top of page

20/9/2022

ذكرى هجمات 11 سبتمبر.. والتوجهات المستقبلية للإرهاب المحلي والعالمي

بعد‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬عامًا‭ ‬على‭ ‬أحداث‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬سبتمبر،‭ ‬تراجعت‭ ‬أولويات‭ ‬الغرب‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمخاطر‭ ‬الأمنية‭ ‬للإرهاب،‭ ‬لصالح‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬بمنافسة‭ ‬القوى‭ ‬العظمى،‭ ‬وأظهر‭ ‬استطلاع‭ ‬للرأي‭ ‬أجراه‭ ‬المركز‭ ‬مؤخرًا‭ ‬عن‭ ‬تصورات‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬الرئيسية‭ ‬مع‭ ‬25‭.‬000‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬دولة‭ ‬اقتصادية‭ ‬متقدمة‭ ‬أن‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬مرتبة‭ ‬متأخرة‭ ‬عن‭ ‬قضايا،‭ ‬مثل‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬وتداول‭ ‬المعلومات‭ ‬الخاطئة‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬والهجمات‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وخطر‭ ‬الأمراض‭ ‬المعدية‭ ‬باعتبارها‭ ‬تهديدات‭ ‬خطيرة‭ ‬للمجتمعات،‭ ‬وعلق‭ ‬مارك‭ ‬وارنر،‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬المخابرات‭ ‬بمجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬الأمريكي،‭ ‬في‭ ‬ذكرى‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬بأن‭ ‬مخاطر‭ ‬الإرهاب‭ ‬الدولي‭ ‬‮"‬تضاءلت‮"‬‭ ‬مقارنة‭ ‬بالاضطرابات‭ ‬المحلية‭.‬

كما‭ ‬سعى‭ ‬المحللون‭ ‬إلى‭ ‬ربط‭ ‬مخاطر‭ ‬المنافسة‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬بالإرهاب،‭ ‬ففي‭ ‬مواجهة‭ ‬الرأي‭ ‬القائل‭ ‬إن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحلفاءها‭ ‬‮"‬يحاولون‭ ‬تجاوز‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬كمبدأ‭ ‬ثابت‮"‬،‭ ‬يرى‭ ‬كولين‭ ‬كلارك،‭ ‬زميل‭ ‬أول‭ ‬غير‭ ‬مقيم‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬أبحاث‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬أن‭ ‬الإرهاب‭ ‬ومنافسة‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭ ‬‮"‬ليس‭ ‬بالأمرين‭ ‬المنفصلين"؛‭ ‬لأن‭ ‬‮"‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬الاثنين‭ ‬سيزيد‭ ‬من‭ ‬تعقيد‭ ‬الاستجابة،‭ ‬وقد‭ ‬يؤدي‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الذي‭ ‬ترعاه‭ ‬الدول‮"‬‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتوجهات‭ ‬المستقبلية‭ ‬في‭ ‬الإرهاب،‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬المحلي‭ ‬والعالمي،‭ ‬أشار‭ ‬كلارك‭ ‬إلى‭ ‬قضايا‭ ‬تتعلق‭ ‬بالتنوع،‭ ‬واللامركزية،‭ ‬والديمقراطية،‭ ‬ونشر‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬التنوع‭ ‬المتزايد‭ ‬للمهاجمين‭ ‬الإرهابيين‭ ‬وكيف‭ ‬كان‭ ‬هجوم‭ ‬نفذه‭ ‬شاب‭ ‬أبيض‭ ‬استهدف‭ ‬أمريكيين‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬أفريقية‭ ‬بمتجر‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬بوفالو‭ ‬شمال‭ ‬ولاية‭ ‬نيويورك،‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2022‭ ‬بمثابة‭ ‬‮"‬مثال‭ ‬جوهري‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬زيادة‭ ‬تنوع‭ ‬الأيديولوجيات‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة‮"‬‭. ‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬تركيز‭ ‬الغرب‭ ‬على‭ ‬التهديدات‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬مباشرة‭ ‬انصب‭ ‬على‭ ‬إرهاب‭ ‬بعض‭ ‬الجماعات‭ ‬الإسلامية،‭ ‬أشار‭ ‬كلارك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮"‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬العرقية‭ ‬القومية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬هائلة‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‮"‬‭ ‬مثل‭ ‬الجيش‭ ‬الجمهوري‭ ‬الأيرلندي‭ ‬وحركة‭ ‬إيتا‭ ‬الانفصالية‭ ‬بإقليم‭ ‬الباسك‭ ‬الإسباني،‭ ‬‮"‬قد‭ ‬سحبت‭ ‬أسلحتها‭ ‬وتلاشت‭ ‬في‭ ‬التاريخ‮"‬،‭ ‬وأن‭ ‬‮"‬‭ ‬مشهد‭ ‬الإرهاب‮"‬‭ ‬العالمي‭ ‬أضحى‭ ‬الآن‭ ‬‮"‬أكثر‭ ‬تنوعًا‮"‬‭.‬

كما‭ ‬تم‭ ‬تحديد‭ ‬اللامركزية‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تحول‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬العشرين‭ ‬الماضية‭. ‬ومحليًّا،‭ ‬شدد‭ ‬كلارك‭ ‬على‭ ‬الارتفاع‭ ‬الواضح‭ ‬في‭ ‬هجمات‭ ‬‮"‬الذئاب‭ ‬المنفردة‮"‬،‭ ‬التي‭ ‬يتصرف‭ ‬مرتكبوها‭ ‬‮"‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬مساعدة‭ ‬خارجية‭ ‬أو‭ ‬تحريض‮"‬‭. ‬يصعب‭ ‬على‭ ‬مسؤولي‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والشرطة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬اكتشاف‭ ‬هذه‭ ‬التهديدات‭ ‬ومنعها‭ ‬لأنها‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تترك‭ ‬أثرًا‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬مؤشر‭ ‬على‭ ‬نواياها‭ ‬قبل‭ ‬تنفيذ‭ ‬أعمال‭ ‬عنف‭. ‬وعن‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف،‭ ‬أشار‭ ‬كلارك‭ ‬إلى‭ ‬المفهوم‭ ‬الشائع‭ ‬لـ"المقاومة‭ ‬بلا‭ ‬قيادة‮"‬،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬الأكثر‭ ‬رسوخًا‭ ‬والأكبر‭ ‬مثل‭ ‬داعش‭ ‬والقاعدة‭ ‬قد‭ ‬فقدت‭ ‬قادتها‭ ‬في‭ ‬‮"‬حملات‭ ‬لا‭ ‬هوادة‭ ‬فيها"؛‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬مجموعات‭ ‬أصغر‭ ‬تمثل‭ ‬تحديًا‭ ‬أمنيًّا‭ ‬قويًّا‭.‬

وبالتوازي‭ ‬مع‭ ‬احتمالية‭ ‬امتلاك‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬مواطني‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬للوسائل‭ ‬اللازمة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬هجمات‭ ‬مميتة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬سلط‭ ‬الخبراء‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مخاطر‭ ‬البيانات‭ ‬والمعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬تحذير‭ ‬وزير‭ ‬الأمن‭ ‬الداخلي‭ ‬الأمريكي‭ ‬أليخاندرو‭ ‬مايوركاس،‭ ‬من‭ ‬كيفية‭ ‬تبنّي‭ ‬مواطني‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لأيديولوجية‭ ‬إرهابية‭ ‬أجنبية‭ ‬تحث‭ ‬على‭ ‬العنف،‭ ‬وإنما‭ ‬‮"‬لأيديولوجية‭ ‬تحث‭ ‬على‭ ‬الكراهية،‭ ‬ومناهضة‭ ‬الحكومات‭ ‬الرسمية‮"‬‭ ‬تعززها‭ ‬‮"‬روايات‭ ‬كاذبة‭ ‬منشورة‭ ‬على‭ ‬المنصات‭ ‬الإلكترونية‮"‬‭. ‬وبات‭ ‬واضحًا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الديناميكية‭ ‬لا‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬فقط،‭ ‬حيث‭ ‬أشار‭ ‬ليستر‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬تأثير‭ ‬‮"‬دمقرطة‭ ‬الإنترنت‭ ‬وآليات‭ ‬نشر‭ ‬المحتوى‮"‬‭ ‬في‭ ‬‮"‬المناطق‭ ‬المتخلفة‭ ‬والريفية‮"‬‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وآسيا‭ ‬وأفريقيا‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬‮"‬أعمال‭ ‬الدعاية‭ ‬للأنشطة‭ ