاستقبال‭ ‬وإرسال‭ ‬المنتجات‭ ‬الزراعية‭ ‬بين‭ ‬السعودية‭ ‬وشرق‭ ‬إفريقيا‭. ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الإطار،‭ ‬استثمرت‭ ‬السعودية‭ ‬أيضًا‭ ‬نحو‭ ‬800‭ ‬ألف‭ ‬هكتار‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬سياستها‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية،‭ ‬وعدم‭ ‬استنزافها‭ ‬في‭ ‬زراعة‭ ‬المحاصيل‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬الزراعي‭ ‬في‭ ‬الخارج‭.‬

وفي‭ ‬السودان،‭ ‬فإن‭ ‬المشروعات‭ ‬الاستثمارية‭ ‬المصادق‭ ‬عليها‭ ‬مع‭ ‬السعودية،‭ ‬خلال‭ ‬آخر‭ ‬عقدين،‭ ‬بلغت‭ ‬قيمتها‭ ‬نحو‭ ‬357‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬نفذت‭ ‬منها‭ ‬مشروعات‭ ‬بقيمة‭ ‬15‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وفي‭ ‬مارس‭ ‬الماضي‭ ‬تعهدت‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬بثلاثة‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬صندوق‭ ‬مشترك‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬فيما‭ ‬تقوم‭ ‬بتطوير‭ ‬نحو‭ ‬مليون‭ ‬فدان،‭ ‬وتجهيز‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لها،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تأجيرها‭ ‬للشركات‭ ‬الزراعية‭ ‬السعودية،‭ ‬وتمتد‭ ‬المشروعات‭ ‬السعودية‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬التصنيع‭ ‬الغذائي،‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬مشروعاتها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬مشروع‭ ‬مصنع‭ ‬سكر‭ ‬كنانة‭.‬

وفي‭ ‬إثيوبيا،‭ ‬حصل‭ ‬305‭ ‬مستثمرين‭ ‬سعوديين‭ ‬على‭ ‬تراخيص‭ ‬استثمارية‭ ‬لـ‮«‬141‮»‬‭ ‬مشروعا‭ ‬في‭ ‬الإنتاج‭ ‬الحيواني‭ ‬والزراعي،‭ ‬واتجهت‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬الصومال‭ ‬وجيبوتي‭ ‬نحو‭ ‬إنشاء‭ ‬المحاجر‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬تتولى‭ ‬رعاية‭ ‬الماشية‭ ‬والكشف‭ ‬البيطري‭ ‬عليها‭ ‬قبل‭ ‬تصديرها‭. ‬ولتأمين‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمدادات‭ ‬ركز‭ ‬التمويل‭ ‬الخليجي‭ ‬وفي‭ ‬مقدمته‭ ‬السعودي‭ ‬على‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬واتجه‭ ‬نحو‭ ‬نصف‭ ‬المساعدات‭ ‬الخليجية‭ ‬إلى‭ ‬مشاريع‭ ‬النقل،‭ ‬خاصة‭ ‬الطرق،‭ ‬واستحوذ‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬على‭ ‬نحو30%،‭ ‬فيما‭ ‬استحوذت‭ ‬مشروعات‭ ‬الاتصالات‭ ‬والمياه‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬15%،‭ ‬وبلغ‭ ‬إجمالي‭ ‬مشاريع‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬التي‭ ‬مولتها‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬الماضي‭ ‬نحو‭ ‬30‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭.‬

