top of page

18/5/2022

الدور البريطاني في مواجهة العدوان الإيراني في الشرق الأوسط

تشمل‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬تمثلها‭ ‬إيران‭ ‬لدول‭ ‬الخليج،‭ ‬ومنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الأوسع؛‭ ‬مخاطر‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ودعم‭ ‬القوات‭ ‬المقاتلة‭ ‬بالوكالة‭ ‬لزعزعة‭ ‬استقرار‭ ‬المنطقة،‭ ‬والتمويل‭ ‬الدولي،‭ ‬والانتشار‭ ‬النووي،‭ ‬والهجمات‭ ‬ضد‭ ‬سفن‭ ‬الشحن‭ ‬التجاري‭ ‬المحايدة‭. ‬وفي‭ ‬الخطاب‭ ‬الغربي‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬التحديات،‭ ‬ركزت‭ ‬أغلب‭ ‬التحليلات‭ ‬على‭ ‬ردود‭ ‬أفعال‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬بصفتها‭ ‬الضامن‭ ‬الرئيسي‭ ‬لأمن‭ ‬المنطقة‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬دولة‭ ‬لها‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬المشاركات‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬اشتباكها‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭.‬

وفي‭ ‬تحليل‭ ‬للسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطانية‭ ‬تجاه‭ ‬إيران،‭ ‬نشر‭ ‬‮«‬روبرت‭ ‬كلارك‮»‬،‭ ‬من‭ ‬جمعية‭ ‬‮«‬هنري‭ ‬جاكسون‮»‬،‭ ‬و«لوك‭ ‬رولينغز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬ديلويت‮»‬،‭ ‬تحليلا‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬مواجهة‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‮»‬‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتهديدات‭ ‬التي‭ ‬تشكلها‭ ‬طهران‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬بريطانيا‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬اتفق‭ ‬الباحثان‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬‮«‬تهديدًا‭ ‬مباشرًا‮»‬‭ ‬للمصالح‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والعسكرية‭ ‬للمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬تأييد‭ ‬لما‭ ‬خلص‭ ‬إليه‭ ‬تقرير‭ ‬‮«‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬إيران‭ ‬هي‭ ‬‮«‬أسوأ‭ ‬دولة‭ ‬راعية‭ ‬للإرهاب‭ ‬في‭ ‬العالم‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬خصصت‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬سنويًا‭ ‬‮«‬لدعم‭ ‬وتسليح‭ ‬وتمويل‭ ‬منظمات‭ ‬إرهابية‭ ‬إقليمية‮»‬‭. ‬

