top of page

7/9/2022

تفاقم مخاوف بشأن الأمن الغذائي العالمي

يتعلق‭ ‬الهدف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬بالقضاء‭ ‬على‭ ‬الجوع‭ ‬وسوء‭ ‬التغذية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭. ‬وجاءت‭ ‬بيانات‭ ‬أحدث‭ ‬استطلاعات‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الصادرة‭ ‬لتُلقي‭ ‬بظلال‭ ‬الشك‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬حول‭ ‬إمكانية‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك؛‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬إمكانية‭ ‬قمع‭ ‬أزمة‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وإفريقيا‭ ‬وآسيا،‭ ‬وكذلك‭ ‬نقص‭ ‬الغذاء‭ ‬المرتبط‭ ‬بالنزاع‭ ‬المسلح،‭ ‬وضغوط‭ ‬الإمداد‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬‮"‬كورونا‮"‬،‭ ‬وقد‭ ‬أحدثت‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ارتفاعًا‭ ‬ملحوظًا‭ ‬في‭ ‬مستويات‭ ‬التضخم‭ ‬في‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والسلع‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التحذيرات‭ ‬البالغة‭ ‬من‭ ‬‮"‬ديفيد‭ ‬بيزلي‮"‬،‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لبرنامج‭ ‬الأغذية‭ ‬العالمي‭ ‬بأن‭: ‬‮"‬العالم‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التحرك‭ ‬الآن‭ ‬لحماية‭ ‬المجتمعات‭ ‬الأكثر‭ ‬ضعفًا‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬المجاعة‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‮"‬،‭ ‬وإصدار‭ ‬منظمة‭ (‬الفاو‭)‬،‭ ‬والبنك‭ ‬الدولي‭ ‬مؤخرًا‭ ‬تحديثات‭ ‬متشائمة‭ ‬بشأن‭ ‬حالة‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العالمي،‭ ‬حيث‭ ‬سجل‭ ‬التحديث‭ ‬الأخير‭ ‬لحالة‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬2022‭ ‬كيف‭ ‬أثرت‭ ‬مستويات‭ ‬تضخم‭ ‬الغذاء‭ ‬فوق‭ ‬5٪‭ ‬على‭ ‬‮"‬92‭.‬9٪‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬منخفضة‭ ‬الدخل،‭ ‬92‭.‬7٪‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬المتوسط‭ ‬الأدنى،‭ ‬وما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬89%‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬المتوسط‭ ‬الأعلى؛‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬أزمة‭ ‬أسعار‭ ‬الغذاء‭ ‬عالمية؛‭ ‬صدر‭ ‬تقرير‭ ‬مؤخرًا‭ ‬عن‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮"‬ديب‭ ‬نولدج‭ ‬أناليتكس‮"‬‭ ‬بعنوان‭: ‬‮"‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الثاني‭ ‬لعام‭ ‬2022‮"‬،‭ ‬يرصد‭ ‬التحليلات‭ ‬المقدمة‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬الأسباب‭ ‬الجذرية‭ ‬لأزمات‭ ‬الغذاء،‭ ‬وكذلك‭ ‬فهم‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الغذاء،‭ ‬والتضخم،‭ ‬وتطور‭ ‬السياسات‭.‬

وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي،‭ ‬كان‭ ‬الأكثر‭ ‬إثارة‭ ‬للدهشة‭ ‬بالتقرير‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬2022،‭ ‬يُنظر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬868‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬92‭ ‬دولة‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يمتلكون‭ (‬استهلاكًا‭ ‬كافيًا‭ ‬من‭ ‬الغذاء‭)‬،‭ ‬مع‭ ‬مستويات‭ ‬المخاطر‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالجوع‭ ‬وسوء‭ ‬التغذية‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬مرتفعة‭ ‬بشكل‭ ‬يُنذر‭ ‬بالخطر‭. ‬

