top of page

20/5/2022

الغزو الروسي لأوكرانيا وتأثيره على الأمن الغذائي العربي

ترتفع‭ ‬درجة‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بوقت‭ ‬انتهاء‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية،‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬‮«‬بوتين‮»‬،‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬أواخر‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي،‭ ‬فيما‭ ‬لم‭ ‬يحتسب‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الطرفين‭ -‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬أو‭ ‬روسيا‭- ‬التبعات‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬التي‭ ‬تطال‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬عدم‭ ‬انتظام‭ ‬إمدادات‭ ‬السلع‭ ‬الرئيسية،‭ ‬مثل‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والطاقة،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬دولا‭ ‬يعتمد‭ ‬اقتصادها‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي‭ ‬على‭ ‬الاستيراد‭ -‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭- ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬هناك‭ ‬توجس‭ ‬من‭ ‬طول‭ ‬أمد‭ ‬هذه‭ ‬الحرب،‭ ‬كما‭ ‬امتدت‭ ‬الحرب‭ ‬الكورية‭ ‬‮«‬1950–1953‮»‬،‭ ‬والحرب‭ ‬الفيتنامية‭ ‬‮«‬1955–1975‮»‬،‭ ‬وحرب‭ ‬أفغانستان‭ ‬‮«‬1979–1989‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬استمرار‭ ‬تداعيات‭ ‬الحرب،‭ ‬وتوقف‭ ‬تصدير‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬الروسية،‭ ‬وتعطيل‭ ‬موانئ‭ ‬التصدير‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬ولجوء‭ ‬المنتجين‭ ‬ضمن‭ ‬موجة‭ ‬النزوح‭ ‬واللجوء‭ ‬الضخمة‭ ‬من‭ ‬أوكرانيا‭ -‬والتي‭ ‬جاوزت‭ ‬نحو‭ ‬6‭ ‬ملايين‭ ‬شخص‭- ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة،‭ ‬خسر‭ ‬السوق‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬صادرات‭ ‬القمح‭ ‬الروسي‭ ‬والأوكراني‭ ‬نحو‭ ‬50‭ ‬مليون‭ ‬طن،‭ ‬ومن‭ ‬الشعير‭ ‬نحو‭ ‬11‭ ‬مليون‭ ‬طن،‭ ‬ومن‭ ‬الذرة‭ ‬نحو‭ ‬60‭ ‬مليون‭ ‬طن،‭ ‬ومن‭ ‬زيت‭ ‬عباد‭ ‬الشمس،‭ ‬نحو‭ ‬10‭ ‬ملايين‭ ‬طن‭. ‬

ومن‭ ‬المعلوم،‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬تستورد‭ ‬نحو‭ ‬63‭.‬5‭%‬‭ ‬من‭ ‬احتياجاتها‭ ‬من‭ ‬القمح،‭ ‬ونحو‭ ‬75‭%‬‭ ‬من‭ ‬الذرة،‭ ‬و55‭%‬‭ ‬من‭ ‬الأرز،‭ ‬و65‭%‬‭ ‬من‭ ‬السكر،‭ ‬و55‭%‬‭ ‬من‭ ‬الزيوت‭ ‬النباتية‭. ‬وكانت‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬الأغذية‭ ‬والزراعة‮»‬‭ (‬الفاو‭)‬،‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬تسجيل‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬‮«‬رقمًا‭ ‬قياسيًا،‭ ‬في‭ ‬أسعارها،‭ ‬هو‭ ‬الأعلى‭ ‬منذ‭ ‬60‭ ‬عامًا‭. ‬وكانت‭ ‬فاتورة‭ ‬استيراد‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬للأغذية‭ ‬قبل‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬قد‭ ‬بلغت‭ ‬نحو‭ ‬100‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬سنويًا‭. ‬ووفقًا‭ ‬للمنظمة،‭ ‬فإن‭ ‬أكثر‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬انكشافًا‭ ‬للأزمة‭ ‬الغذائية‭ ‬هي‭: ‬‮«‬سوريا،‭ ‬واليمن،‭ ‬والسودان‮»‬‭. ‬وتستورد‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬نحو‭ ‬60‭%‬‭ ‬من‭ ‬احتياجاتها‭ ‬من‭ ‬الحبوب‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا،‭ ‬بسبب‭ ‬مزايا‭ ‬السعر‭ ‬المنخفض‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬بحث‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬النامية،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬عن‭ ‬مصادر‭ ‬بديلة‭ ‬لتعويض‭ ‬الواردات‭ ‬الأوكرانية‭ ‬والروسية‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬الغذائية؛‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬هو‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬تكلفة‮»‬‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬لجأت‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬المصادر‭ ‬إلى‭ ‬حظر‭ ‬صادراتها‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬السلع،‭ ‬تحوطًا‭ ‬لاعتبارات‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬لشعبها،‭ ‬فقد‭ ‬قفزت‭ ‬أسعار‭ ‬القمح‭ ‬إلى‭ ‬أسعار‭ ‬قياسية،‭ ‬بعدما‭ ‬فرضت‭ ‬‮«‬نيودلهي‮»‬‭ ‬قيودا‭ ‬على‭ ‬الصادرات‭ ‬يوم‭ ‬14‭/‬5‭/‬2022،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬انتقده‭ ‬وزراء‭ ‬الزراعة‭ ‬بمجموعة‭ ‬الدول‭ ‬السبع‭ ‬الكبرى،‭ ‬باعتباره‭ ‬يفاقم‭ ‬الأزمة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬

وتعتبر‭ ‬‮«‬الهند،‭ ‬هي‭ ‬أحدث‭ ‬دولة‭ ‬تستخدم‭ ‬قيود‭ ‬التجارة‭ ‬لمواجهة‭ ‬تضخم‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬في‭ ‬الداخل،‭ ‬بحجة‭ ‬ضمان‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬لسكانها‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬1‭.‬4‭ ‬مليار‭ ‬نسمة‭. ‬وكانت‭ ‬‮«‬مصر‮»‬‭ ‬قد‭ ‬لجأت‭ ‬إليها‭ ‬لتأمين‭ ‬وارداتها‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬السلعة‭. ‬وفي‭ ‬حديثه،‭ ‬عن‭ ‬إدارة‭ ‬مصر‭ ‬لهذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬ذكر‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬المصري‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬مايو‭ ‬2022،‭ ‬أن‭ ‬الكلفة‭ ‬المباشرة‭ ‬التي‭ ‬تحملتها‭ ‬الحكومة‭ ‬نتيجة‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬بلغت‭ ‬نحو‭ ‬7‭.‬1‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬فيما‭ ‬بلغت‭ ‬الكلفة‭ ‬غير‭ ‬المباشرة‭ ‬نحو‭ ‬18‭.‬1‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬وكاستراتيجية‭ ‬متوسطة‭ ‬الأجل‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬أعلنت‭ ‬الحكومة‭ ‬عن‭ ‬توسيع‭ ‬المساحة‭ ‬المخصصة‭ ‬لزراعة‭ ‬القمح،‭ ‬بواقع‭ ‬مليوني‭ ‬فدان،‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬2024‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تواجه‭ ‬دول‭ ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮»‬‭ ‬أيضًا،‭ ‬‮«‬نقصًا‭ ‬شديدًا‮»‬‭ ‬في‭ ‬زيت‭ ‬عباد‭ ‬الشمس،‭ ‬حيث‭ ‬يأتي‭ ‬ما‭ ‬مجموعه‭ ‬46‭.‬9‭%‬‭ ‬من‭ ‬الصادرات‭ ‬من‭ ‬أوكرانيا‭. ‬وكانت‭ ‬الدول‭ ‬الأشد‭ ‬تأثرًا‭ ‬هي‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬الفقيرة،‭ ‬حيث‭ ‬تستورد‭ ‬35‭ ‬دولة‭ ‬احتياجاتها‭ ‬من‭ ‬القمح‭ ‬والحبوب‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وروسيا،‭ ‬وتستورد‭ ‬22‭ ‬دولة‭ ‬الأسمدة‭ ‬من‭ ‬البلدين‭. ‬ووفقًا‭ ‬لدراسات‭ ‬‮«‬بنك‭ ‬التنمية‭ ‬الإفريقي‮»‬،‭ ‬ترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية،‭ ‬بنسبة‭ ‬من‭ ‬20–50‭%‬‭. ‬ووفقا‭ ‬لتقرير‭ ‬‮«‬الشبكة‭ ‬العالمية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الأزمات‭ ‬الغذائية‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬الأزمة‭ ‬المركبة‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬‮«‬جائحة‭ ‬كورونا‮»‬،‭ ‬و«الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬أضافت‭ ‬40‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬حالة‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬عالميًا،‭ ‬ليبلغ‭ ‬إجماليهم‭ ‬193‭ ‬مليون‭ ‬شخص،‭ ‬وقد‭ ‬غدت‭ ‬إفريقيا‭ ‬ضحية‭ ‬تبعات‭ ‬أزمة‭ ‬ثلاثية‭ ‬نتيجة‭ ‬هذه‭ ‬الحرب؛‭ ‬‮«‬الغذاء،‭ ‬والطاقة،‭ ‬والأزمة‭ ‬المالية‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬تأييد‭ ‬آخر‭ ‬لهذا،‭ ‬كان‭ ‬سعر‭ ‬خام‭ ‬‮«‬برنت‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬بلغ‭ ‬22‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2020،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الشهر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2022‭ -‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية‭- ‬ارتفع‭ ‬إلى‭ ‬130‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تحصل‭ ‬فيه‭ ‬أوروبا‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬25‭%‬‭ ‬من‭ ‬احتياجاتها‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الروسي،‭ ‬وعلى‭ ‬46‭.‬8‭%‬‭ ‬من‭ ‬احتياجاتها‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬الروسي‭. ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬يؤدي‭ ‬نظام‭ ‬العقوبات‭ ‬الأمريكي‭ ‬إلى‭ ‬ارتباك‭ ‬الأسواق،‭ ‬كما‭ ‬تؤثر‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬والعقوبات‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬شركات‭ ‬النفط‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬النفط‭ ‬الروسي،‭ ‬وما‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬الروسية‭. ‬ومع‭ ‬الضغط‭ ‬الأمريكي‭ ‬على‭ ‬أوروبا‭ ‬للتحرر‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الروسي،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تعويض‭ ‬الإمدادات‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬منتجة‭ ‬أخرى،‭ ‬كـ«قطر،‭ ‬والجزائر،‭ ‬واستراليا،‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والنرويج،‭ ‬ومصر‮»‬،‭ ‬وتحويل‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الإمدادات‭ ‬المتوجهة‭ ‬لليابان،‭ ‬وكوريا‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا؛‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬فعليا‭ ‬يصعب‭ ‬‮ ‬تنفيذه،‭ ‬بسبب‭ ‬كلفته‭ ‬العالية،‭ ‬ما‭ ‬يرفع‭ ‬من‭ ‬تكلفة‭ ‬الطاقة،‭ ‬ويعود‭ ‬تأثيره‭ ‬بالسلب‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬الصناعية‭ ‬التي‭ ‬تُصدرها‭ ‬أوروبا‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭.‬

ومع‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الوقود،‭ ‬سجلت‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬أعلى‭ ‬معدلات‭ ‬تضخمها‭ ‬منذ‭ ‬40‭ ‬عامًا‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬الأول‭ ‬لاندلاع‭ ‬الحرب،‭ ‬وزادت‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬بنسبة‭ ‬8‭.‬5‭%‬‭ ‬في‭ ‬أكبر‭ ‬زيادة‭ ‬سنوية‭ ‬منذ‭ ‬ديسمبر‭ ‬1981‭. ‬ولم‭ ‬يعوض‭ ‬هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬في‭ ‬معدل‭ ‬التضخم،‭ ‬الزيادة‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬الدخول،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬5‭.‬6‭%‬،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬في‭ ‬أمريكا،‭ ‬قد‭ ‬تأثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭. ‬وفيما‭ ‬لجأت‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬سحب‭ ‬2‭.