ويبرز‭ ‬دعمها‭ ‬للوكلاء‭ ‬في‭ ‬‮«‬اليمن‮»‬،‭ ‬و‮«‬العراق‮»‬،‭ ‬و«لبنان،‭ ‬كأحد‭ ‬أهم‭ ‬جوانب‭ ‬التهديد‭ ‬الأمني‭ ‬لإيران،‭ ‬حيث‭ ‬يمثل‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬‮«‬تهديدا‭ ‬كبيرا‮»‬‭ ‬للمصالح‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬ووفقا‭ ‬لتقارير‭ ‬‮«‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬حول‭ ‬الإرهاب‭ ‬لعام‭ ‬2020،‭ ‬فإنها‭ ‬تستخدم‭ ‬‮«‬الجماعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬المتشددة‭ ‬العاملة‭ ‬بالوكالة‭ ‬لتجنب‭ ‬المساءلة‮»‬‭ ‬عن‭ ‬أفعالها‭ ‬‮«‬وسياساتها‭ ‬العدوانية‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬يشمل‭ ‬وكلاؤها،‭ ‬‮«‬سرايا‭ ‬الأشتر‮»‬،‭ ‬و«سرايا‭ ‬المختار‮»‬‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬المصنفين‭ ‬كجماعات‭ ‬إرهابية‭ ‬في‭ ‬القائمة‭ ‬المخصصة‭ ‬للإرهابيين‭ ‬العالميين‭ ‬لوزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬المتمردين‭ ‬الحوثيين‮»‬‭ ‬في‭ ‬اليمن‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أشار‭ ‬الباحثان‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المراجعة‭ ‬المتكاملة‭ ‬للسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬والدفاعية‮»‬‭ ‬البريطانية‭ ‬لعام‭ ‬2021،‭ ‬والتي‭ ‬جاءت‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬بريطانيا‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬تنافسي‮»‬،‭ ‬أعادت‭ ‬تحديد‭ ‬الأولويات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬للندن‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة،‭ ‬والتي‭ ‬اعترفت‭ ‬بأن‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬الجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬الحكومية‭ ‬تهديدا‭ ‬للمصالح‭ ‬العالمية‭ ‬للمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬هي‭ ‬إيران،‭ ‬وأنها‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬روسيا‭ ‬وكوريا‭ ‬الشمالية،‭ ‬يمثلون‭ ‬‮«‬تهديدا‭ ‬متزايدا‮»‬،‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬لبريطانيا‭. ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك،‭ ‬قدم‭ ‬الباحثان‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التوصيات‭ ‬السياسية‭ ‬للحكومة‭ ‬البريطانية‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬شددا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من؛‭ ‬‮«‬المشاركة‭ ‬البريطانية‭ ‬في‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‮»‬،‭ ‬و«الاستخدام‭ ‬المستقبلي‭ ‬للعقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ضد‭ ‬طهران‮»‬،‭ ‬و«مسألة‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬المحيطة‭ ‬بشبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬كبح‭ ‬العدوان‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الآليات‭ ‬الحالية‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬وضعها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اتفاقيات‭ ‬متعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬لتأمين‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬قد‭ ‬ثبت‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬فعاليتها‮»‬‭ ‬في‭ ‬ردع‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الإيرانية‭ ‬على‭ ‬حلفاء‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬الإقليميين‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمشاركة‭ ‬بريطانيا‭ ‬في‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني؛‭ ‬ذكرت‭ ‬المراجعة‭ ‬المتكاملة‭ ‬لعام2021،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬كأولوية‮»‬،‭ ‬ستواصل‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬العمل‭ ‬مع‭ ‬الشركاء‭ ‬في‭ ‬الجهد‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الرامي‭ ‬إلى‭ ‬منع‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬سلاح‭ ‬نووي‮»‬‭. ‬وأنها،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬حلفائها،‭ ‬ستحاسب‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬نشاطها‭ ‬النووي،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تظل‭ ‬أيضًا‭ ‬‮«‬منفتحة‭ ‬على‭ ‬المحادثات‭ ‬بشأن‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي‭ ‬إقليمي‭ ‬شامل‮»‬‭. ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬كانت‭ ‬لندن،‭ ‬أحد‭ ‬المؤيدين‭ ‬الغربيين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬لاستعادة‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي،‭ ‬حيث‭ ‬قالت‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬رسمي‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الباب‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬مفتوح،‭ ‬لكن‭ ‬الوقت‭ ‬ينفد‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬منتصف‭ ‬فبراير‭ ‬2022،‭ ‬توقفت‭ ‬المحادثات‭ ‬الأمريكية‭ ‬والإيرانية‭ ‬للعودة‭ ‬لشروط‭ ‬الاتفاقية‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ ‬لعام‭ ‬2015،‭ ‬حيث‭ ‬أفاد‭ ‬‮«‬باتريك‭ ‬وينتور‮»‬،‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬مؤشر‭ ‬على‭ ‬انفراج‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اتهم‭ ‬المسؤولون‭ ‬الإيرانيون‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬برفض‭ ‬اتخاذ‭ ‬خطوات‭ ‬سياسية‭ ‬داخل‭ ‬الكونجرس‭ ‬لاستعادة‭ ‬الصفقة‮»‬‭. ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬مع‭ ‬الموقعين‭ ‬الأوروبيين‭ ‬على‭ ‬اتفاق‭ ‬2015،‭ ‬وجدت‭ ‬بريطانيا‭ ‬نفسها‭ ‬مهمشة‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬بسبب‭ ‬الإجراءات،‭ ‬كما‭ ‬تهدد‭ ‬الخلافات‭ ‬البارزة‭ ‬بين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬والإيرانيين‭ ‬بعرقلة‭ ‬أي‭ ‬تقدم‭ ‬سابق‭ ‬تم‭ ‬إحرازه‭.‬

ونتيجة‭ ‬لهذه‭ ‬التطورات،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬استمرار‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬قدراتها‭ ‬النووية،‭ ‬حث‭ ‬‮«‬كلارك‮»‬،‭ ‬و«رولينغز‮»‬‭ ‬على‭ ‬نبرة‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بريطانيا‭ ‬تجاه‭ ‬طهران،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬أكثر‭ ‬شدة‭ ‬لمعاقبتها‭ ‬على‭ ‬أنشطتها‭ ‬الضارة‭. ‬وفي‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬التردد‭ ‬الواضح‭ ‬للندن‭ ‬في‭ ‬الرد‭ ‬ديناميكيًا‭ ‬على‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإيرانية‭ ‬لاتفاقية‭ ‬2015،‭ ‬حث‭ ‬الباحثان‭ ‬أيضًا‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التردد،‭ ‬وإعادة‭ ‬فرض‭ ‬العقوبات؛‭ ‬كآلية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬امتثال‭ ‬إيران‮»‬‭.‬

وعند‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬فرض‭ ‬قيود‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬مبيعات‭ ‬الأسلحة‭ ‬لإيران‭ ‬المضافة‭ ‬إلى‭ ‬شروط‭ ‬‮«‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬لعام2015،‭ ‬والتي‭ ‬انقضت‭ ‬في‭ ‬أكتوبر2020؛‭ ‬دعا‭ ‬المحللان،‭ ‬بريطانيا‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬حظر‭ ‬أسلحة‭ ‬دائم‮»‬،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المستخدم‭ ‬أصلاً‭ ‬في‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الأصلية،‭ ‬وذلك‭ ‬لتقييد‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬استيراد‭ ‬الأسلحة‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬ومن‭ ‬ثم،‭ ‬إمداد‭ ‬وكلائها‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بالسلاح‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمستقبل‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي،‭ ‬حثا‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬مفاوضات‭ ‬مستقبلية‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬لإشراك‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬وآراء‭ ‬حلفاء‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬خاصة‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات،‭ ‬واصفين‭ ‬إخفاق‭ ‬لندن‭ ‬وواشنطن‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭ ‬في‭ ‬الماضي،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬فرصة‭ ‬ضائعة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الشرعية‭ ‬الإقليمية‭ ‬للاتفاق‭ ‬النووي‮»‬‭. ‬