في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬8‭ ‬دول‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬تعتبر‭ ‬ضمن‭ ‬أعلى‭ ‬فئة‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬التقرير،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬53‭ ‬دولة‭ ‬بأنها‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الشديد،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬25‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وأفريقيا‭ ‬تواجه‭ ‬مخاطر‭ ‬عالية‭ ‬لانعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬تم‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬البلدان‭ ‬الأكثر‭ ‬تضررًا‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬الغذاء‭ ‬لعام‭ ‬2022‭ ‬وتشمل‭ ‬سوريا‭ ‬وجنوب‭ ‬السودان‭ ‬وأفغانستان‭ ‬ونيجيريا‭ ‬واليمن‭ ‬والسودان‭ ‬وباكستان‭ ‬وجمهورية‭ ‬الكونغو‭ ‬الديمقراطية‭.‬

وسجل‭ ‬التقرير‭ ‬عن‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬أن‭: ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬193‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الحاد،‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬ذلك‭ ‬تمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬يضر‭ ‬بـ139‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الافتقار‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬دولة،‭ ‬وهو‭ ‬عامل‭ ‬يفوق‭ ‬بكثير‭ ‬الظواهر‭ ‬المناخية‭ ‬المتطرفة‭ (‬23.5‭ ‬مليون‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬بلدان‭) ‬والصدمات‭ ‬الاقتصادية‭ (‬30.2‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬دولة‭). ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬دراسات‭ ‬البيانات‭ ‬متعددة‭ ‬السنوات،‭ ‬حيث‭ ‬تُظهر‭ ‬بيانات‭ ‬التقرير‭ ‬زيادة‭ ‬تقدر‭ ‬بـ‭ ‬25‭.‬2‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬تأثر‭ ‬أمنه‭ ‬الغذائي‭ ‬جراء‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬فقد‭ ‬سجلت‭ (‬الفاو‭) ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬غير‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬تكاليف‭ ‬نظام‭ ‬غذائي‭ ‬صحي‭ ‬يبلغ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬مليارات،‭ ‬كما‭ ‬حلل‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬‮"‬كورونا‮"‬‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬أعداد‭ ‬المصابين‭ ‬بالجوع‭ ‬لـ150‭ ‬مليونا‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬ضعف‭ ‬الإمدادات‭ ‬الغذائية‭ ‬بالعالم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬زيادة‭ ‬الجوع‭ ‬العالمي،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام،‭ ‬خلصت‭ ‬الوكالة‭ ‬الأممية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لتحقيق‭ ‬هدف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬لإنهاء‭ ‬الجوع‭ ‬وانعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬وجميع‭ ‬أشكال‭ ‬سوء‭ ‬التغذية‮"‬‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭ ‬تسلك‭ ‬الاتجاه‭ ‬الخاطئ‭.‬

كما‭ ‬رصدت‭ ‬التقارير‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭ ‬وأسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬كعامل‭ ‬لتفاقم‭ ‬الجوع،‭ ‬وبين‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬العالمية‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬الارتفاع‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬عندما‭ ‬أغلقت‭ ‬الاستثمارات‭ ‬بسبب‭ ‬‮"‬كورونا‮"‬،‭ ‬ومع‭ ‬تخبط‭ ‬سلاسل‭ ‬التوريد‭ ‬وزيادة‭ ‬أوقات‭ ‬العبور‭ ‬والنقل،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬الغزو‭ ‬الروسي‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2022‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تدهور‭ ‬مستقبل‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬بشدة‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسلع‭ ‬الغذائية‭ ‬التي‭ ‬تأثرت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيرها‭ ‬بسبب‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬سجل‭ ‬مؤشر‭ ‬‮"‬الفاو‮"‬‭ ‬أسعارًا‭ ‬قياسية‭ ‬للحبوب‭ ‬ومنتجات‭ ‬الألبان‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬شهد‭ ‬سعر‭ ‬الأسمدة‭ ‬ارتفاعا‭ ‬جنونيا،‭ ‬الذي‭ ‬ارتفع‭ ‬بنسبة‭ ‬30٪،‭ ‬وذلك‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬وحدها‭ ‬تمثل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬15٪‭ ‬من‭ ‬صادرات‭ ‬الأسمدة‭ ‬العالمية،‭ ‬فقد‭ ‬أدى‭ ‬تقييد‭ ‬وصول‭ ‬منتجاتها‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬نقص‭ ‬الإمدادات‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مفاجئ،‭ ‬وبالمثل،‭ ‬ارتفعت‭ ‬الأسعار‭ ‬الدولية‭ ‬للبوتاس،‭ ‬وهو‭ ‬عنصر‭ ‬آخر‭ ‬يتم‭ ‬إنتاجه‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا‭. ‬

فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬أظهرت‭ ‬بيانات‭ ‬‮"‬ديب‭ ‬نولدج‮"‬‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تعتمد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬واردات‭ ‬الغذاء‭ ‬مع‭ ‬34‭ ‬دولة‭ ‬أخرى،‭ ‬فقد‭ ‬تمكنت‭ ‬حكومات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬ترويض‭ ‬الارتفاع‭ ‬وتجنب‭ ‬مخاطر‭ ‬الجوع‭ ‬وسوء‭ ‬التغذية‭ ‬المتزايدة،‭ ‬وهو‭ ‬نجاح‭ ‬نسبي‭ ‬لم‭ ‬يتكرر‭ ‬عبر‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا‭ ‬الأوسع‭.‬

وفي‭ ‬تقارير‭ ‬‮"‬ذي‭ ‬إيكونوميست‭ ‬إنتليجنس‭ ‬يونيت‮"‬،‭ ‬حلت‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬ضمن‭ ‬أفضل‭ ‬46‭ ‬دولة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬وكانت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬هي‭ ‬الدولة‭ ‬الخليجية‭ ‬الأعلى‭ ‬مرتبة،‭ ‬حيث‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬مجموع‭ ‬نقاط‭ ‬7‭.‬07‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬10‭.‬

بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬احتلت‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬وقطر‭ ‬المرتبة‭ ‬29‭ ‬عالميًا،‭ ‬كما‭ ‬احتلت‭ ‬عمان‭ ‬والسعودية‭ ‬والكويت‭ ‬المرتبة‭ ‬40‭ ‬و‭ ‬43‭ ‬و‭ ‬46‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬ومن‭ ‬حيث‭ ‬النظام‭ ‬الغذائي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬معيار‭ ‬المرونة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬احتلت‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬المرتبة‭ ‬18‭ ‬عالميًا،‭ ‬البحرين‭ ‬الـ‭ ‬26،‭ ‬عمان‭ ‬الـ‭ ‬42،‭ ‬قطر‭ ‬الـ‭ ‬56،‭ ‬السعودية‭ ‬الـ‭ ‬80،‭ ‬والكويت‭ ‬الـ‭ ‬88‭.‬

وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي،‭ ‬تصدرت‭ ‬أمريكا‭ ‬تصنيفات‭ ‬مؤشر‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬بنتيجة‭ ‬7‭.‬90،‭ ‬تليها‭ ‬النرويج‭ ‬وأيرلندا‭ ‬وهولندا‭ ‬وكندا،‭ ‬كما‭ ‬احتلت‭ ‬بريطانيا‭ ‬المرتبة‭ ‬الـ‭ ‬14‭ ‬عالميًا‭ ‬بنتيجة،‭ ‬واحتلت‭ ‬الصين‭ ‬المرتبة‭ ‬الـ27،‭ ‬وروسيا‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الـ‭ ‬31‭ ‬عالميًا،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬كانت‭ ‬البلدان‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأدنى‭ ‬عالميًا‭ ‬موزمبيق،‭ ‬وجمهورية‭ ‬الكونغو‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والصومال‭.‬