‬7‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬من‭ ‬احتياطيها‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2022،‭ ‬والضغط‭ ‬على‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬،‭ ‬لزيادة‭ ‬إنتاجها‭ ‬النفطي،‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬تفريغ‭ ‬مخزوناتها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حدودًا‭ ‬لزيادة‭ ‬إنتاج‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬تعويض‭ ‬غياب‭ ‬النفط‭ ‬الروسي‭ ‬عن‭ ‬الأسواق،‭ ‬والبالغ‭ ‬نحو‭ ‬سبعة‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الأكثر‭ ‬اعتمادًا‭ ‬على‭ ‬تصدير‭ ‬النفط‭ -‬خاصة‭ ‬الخليجية‭- ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬والبتروكيماويات،‭ ‬والألومونيوم‭. ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬منذ‭ ‬2014،‭ ‬تحقق‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬فائضا‭ ‬ماليا،‭ ‬يقدر‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الحالي،‭ ‬بـ27‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬ما‭ ‬يمكنها‭ ‬من‭ ‬إنعاش‭ ‬صناديقها‭ ‬السيادية،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬يتم‭ ‬استهلاكها‭ ‬في‭ ‬تحمل‭ ‬تبعات‭ ‬توفير‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬لشعوبها،‭ ‬وتوفير‭ ‬احتياجات‭ ‬الأمن،‭ ‬واحتياجاتها‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬الصناعية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الأخرى،‭ ‬ومساعدتها‭ ‬في‭ ‬تحمل‭ ‬تبعات‭ ‬زيادة‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والطاقة‭.‬

وفضلاً‭ ‬عن‭ ‬تأثير‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬على‭ ‬إمدادات‭ ‬الغذاء‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعارها،‭ ‬وأسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬والسلع‭ ‬الصناعية؛‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬أفقدت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬‮«‬مصدرًا‭ ‬مهمًا‮»‬،‭ ‬لدخلها،‭ ‬وهو‭ ‬السياحة‭ ‬الوافدة‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬الدولتين‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا‭. ‬وكانت‭ ‬دبي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬الوجهة‭ ‬المفضلة‭ ‬لـ6‭%‬‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬الروس‭ (‬600‭ ‬ألف‭)‬،‭ ‬وجاء‭ ‬ترتيبها‭ ‬بعد‭ ‬مصر‭ ‬بنسبة‭ ‬10‭%‬‭ (‬مليون‭ ‬سائح‭) ‬وتركيا‭ ‬بنسبة‭ ‬45‭%‬‭ (‬4.7‭ ‬مليون‭ ‬سائح‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬أسفرت‭ ‬الحرب‭ ‬عن‭ ‬انخفاض‭ ‬عدد‭ ‬السياح‭ ‬الروس،‭ ‬وتخفيض‭ ‬إنفاق‭ ‬هؤلاء‭ ‬السائحين،‭ ‬مع‭ ‬تأثر‭ ‬السياحة‭ ‬بتعليق‭ ‬عمل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬البنوك‭ ‬الروسية‭ ‬على‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬سويفت‮»‬‭ ‬للتحويلات‭ ‬النقدية‭ ‬بين‭ ‬البنوك،‭ ‬واستمرار‭ ‬تدهور‭ ‬سعر‭ ‬الروبل‭. ‬ويذكر،‭ ‬أن‭ ‬السياحة‭ ‬تمثل‭ ‬لدبي‭ ‬خمس‭ ‬ناتجها‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي،‭ ‬فيما‭ ‬قدرت‭ ‬خسائر‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬السياحة‭ ‬الروسية‭ ‬والأوكرانية‭ ‬بنحو‭ ‬3‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭.‬