وحول‭ ‬مسألة‭ ‬جعل‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ضد‭ ‬إيران‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية‭ ‬بغية‭ ‬كبح‭ ‬أنشطتها‭ ‬العدائية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬أوصى‭ ‬‮«‬كلارك‮»‬،‭ ‬و«رولينغز‮»‬،‭ ‬بـ«استهداف‭ ‬أكثر‭ ‬كفاءة‭ ‬للنظام‭ ‬المصرفي‭ ‬الإيراني؛‭ ‬الذي‭ ‬يُسهل‭ ‬الإرهاب‭ ‬الإقليمي‭ ‬الذي‭ ‬تسيطر‭ ‬عليه‭ ‬إيران‮»‬‭. ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬أشارا‭ ‬إلى‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني،‭ ‬والمصارف‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬ولبنان،‭ ‬واقترحا‭ ‬على‭ ‬‮«‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬فتح‭ ‬تحقيق‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬الصناعة‭ ‬المصرفية‭ ‬البريطانية‭ ‬وعلاقاتها‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬البنوك‭ ‬اللبنانية‮»‬‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬تم‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬إيران‭ ‬للمواطنين‭ ‬البريطانيين‭ ‬كرهائن‭ ‬دبلوماسيين،‭ ‬مع‭ ‬‮«‬احتجاز‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬خمسة‭ ‬مواطنين‭ ‬بريطانيين‭ ‬ومزدوجي‭ ‬الجنسية‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني‭ ‬في‭ ‬إيران‮»‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬أصبح‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬‮«‬مصدر‭ ‬خلاف‭ ‬شديدا‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬المصالح‭ ‬الوطنية‭ ‬للمملكة‭ ‬المتحدة‮»‬‭. ‬واستشهد‭ ‬الباحثان‭ ‬بـ«النموذج‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الأمريكي‮»‬‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬احتجاز‭ ‬إيران‭ ‬للمواطنين،‭ ‬أي‭ ‬تبادل‭ ‬الأسرى‭ ‬وإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الإيرانيين‭ ‬المسجونين‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬مقابل‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬أمريكيين‭ ‬في‭ ‬إيران؛‭ ‬كنموذج‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يُحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬حماية‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬‮«‬بشكل‭ ‬أفضل‮»‬‭ ‬للمواطنين‭ ‬الذين‭ ‬يسافرون‭ ‬إلى‭ ‬إيران،‭ ‬ثم‭ ‬يتم‭ ‬اعتقالهم‭. ‬وكان‭ ‬‮«‬باري‭ ‬روزن‮»‬‭ -‬كبير‭ ‬مستشاري‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬متحدون‭ ‬ضد‭ ‬إيران‭ ‬النووية‮»‬،‭ ‬والناجي‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬الرهائن‭ ‬الإيرانية‭ ‬‮«‬1979‭-‬1981‮»‬‭- ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬حث‭ ‬قادة‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬إبرام‭ ‬أي‭ ‬صفقات‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬جميع‭ ‬الرهائن‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬إلغاء‭ ‬التجميد‭ ‬المحتمل‭ ‬للعقوبات‭ ‬ضدها‭ ‬‮«‬يحفزها‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬هذه‭ ‬الممارسة‭ ‬الإجرامية‮»‬،‭ ‬داعيا‭ -‬آنذاك‭- ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬وفرنسا،‭ ‬وكندا،‭ ‬والسويد،‭ ‬وألمانيا،‭ ‬والنمسا،‭ -‬وجميعهم‭ ‬كان‭ ‬لديهم‭ ‬رهائن‭ ‬في‭ ‬إيران‭- ‬إلى‭ ‬التكاتف‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬للإفراج‭ ‬عن‭ ‬السجناء‭ ‬المحتجزين‭ ‬لدى‭ ‬الأخيرة‭ ‬جراء‭ ‬تهم‭ ‬ملفقة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬قوة‭ ‬الضغط‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬كثرة‭ ‬عدد‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬المطالبة‭ ‬بذلك‭ ‬الأمر‮»‬‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقضية‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬والمخاوف‭ ‬الأمنية‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬مهاجمة‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭ ‬المدنية‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬العرب،‭ ‬وارتباط‭ ‬هذه‭ ‬الهجمات‭ ‬بإيران‭ ‬ووكلائها؛‭ ‬قدم‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬كلارك‮»‬‭ ‬و«رولينغز‮»‬،‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التوصيات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تعتمدها‭ ‬السياسة‭ ‬البريطانية‭ ‬حيال‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭. ‬واعترافًا‭ ‬بأن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬لأمن‭ ‬وحماية‭ ‬حرية‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية،‭ ‬المطلين‭ ‬على‭ ‬مياه‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬يتعرضون‭ ‬‮«‬لتهديد‭ ‬متزايد‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬العدائية‭ ‬الإقليمية‭ ‬الضارة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إيران‮»‬،‭ ‬أوضحا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬التحالف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يلعب‭ ‬دورًا‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬وأكثر‭ ‬فعالية‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬المصالح‭ ‬الأمنية‭ ‬‮«‬لأعضائه‭ ‬الخليجيين‮»‬‭. ‬وكجزء‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أشارا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التهريب‭ ‬الإيراني‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬للصواريخ‭ ‬‮«‬الباليستية‮»‬،‭ ‬وصواريخ‭ ‬‮«‬كروز‮»‬،‭ ‬عبر‭ ‬البحر‭ ‬إلى‭ ‬اليمن،‭ ‬‮«‬يمكن‭ ‬استهدافه‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قدرات‭ ‬البحرية‭ ‬الملكية‭ ‬البريطانية‭ ‬المتمركزة‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬الإقليمية‭. ‬

وحول‭ ‬هذه‭ ‬النقطة،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬سيدهارث‭ ‬كوشال‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للخدمات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬اعتراض‭ ‬تهريب‭ ‬الأسلحة‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬واليمن‭ ‬له‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬يقوم‭ ‬بشحن‭ ‬مكونات‭ ‬وأجزاء‭ ‬تلك‭ ‬الصواريخ‭ ‬المتطورة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تجميعها‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬ليتسنى‭ ‬إطلاقها‭ ‬ضد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭. ‬ومن‭ ‬البديهي،‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬نجح‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬اعتراض‭ ‬نقل‭ ‬تلك‭ ‬الأجزاء‭ ‬والتقنيات‭ ‬العسكرية‭ ‬إلى‭ ‬الحوثيين،‭ ‬فإن‭ ‬المخاطر‭ ‬الأمنية‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ستقل‭ ‬أيضًا‭ ‬بدرجة‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬بها‭.‬

وعن‭ ‬كيفية‭ ‬استخدام‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬لانتشار‭ ‬قواتها‭ ‬ومعداتها‭ ‬البحرية‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لتحقيق‭ ‬تأثير‭ ‬أفضل‭ ‬في‭ ‬ردع‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الإيرانية‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬أشاد‭ ‬الباحثان‭ ‬بالدور‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الفرقاطة‭ ‬البريطانية‭ ‬‮«‬إتش‭ ‬إم‭ ‬إس‭ ‬مونتروز‮»‬،‭ ‬المتمركزة‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬مشيرين‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الخسارة‭ ‬العميقة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تلحق‭ ‬بالعنصر‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز،‭ ‬نتيجة‭ ‬التقاعد‭ ‬المقرر‭ ‬لتلك‭ ‬الفرقاطة‭ ‬وإخراجها‭ ‬من‭ ‬الخدمة‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬كان‭ ‬الانتشار‭ ‬للقوات‭ ‬والمعدات‭ ‬البريطانية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬نشطًا‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الأخيرة‭. ‬ففي‭ ‬يناير‭ ‬2022،‭ ‬صادرت‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬تلك‭ ‬الفرقاطة،‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة‭ ‬الدولية‭ -‬وهو‭ ‬تحالف‭ ‬بحري‭ ‬متعدد‭ ‬الجنسيات‭- ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬المخدرات‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬تهريبها‭ ‬عبر‭ ‬خليج‭ ‬عمان‭. ‬وفي‭ ‬فبراير‭ ‬2021،‭ ‬صادرت‭ ‬الفرقاطة‭ ‬ذاتها،‮ ‬أيضًا‭ ‬2‭.‬6‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬المخدرات‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬العرب‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬لاقت‭ ‬التوصيات‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬‮«‬كلارك‮»‬،‭ ‬و«رولينغز‮»‬،‭ ‬صدى‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النائب‭ ‬‮«‬توبياس‭ ‬إلوود‮»‬،‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬للجنة‭ ‬الدفاع‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬العموم،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الاقتراحات‭ ‬والالتماسات‭ ‬تشبه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬رؤياه‭ ‬حول‭ ‬ملامح‭ ‬السياسة‭ ‬البريطانية‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬تبنيها‭ ‬تجاه‭ ‬إيران،‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمستوى‭ ‬التعاون‭ ‬العسكري‭ ‬البريطاني‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬كانت‭ ‬التوصية‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬الفرقاطة‭ ‬‮«‬إتش‭ ‬إم‭ ‬إس‭ ‬مونتروز‮»‬،‭ ‬التابعة‭ ‬للبحرية‭ ‬الملكية‭ ‬البريطانية‭ ‬متمركزة‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج،‭ ‬قد‭ ‬لاقت‭ ‬قبولاً‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬‮«‬إلوود‮»‬‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬حكومته‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تنظر‭ ‬فيها‭ ‬‮«‬بكل‭ ‬تأكيد‮»‬‭. ‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬يتضح‭ ‬من‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬توصل‭ ‬إليها‭ ‬الباحثان‭ ‬أن‭ ‬بريطانيا‭ ‬يمكنها‭ ‬فعل‭ ‬المزيد‭ ‬لدعم‭ ‬الحلفاء‭ ‬الإقليميين،‭ ‬على‭ ‬الأصعدة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والأمنية‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬محدودية‭ ‬القوة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والوجود‭ ‬العسكري‭ ‬المادي‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬المنطقة؛‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتذكر‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬‮«‬المحادثات‭ ‬النووية‭ ‬الجارية‮»‬،‭ ‬و«مدى‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬صارمة‭ ‬على‭ ‬البنوك‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬التجاوزات‭ ‬والانتهاكات‭ ‬العدوانية‭ ‬الإيرانية‮»‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬‮«‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬لأمن‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬الخليج‮»‬‭. ‬وعليه،‭ ‬فإن‭ ‬تلك‭ ‬القدرات‭ ‬تسمح‭ ‬لبريطانيا،‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬الخارجية‭ ‬القليلة‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬التصرف‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لصالح‭ ‬تعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والأمن،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬تعظيم‭ ‬الموارد‭ ‬العسكرية‭ ‬المتاحة‭ ‬الحالية‭ ‬والآليات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬لتعزيز‭ ‬حجم‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬حلفائها‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬بهدف‭ ‬تأمين‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬عدوانية‭ ‬إيران‭.

{ انتهى  }
bottom of page