وواصلت‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬الأخرى،‭ ‬نفس‭ ‬النهج‭ ‬السعودي،‭ ‬فحتى‭ ‬أبريل‭ ‬2021،‭ ‬بلغت‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الكويتية‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬نحو‭ ‬3‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭. ‬وفيما‭ ‬كانت‭ ‬السياسة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الكويتية‭ ‬تستهدف‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الخارجية‭ ‬دخلاً‭ ‬يوازي‭ ‬أو‭ ‬يعادل‭ ‬ما‭ ‬تحصل‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬صادرات‭ ‬النفط،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬الكويت‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬خليجية‭ ‬راهنت‭ ‬على‭ ‬جدوى‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬والذي‭ ‬أصبح‭ ‬ساحة‭ ‬تنافس‭ ‬ساخنة‭ ‬بين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬العالمية‭ ‬والإقليمية،‭ ‬حين‭ ‬قررت‭ ‬الكويت‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ (‬1970–1980‭)‬،‭ ‬الاستثمار‭ ‬بكثافة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وعلى‭ ‬الخصوص‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭. ‬وفي‭ ‬منتدى‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬متزامنًا‭ ‬مع‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الإفريقية‭ ‬الثالثة‭ ‬في‭ ‬2018،‭ ‬صرح‭ ‬وزير‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬الكويتي،‭ ‬بأن‭ ‬الصندوق‭ ‬الكويتي‭ ‬للتنمية،‭ ‬أنفق‭ ‬نحو‭ ‬64‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬مشروعات‭ ‬تنموية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭.‬

وفيما‭ ‬تشارك‭ ‬البحرين‭ ‬بشكل‭ ‬منتظم‭ ‬في‭ ‬فعاليات‭ ‬دعم‭ ‬التعاون‭ ‬العربي‭ ‬الإفريقي،‭ ‬فقد‭ ‬أصبحت‭ ‬استثماراتها‭ ‬الزراعية‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬كافية‭ ‬لتحقيق‭ ‬أمنها‭ ‬الغذائي،‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬بالاستثمار‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الولاية‭ ‬الشمالية،‭ ‬مجاورة‭ ‬لتلك‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الإمارات،‭ ‬والسعودية،‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان،‭ ‬وقطر،‭ ‬وفضلاً‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬طلبت‭ ‬المزيد‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬النيل‭ ‬الأبيض‭ ‬لمساحة‭ ‬40‭ ‬ألف‭ ‬فدان،‭ ‬ليصبح‭ ‬إجمالي‭ ‬مساحة‭ ‬الأراضي‭ ‬التي‭ ‬تستثمر‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬نحو‭ ‬588‭ ‬كم‭ ‬مربع،‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬استصلاح،‭ ‬وتروى‭ ‬أراضي‭ ‬المنطقة‭ ‬الأولى‭ ‬بمياه‭ ‬جوفية‭ ‬متجددة،‭ ‬بينما‭ ‬أراضي‭ ‬النيل‭ ‬الأبيض،‭ ‬تروى‭ ‬بالري‭ ‬الفيضي،‭ ‬وهي‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬مطارات‭ ‬تبعد‭ ‬عن‭ ‬مطار‭ ‬البحرين‭ ‬2‭-‬3‭ ‬ساعة‭ ‬ما‭ ‬يتيح‭ ‬نقل‭ ‬المنتجات‭ ‬جوًا‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬الإنتاج‭ ‬إلى‭ ‬مواقع‭ ‬التخزين‭ ‬والمستودعات‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬قصيرة‭ ‬جدًا،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬سهولة‭ ‬في‭ ‬النقل‭ ‬البري،‭ ‬حيث‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬الطريق‭ ‬القاري‭ ‬الرابط‭ ‬بين‭ ‬السودان‭ ‬ومصر،‭ ‬ويمتد‭ ‬إلى‭ ‬ميناء‭ ‬بورسودان،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬الخليجية‭ ‬بالسفن،‭ ‬وتوفر‭ ‬هذه‭ ‬الأراضي‭ ‬محاصيل‭ ‬الأرز‭ ‬والقمح‭ ‬والذرة‭ ‬والشعير‭ ‬والأعلاف‭ ‬والخضراوات‭ ‬ومنتجات‭ ‬الألبان،‭ ‬وتتوفر‭ ‬الكهرباء‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأراضي‭ ‬من‭ ‬سد‭ ‬مروى‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬100كم‭.‬

‮ ‬وهكذا،‭ ‬يمكننا‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬البوابة‭ ‬الرئيسية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الخليجي‭ ‬هي‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الزراعية‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬القارة‭ ‬الواعدة‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭.‬

{ انتهى  }
bottom of page