top of page

9/8/2022

قراءة في قرار "أوبك+" زيادة إنتاج النفط

منذ‭ ‬تفشي‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬حاولت‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬؛‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬التقلبات‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمي،‭ ‬أولاً‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬خفض‭ ‬إنتاجها‭ ‬من‭ ‬النفط،‭ ‬ثم‭ ‬زيادته‭ ‬ببطء‭ ‬تماشيا‭ ‬مع‭ ‬الانتعاش‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭. ‬وتمثل‭ ‬المنظمة‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من40‭%‬‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وتعد‭ ‬لاعبا‭ ‬مؤثرا‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمي‭. ‬وأوضحت‭ ‬‮«‬كيت‭ ‬دوريان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الطاقة‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬التحالف‭ ‬يمتلك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬‮«‬العرض‭ ‬والطلب‭ ‬لتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬في‭ ‬السوق‮»‬،‭ ‬و‮«‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬خفض‭ ‬الإمدادات‭ ‬عندما‭ ‬ينخفض‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬النفط‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬ومنذ‭ ‬منتصف‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬ارتفع‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬صادرات‭ ‬النفط،‭ ‬لدرجة‭ ‬أنه‭ ‬أصبح‭ ‬يفوق‭ ‬العرض‭ ‬من‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬،‭ ‬والمنتجين‭ ‬الآخرين‭. ‬كما‭ ‬اقترنت‭ ‬صعوبات‭ ‬الإنتاج‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬المنظمة‭ ‬بعواقب‭ ‬الغزو‭ ‬الروسي‭ ‬لأوكرانيا،‭ ‬مع‭ ‬تجنب‭ ‬موسكو‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأسواق‭ ‬الغربية،‭ ‬وأوروبا،‭ ‬والتي‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬مصادر‭ ‬بديلة‭ ‬لتأمين‭ ‬احتياجاتها‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭.‬

وانتقلت‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭ ‬إلى‭ ‬المستهلكين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ارتفاع‭ ‬تكاليف‭ ‬الوقود‭ ‬والطاقة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬سعر‭ ‬برميل‭ ‬خام‭ ‬برنت‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬100‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬أغسطس‭ ‬2022،‭ ‬من‭ ‬139‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل‭ ‬في‭ ‬مارس؛،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الرقم‭ ‬الحالي‭ ‬يبقى‭ ‬مرتفعًا،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الغرب‭ ‬يواجه‭ ‬‮«‬ارتفاعًا‭ ‬في‭ ‬فواتير‭ ‬الوقود‮»‬‭. ‬وكما‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬آنا‭ ‬كوبان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬تداعيات‭ ‬سياسية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬القضايا‭ ‬الاقتصادية‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬ارتفع‭ ‬سعر‭ ‬جالون‭ ‬البنزين‭ ‬فوق‭ ‬5‭ ‬دولارات‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2022،‭ ‬وظل‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬دولارات‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الانخفاضات‭ ‬المستمرة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الضغط‭ ‬السياسي‭ ‬المحلي‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬لاتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬قبل‭ ‬الانتخابات‭ ‬النصفية‭ ‬للكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬المقبل‭.‬

‮ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬تسعى‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬لتأمين‭ ‬انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬محاولاتهم‭ ‬إقناع‭ ‬أعضاء‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬،‭ ‬بتعزيز‭ ‬إنتاجها‭ ‬النفطي‭. ‬وفي‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي‭ ‬وحده،‭ ‬التقى‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬والفرنسي،‭ ‬‮«‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬السعودي،‭ ‬الأمير‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‮»‬،‭ ‬وحث‭ ‬كلاهما‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬إنتاجها‭ ‬النفطي‭ ‬لتخفيف‭ ‬الأسعار‭ ‬المرتفعة‭ ‬في‭ ‬الغرب‭. ‬وفي‭ ‬الحالة‭ ‬الأولى،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬مات‭ ‬إيغان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بينما‭ ‬غادر‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬قمة‭ ‬جدة‭ ‬‮«‬دون‭ ‬اتفاق‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬أسعار‭ ‬الغاز‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬أعرب‭ ‬المسؤولون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭ ‬تفاؤلهم‭ ‬بأن‭ ‬المساعدة‭ ‬كانت‭ ‬قادمة‭ ‬في‭ ‬الطريق‮»‬‭. ‬وصرح‭ ‬كبير‭ ‬مستشاري‭ ‬الطاقة‭ ‬الأمريكي‭ ‬بالبيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬‮«‬عاموس‭ ‬هوشتاين‮»‬،‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬يوليو،‭ ‬أن‭ ‬إدارته‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬واثقة‭ ‬جدًا‮»‬‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬،‭ ‬سترفع‭ ‬حصص‭ ‬الإنتاج‭ ‬‮«‬نتيجة‭ ‬لمحادثات‭ ‬الرئيس‮»‬‭ ‬مع‭ ‬المسؤولين‭ ‬السعوديين‭ ‬والخليجيين‭ ‬في‭ ‬جدة‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬وعند‭ ‬تحديد‭ ‬حصص‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬لشهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬2022،‭ ‬وافقت‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬إنتاجها‭ ‬بمعدل‭ ‬100‭.‬000‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬يوميًا،‭ ‬وهو‭ ‬المعدل‭ ‬الذي‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬جو‭ ‬ميدلتون‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يعادل‭ ‬‮«‬0‭.‬1‭%‬‭ ‬من‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬النفط‮»‬‭. ‬ويمثل‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬تناقضا‭ ‬مع‭ ‬اتفاقات‭ ‬المنظمة‭ ‬السابقة‭ ‬لزيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬بما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬430‭.‬000‭-‬650‭.‬000‭ ‬برميل‭ ‬كل‭ ‬شهر‭. ‬وفي‭ ‬شهري‭ ‬يوليو‭ ‬وأغسطس‭ ‬2022،‭ ‬وافقت‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬بمعدل‭ ‬648‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭. ‬ووصف‭ ‬‮«‬ديفيد‭ ‬شيبرد‮»‬،‭ ‬و‮«‬توم‭ ‬ويلسون‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فاينانشيال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬حصة‭ ‬الإنتاج‭ ‬لشهر‭ ‬سبتمبر،‭ ‬باعتبارها،‭ ‬‮«‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أصغر‭ ‬الزيادات‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬المنظمة‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬قُوبل‭ ‬إعلان‭ ‬المجموعة‭ ‬الأخير‭ ‬بخيبة‭ ‬أمل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المحللين‭ ‬الغربيين‭. ‬وأوضح‭ ‬الكثيرون‭ ‬أن‭ ‬رفضها‭ ‬طلب‭ ‬واشنطن‭ ‬بزياد‭ ‬الإنتاج،‭ ‬يمثل‭ ‬‮«‬إخفاقا‭ ‬سياسيا،‭ ‬لإدارة‭ ‬بايدن‭ ‬محليًا‭ ‬ودوليًا‮»‬‭. ‬ووصفت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬وول‭ ‬ستريت‭ ‬جورنال‮»‬،‭ ‬حصص‭ ‬الإنتاج‭ ‬الأخيرة‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬متواضعة‮»‬،‭ ‬وأشارت‭ ‬‮«‬فاينانشال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬ضئيلة‮»‬‭ ‬و«محاولة‭ ‬لتهدئة‭ ‬الحلفاء‭ ‬الغربيين‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬علق‭ ‬‮«‬بوب‭ ‬مكنالي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬غير‭ ‬محسوسة‭ ‬تقريبًا‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ترحيب‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬‭ ‬بزيادة‭ ‬إنتاج‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬صرح‭ ‬‮«‬هوشتاين‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬‮«‬رغبت‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬بعض‭ ‬الزيادات‭ ‬في‭ ‬الإنتاج‮»‬‭ ‬و«هذا‭ ‬أقل‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬مرغوب‭ ‬فيه‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬زيادة‭ ‬مع‭ ‬ذلك‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬شيبرد‮»‬،‭ ‬و‮«‬ويلسون‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الإنتاج‭ ‬الإضافي‭ ‬‮«‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يسبب‭ ‬خيبة‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬الغرب‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬تحليل‭ ‬للديناميكيات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬هيليما‭ ‬كروفت‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مصرف‭ ‬‮«‬آر‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬كابيتال‭ ‬ماركتس‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬زيارة‭ ‬بايدن‭ ‬الأخيرة‭ ‬إلى‭ ‬السعودية،‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬زادت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬‮«‬من‭ ‬مكاسبه‭ ‬السياسية‮»‬‭. ‬وكتب‭ ‬‮«‬إيغان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬محاولته‭ ‬السياسية‮»‬‭ ‬لإصلاح‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الرياض‭ ‬‮«‬لم‭ ‬تؤت‭ ‬ثمارها‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬الأمريكيون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ضخ‭ ‬الغاز،‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬حتى‭ ‬الآن‮»‬‭. ‬وشبه‭ ‬‮«‬مات‭ ‬سميث‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬كبلر‮»‬،‭ ‬الإعلان‭ ‬بـ«الصفعة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬وصفه‭ ‬‮«‬رعد‭ ‬القادري‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬أوراسيا‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬زيادة‭ ‬هامشية‮»‬‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬إنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمي‭ ‬الأوسع‭ ‬نطاقاً‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أقر‭ ‬المحللون‭ ‬بصعوبات‭ ‬الإمداد‭ ‬الحالية‭ ‬لأعضاء‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬إيغان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬أسبابا‭ ‬مشروعة‮»‬‭ ‬لعدم‭ ‬الاستجابة‭ ‬لدعوة‭ ‬بايدن‭ ‬بزيادة‭ ‬الإنتاج‮»‬‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬شيبرد‮»‬،‭ ‬و«ويلسون‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬العديد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬أوبك‭ ‬يكافحون‭ ‬بالفعل‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬الإنتاج‭ ‬الخاصة‭ ‬بهم»؛‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬سنوات‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬الاستثمار‮»‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لن‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬مكاسب‭ ‬جراء‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج،‭ ‬و«قد‭ ‬يخسرون‭ ‬إذا‭ ‬انخفضت‭ ‬الأسعار‮»‬‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬‭ ‬نفسها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬نقص‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬النفط‮»‬‭ ‬المرتبط‭ ‬بوباء‭ ‬كورونا،‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬خفض‭ ‬القدرات‭ ‬الفائضة‮»‬‭ ‬للمصدرين،‭ ‬‮«‬كأسباب‭ ‬لكون‭ ‬مبلغ‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2022‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬الأشهر‭ ‬السابقة‮»‬‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬سمر‭ ‬سعيد‮»‬،‭ ‬و«بينوا‭ ‬فوكون‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬وول‭ ‬ستريت‭ ‬جورنال‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مشكلات‭ ‬الإنتاج‭ ‬المزمنة‮»‬‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭ ‬وأنجولا‮»‬‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬ميدلتون‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬إنتاج‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2022‭ ‬كان‭ ‬‮«‬أقل‭ ‬بنحو‭ ‬3‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬من‭ ‬حصصها‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬العقوبات‭ ‬والاستثمارات‭ ‬المنخفضة‭ ‬التي‭ ‬‮«‬أعاقت‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‮»‬‭.‬