وعن‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وصف‭ ‬تقرير‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العالمي‭ ‬بأنه‭ ‬يعتمد‭ ‬بشدة‭ ‬على‭ ‬واردات‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية،‭ ‬وخاصة‭ ‬القمح‭ ‬والحبوب‭ ‬الأساسية‭ ‬الأخرى،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬التداعيات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬قد‭ ‬فاقمت‭ ‬حالة‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭.‬

وأشار‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاعات‭ ‬قياسية‭ ‬في‭ ‬تضخم‭ ‬أسعار‭ ‬الغذاء‭ ‬بنسبة‭ ‬95٪‭ ‬في‭ ‬تركيا،‭ ‬و90٪‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬فقد‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬المرتفع‭ ‬يمثل‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬انخفاضاً‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬عن‭ ‬معدلات‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬والتي‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬441٪‭.‬

وتماشيًا‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬البيانات،‭ ‬أفاد‭ ‬تقرير‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العالمي‭ ‬أن‭ ‬15‭.‬8‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬و‭ ‬9‭.‬2‭ ‬ملايين‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬يواجهون‭ ‬استهلاكًا‭ ‬غير‭ ‬كافٍ‭ ‬للغذاء‭ ‬لا‭ ‬يلبي‭ ‬احتياجاتهم،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬8‭.‬5‭ ‬ملايين‭ ‬آخرين‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬و‭ ‬2.8‭ ‬مليون‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬و1‭.‬3‭ ‬مليون‭ ‬في‭ ‬لبنان‭.‬

وفي‭ ‬التصنيف‭ ‬العالمي‭ ‬لمؤشر‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬سجلت‭ ‬الجزائر‭ ‬6‭.‬76‭ ‬من10،‭ ‬والمغرب‭ ‬6‭.‬40،‭ ‬وتونس‭ ‬6‭.‬39،‭ ‬وتركيا‭ ‬6‭.‬36،‭ ‬والأردن‭ ‬6‭.‬10،‭ ‬والأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬5‭.‬76،‭ ‬ومصر‭ ‬بـ‭ ‬5‭.‬76،‭ ‬والعراق‭ ‬في‭ ‬5‭.‬35،‭ ‬وسوريا‭ ‬5‭.‬01،‭ ‬واليمن‭ ‬4‭.‬41‭.‬

‮ ‬ونتيجة‭ ‬لهذه‭ ‬البيانات،‭ ‬اعتبرت‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮"‬ديب‭ ‬نولديدج‮"‬‭ ‬أن‭ ‬حالة‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬سوريا‭ ‬واليمن‭ ‬مقلقة‭ ‬للغاية،‭ ‬ومن‭ ‬حيث‭ ‬النظام‭ ‬الغذائي‭ ‬ومعايير‭ ‬المرونة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬أحرزت‭ ‬لبنان‭ (‬3.51‭ ‬درجة‭)‬،‭ ‬جاءت‭ ‬بالمرتبة‭ ‬الأدنى‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ (‬3.24‭)‬،‭ ‬بعد‭ ‬اليمن‭ ‬بواقع‭ (‬3.96‭ ‬درجة‭).‬

وعند‭ ‬التفكير‭ ‬مليًا‭ ‬في‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬مكافحة‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والعالم،‭ ‬سلطت‭ ‬المؤسسة‭ ‬الضوء‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الخاصة‭ ‬بالإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬وتهدف‭ ‬إلى‭ ‬تسهيل‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬وتنويع‭ ‬الأغذية‭ ‬المستوردة‭ ‬ومصادرها‭ ‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬تحديد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬‮"‬خطط‭ ‬التوريد‭ ‬البديلة‮"‬‭ ‬حال‭ ‬الأزمات‭ ‬الطارئة‭. ‬

وأضاف‭ ‬التقرير‭: ‬‮"‬أن‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الجوع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ضمان‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬غذاء‭ ‬آمن‭ ‬ومغذ‭ ‬وكاف‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الممارسات‭ ‬الزراعية‭ ‬المرنة‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬النظم‭ ‬البيئية‭ ‬وتعزيز‭ ‬إنتاجية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‮"‬‭.‬

وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجهود،‭ ‬سجلت‭ ‬التقارير‭ ‬الغربية‭ ‬عدد‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬نفذت‭ ‬ضوابط‭ ‬وقيود‭ ‬صارمة‭ ‬على‭ ‬تصدير‭ ‬موادها‭ ‬الغذائية‭ ‬استجابة‭ ‬لارتفاع‭ ‬الأسعار،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬انتقده‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬باعتباره‭ ‬مصدرًا‭ ‬رئيسيًا‭ ‬يضع‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬أسعار‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمية‭. ‬

كما‭ ‬أشار‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬تسن‭ ‬قيودًا‭ ‬على‭ ‬الصادرات‭ ‬الغذائية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مخزوناتها‭ ‬قد‭ ‬ارتفع‭ ‬بنسبة‭ ‬25٪‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تفعيل‭ ‬31‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬53‭ ‬قيدًا‭ ‬بحق‭ ‬الصادرات‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬مثل‭ ‬القمح‭. ‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬من‭ ‬افتقار‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬واستمرار‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬ونقص‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬المساعدات‭ ‬الدولية‭ ‬ومبادرات‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬المستقبل‭ ‬قاتمًا‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب،‭ ‬لاسيما‭ ‬مع‭ ‬تأكيد‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬المستويات‭ ‬الحادة‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬الجوع‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تزداد‭ ‬أكثر‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭. ‬

بينما‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬فإنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬الدولي‭ ‬المتزايد‭ ‬بمعالجة‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬فقد‭ ‬أشارت‭ ‬منظمة‭ ‬الأغذية‭ ‬والزراعة‭ ‬الفاو‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬670‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬سيظلون‭ ‬يواجهون‭ ‬الجوع‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2030،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬8٪‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭.  ‬خلص‭ ‬تقرير‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العالمي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دور‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬أصبح‭ ‬الآن‭ ‬‮"‬أكثر‭ ‬أهمية‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‮"‬،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬قدرة‭ ‬آليات‭ ‬تحليل‭ ‬البيانات‭ ‬على‭ ‬محاربة‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬تمكن‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬حلول‭ ‬لقطاع‭ ‬الأغذية‭ ‬بطريقة‭ ‬تحسن‭ ‬عمليات‭ ‬التصنيع‭ ‬وسلاسل‭ ‬التوريد‮"‬‭. ‬

وفي‭ ‬غضون‭ ‬ذلك،‭ ‬رأت‭ ‬‮"‬الفاو‮"‬‭ ‬أن‭ ‬تخصيص‭ ‬الأموال‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومات‭ ‬لمبادرات‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬أصبح‭ ‬‮"‬ضرورة‭ ‬ملحة‮"‬،‭ ‬وبالمثل،‭ ‬فإنه‭ ‬مع‭ ‬توقع‭ ‬ارتفاع‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬نسمة‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2050،‭ ‬ورغم‭ ‬تفاقم‭ ‬أزمة‭ ‬أسعار‭ ‬الغذاء‭ ‬فقد‭ ‬حذرت‭ ‬‮"‬مارجريتا‭ ‬ليسينكوفا‮"‬‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬قضية‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬الارتفاع‭ ‬وبقائها‭ ‬بقوائم‭ ‬الأولويات‭ ‬لدى‭ ‬الحكومات‭ ‬والشركات‭ ‬الدولية‮"‬‭. ‬وبالتالي‭ ‬بات‭ ‬واضحًا‭ ‬أن‭ ‬دمج‭ ‬قضايا‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬المستدامة‭ ‬لدى‭ ‬الأطراف‭ ‬الدولية‭ ‬هو‭ ‬الخطوة‭ ‬التالية‭ ‬الحاسمة‭ ‬نحو‭ ‬حل‭ ‬طويل‭ ‬الأجل‭ ‬لأزمة‭ ‬طال‭ ‬أمدها‭. ‬

{ انتهى  }
bottom of page