وعليه،‭ ‬فإن‭ ‬أهم‭ ‬الدروس‭ ‬المستفادة‭ ‬من‭ ‬المشهد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬الراهن‭ ‬للدول‭ ‬العربية،‭ ‬هو‭ ‬تحقيق‭ ‬أكبر‭ ‬درجة‭ ‬ممكنة‭ ‬من‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الخارج،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬المشكلات‭ ‬السياسية‭ ‬المعرقلة‭ ‬لهذا‭ ‬التعاون،‭ ‬حيث‭ ‬كشفت‭ ‬الأحداث‭ ‬الأخيرة،‭ ‬مخاطر‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬مصدر‭ ‬واحد،‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‭ ‬لتأمين‭ ‬الغذاء‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وقوف‭ ‬الظروف‭ ‬المناخية،‭ ‬وندرة‭ ‬الموارد،‭ ‬‮«‬عائقًا‮»‬،‭ ‬أمام‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف؛‭ ‬فإنه‭ ‬يمكنها‭ ‬قيادة‭ ‬تحالف‭ ‬عربي‭ ‬لتحقيقه،‭ ‬ووضع‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭. ‬وفي‭ ‬أثناء‭ ‬‮«‬جائحة‭ ‬كورونا‮»‬،‭ ‬نجحت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تحدي‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬اعتمادًا‭ ‬على‭ ‬تكوين‭ ‬مخزونات‭ ‬هائلة‭ ‬للمواد‭ ‬الغذائية،‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬حزم‭ ‬الدعم‭ ‬للقطاع‭ ‬الزراعي،‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬الاستثمار‭ ‬الخارجي‭. ‬

يقوم‭ ‬هذا‭ ‬التحالف‭ ‬العربي‭ ‬المنشود‭ ‬على‭ ‬استثمار‭ ‬الموارد‭ ‬الزراعية‭ ‬المتاحة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأقطار‭ ‬العربية،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬السودان،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬14‭%‬‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬مساحة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ (‬نحو‭ ‬200‭ ‬مليون‭ ‬هكتار‭)‬،‭ ‬صالحة‭ ‬للزراعة،‭ ‬والمستغل‭ ‬منها‭ ‬5‭%‬‭ ‬فقط‭. ‬وقد‭ ‬حال‭ ‬دون‭ ‬استغلالها‭ ‬ضعف‭ ‬الإمكانات‭ ‬المادية‭ ‬ومشكلات‭ ‬ري‭ ‬وتأثير‭ ‬النزاعات‭. ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬يمكن‭ ‬لتكامل‭ ‬زراعي‭ ‬عربي‭ ‬حقيقي،‭ ‬بين‭ ‬التمويل‭ ‬والخبرة‭ ‬والأرض‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬الحديثة،‭ ‬سد‭ ‬الفجوة‭ ‬الغذائية‭ ‬العربية‭.‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬يتولى‭ ‬هذا‭ ‬التحالف،‭ ‬دعم‭ ‬مخزون‭ ‬استراتيجي‭ ‬كاف،‭ ‬وتأمين‭ ‬مصادر‭ ‬إمداد‭ ‬بديلة،‭ ‬وخطوط‭ ‬إمداد‭ ‬آمنة‭. ‬وتحتاج‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬التحالف؛‭ ‬لأن‭ ‬قيمة‭ ‬وارداتها‭ ‬الغذائية‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬نصف‭ ‬الواردات‭ ‬العربية‭ (‬53.1‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭)‬،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ارتفاع‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭ ‬نحو‭ (‬59‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭). ‬وتأتي‭ ‬الدعوة‭ ‬لهذا‭ ‬التحالف،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬دعوة‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬الأغذية‭ ‬والزراعة‮»‬،‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬لإنشاء‭ ‬تحالف‭ ‬عالمي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الغذاء،‭ ‬حين‭ ‬كانت‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬تجتاح‭ ‬العالم،‭ ‬ولمنع‭ ‬تحول‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬الصحية‭ ‬إلى‭ ‬أزمة‭ ‬غذائية،‭ ‬فيما‭ ‬دعت‭ ‬وزيرة‭ ‬‮«‬التنمية‭ ‬الألمانية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاق‭ ‬عالمي‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬يعد‭ ‬هذا‭ ‬التحالف‭ ‬إحياءً‭ ‬لإعلان‭ ‬الرياض،‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬العربي‭ ‬لمواجهة‭ ‬أزمة‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمية،‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬رئيس‭ ‬وأعضاء‭ ‬المنظمة‭ ‬العربية‭ ‬للتنمية‭ ‬الزراعية‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬الـ‮«‬30‮»‬،‭ ‬بالرياض‭ ‬في30‭ ‬أبريل‭ ‬2008‭. ‬وفي‭ ‬فبراير‭ ‬2022،‭ ‬استضافت‭ ‬‮«‬الدوحة‮»‬،‭ ‬فعاليات‭ ‬‮«‬منتدى‭ ‬المنظمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي‮»‬،‭ ‬لبحث‭ ‬سبل‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬ورفع‭ ‬قدراتها‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭. ‬وتعد‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية،‭ ‬بحكم‭ ‬استثماراتها‭ ‬الضخمة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الزراعي‭ ‬خارج‭ ‬الحدود،‭ ‬وقدراتها‭ ‬التمويلية،‭ ‬هي‭ ‬المؤهلة‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية‭ ‬لقيادة‭ ‬هذا‭ ‬التحالف،‭ ‬كما‭ ‬يعد‭ ‬السودان‭ -‬إذا‭ ‬جاز‭ ‬التعبير‭- ‬هو‭ ‬المجال‭ ‬الحيوي‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬المستدام،‭ ‬وسلة‭ ‬غذاء‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭. ‬ويمتلك‭ ‬‮«‬السودان‮»‬،‭ ‬ثروة‭ ‬حيوانية‭ ‬تبلغ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬رأس،‭ ‬يمكنها‭ ‬توفير‭ ‬الاحتياجات‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء،‭ ‬وفرص‭ ‬متاحة‭ ‬للاستثمار،‭ ‬بأراض‭ ‬يمكن‭ ‬زراعتها‭ ‬بالقمح‭. ‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬تحقق‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬من‭ ‬التعاون،‭ ‬فإن‭ ‬استثمار‭ ‬هذه‭ ‬الأراضي،‭ ‬يؤمن‭ ‬احتياجات‭ ‬السودان‭ ‬بالكامل،‭ ‬ونحو‭ ‬ثلث‭ ‬حاجة‭ ‬مصر‭ (‬نحو‭ ‬6‭.‬5‭ ‬ملايين‭ ‬طن‭). ‬ويحتاج‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬شراكات‭ ‬تعاقدية‭ ‬بين‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬السوداني،‭ ‬الذي‭ ‬يمتلك‭ ‬الأرض،‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬العربي،‭ ‬الذي‭ ‬يوفر‭ ‬مدخلات‭ ‬الإنتاج،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬العمالة،‭ ‬التي‭ ‬يعول‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬مصر‭. ‬ويمكن‭ ‬توسيع‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬التعاقدية‭ ‬في‭ ‬مساحات‭ ‬أخرى‭. ‬وعليه،‭ ‬يمكن‭ ‬توفير‭ ‬احتياجات‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭,‬‭ ‬من‭ ‬مصدر‭ ‬عربي‭ ‬موثوق،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬دفع‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬السودان‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬تداعيات‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي،‭ ‬وتأثير‭ ‬ذلك‭ ‬بصورة‭ ‬حادة‭ ‬على‭ ‬أسواق‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية،‭ ‬والآثار‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬للتوقعات‭ ‬بالنسبة‭ ‬للدول‭ ‬النامية؛‭ ‬تظل‭ ‬الحاجة‭ ‬الآن‭ ‬قائمة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ ‬لتفعيل‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬لتأمين‭ ‬احتياجاتها‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬الساسية،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬العديدة‭ ‬المنجزة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬والتي‭ ‬بينت‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬يتزايد‭ ‬فيها‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬بسرعة‭ ‬تمتلك‭ ‬المقومات‭ ‬الذاتية‭ ‬لتحقيق‭ ‬أمنها‭ ‬الغذائي‭.

{ انتهى  }
bottom of page