وتؤثر‭ ‬الصعوبات‭ ‬في‭ ‬القدرة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬المصدرين‭ ‬الأكثر‭ ‬نفوذاً‭ ‬في‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ميدلتون‮»‬،‭ ‬ذكر‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬الإمارات‭ ‬والسعودية‭ ‬فقط‭ ‬لديهما‭ ‬طاقة‭ ‬فائضة‭ ‬لزيادة‭ ‬الإنتاج‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬فاينانشيال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأخيرة‭ ‬تقترب‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬طاقتها‭ ‬الإنتاجية‭ ‬القصوى‭ ‬البالغة‭ ‬12‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬يوميًا‮»‬‭. ‬وأوضحت‭ ‬‮«‬سعيد‮»‬،‭ ‬و«فوكون‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬‮«‬تقترب‭ ‬من‭ ‬حد‭ ‬الضخ‮»‬،‭ ‬وستسعى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإنتاج‭ ‬بأقصى‭ ‬مستوى‭ ‬لها‭ ‬‮«‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬بضعة‭ ‬أشهر‮»‬‭. ‬ورأى‭ ‬‮«‬كريستيان‭ ‬مالك‮»‬،‭ ‬من‭ ‬بنك‭ ‬‮«‬جي‭ ‬بي‭ ‬مورجان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الرياض‭ ‬‮«‬تحاول‭ ‬موازنة‭ ‬دعوات‭ ‬حلفائها‭ ‬الغربيين‭ ‬لزيادة‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‮»‬،‭ ‬مقابل‭ ‬‮«‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بطاقتها‭ ‬الاحتياطية‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬انخفاض‭ ‬الإنتاج‭ ‬بشكل‭ ‬حاد‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬المقبلة‮»‬‭.‬

وكانت‭ ‬هناك‭ ‬تحذيرات‭ ‬من‭ ‬التقلبات‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭. ‬وحذرت‭ ‬وكالة‭ ‬الطاقة‭ ‬الدولية‭ (‬IEA‭) ‬مؤخرًا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬مخزونات‭ ‬النفط‭ ‬العالمية‭ ‬‮«‬منخفضة‭ ‬للغاية‮»‬‭. ‬بينما‭ ‬توقع‭ ‬تقرير‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الطاقة‭ ‬الفائضة‭ ‬لأعضائها‭ ‬لإنتاج‭ ‬نفط‭ ‬إضافي‭ ‬ستنخفض‭ ‬إلى‭ ‬1‭.‬7‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬فقط‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬وإلى‭ ‬400‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬التالي‭.‬

ومما‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬صعوبة‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو،‭ ‬حظر‭ ‬النفط‭ ‬الروسي‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬الغربية‭. ‬وحول‭ ‬مدى‭ ‬قدرة‭ ‬أعضاء‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬‭ ‬الآخرين‭ ‬على‭ ‬سد‭ ‬هذا‭ ‬الانخفاض،‭ ‬أقر‭ ‬‮«‬شيبرد‮»‬،‭ ‬و«ويلسون‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬المملكة‭ ‬وحلفاءها‭ ‬الخليجيين،‭ ‬لن‭ ‬يكونوا‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬تعويض‭ ‬النقص‭ ‬المتوقع‭ ‬في‭ ‬الإنتاج‭ ‬الروسي‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬ديفيد‭ ‬فايف‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬أرجوس‭ ‬ميديا‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬التهديدات‭ ‬الغربية‭ ‬بفرض‭ ‬حظر‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬الروسي‭ ‬‮«‬أرعبت‭ ‬الأسواق‮»‬،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ضغط‭ ‬حاد‭ ‬في‭ ‬المعروض‮»‬‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬أعضاء‭ ‬أوبك‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بدور‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬،‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬كارول‭ ‬نخلة‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬كريستول‭ ‬إنرجي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬موسكو‭ ‬‮«‬سعيدة‭ ‬بالأسعار‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬المستوى‮»‬‭ ‬وليس‭ ‬لديها‭ ‬‮«‬ما‭ ‬تكسبه‭ ‬من‭ ‬انخفاضها‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والجيوسياسي‭ ‬المعقد،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬سعيد‮»‬،‭ ‬و«فوكون‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬حكمة‭ ‬أعضاء‭ ‬أوبك‭ ‬تجاه‭ ‬الانخفاضات‭ ‬المستقبلية‭ ‬في‭ ‬الطلب،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أنهم‭ ‬يشعرون‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التحالف‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬لتقييم‭ ‬التباطؤ‭ ‬المحتمل‭ ‬في‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‮»‬؛‭ ‬قبيل‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‮»‬‭. ‬وخلص‭ ‬‮«‬مالك‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الزيادة‭ ‬الصغيرة‭ ‬لن‭ ‬تُحدث‭ ‬تغييرًا‭ ‬ماديًا‭ ‬في‭ ‬ميزان‭ ‬السوق‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬المجموعة‭ ‬أيضًا‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اتهامها‭ ‬بعدم‭ ‬القيام‭ ‬بأي‭ ‬شيء‮»‬‭ ‬لتخفيف‭ ‬مخاوف‭ ‬الإمدادات‮»‬‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬رؤاهم‭ ‬حول‭ ‬حصص‭ ‬الإنتاج‭ ‬المخفضة‭ ‬لأوبك‭+ ‬لشهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬2022؛‭ ‬رأى‭ ‬المحللون‭ ‬الغربيون‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬‮«‬لفتة‭ ‬رمزية‮»‬،‭ ‬موجهة‭ ‬إلى‭ ‬الغرب،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬‮«‬تأثير‭ ‬ضئيل‮»‬‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬الخام،‭ ‬كما‭ ‬وصفها‭ ‬‮«‬ماكنالي‮»‬،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬لفتة‭ ‬رمزية‭ ‬بحتة‮»‬،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هازل‭ ‬سيفتور‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬وود‭ ‬ماكنزي‮»‬،‭ ‬أوضح‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬في‭ ‬الإنتاج‭ ‬‮«‬يمثل‭ ‬نسبة‭ ‬صغيرة‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الإنتاج‮»‬،‭ ‬ولا‭ ‬يحدث‭ ‬فرقًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬العرض‭ ‬الإجمالية‮»‬،‭ ‬فإنها‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬تؤكد‭ ‬التزام‭ ‬المجموعة‭ ‬بإدارة‭ ‬السوق‮»‬‭.‬

‮ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬تمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬تأثير‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬زيارة‭ ‬بايدن‭ ‬إلى‭ ‬جدة‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2022،‭ ‬قد‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬المنتجين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬بزيادة‭ ‬طاقاتهم‭ ‬الإنتاجية،‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬التوقعات‭ ‬الغربية‭. ‬وخلص‭ ‬‮«‬إيغان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬السبب‭ ‬وراء‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬الضئيلة‭ ‬لأوبك‭+‬‮»‬،‭ ‬فإنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬الصعب‭ ‬تصور‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬قد‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يريد‮»‬،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬تواصله‭ ‬مع‭ ‬الرياض‭.‬

{ انتهى  }
bottom of page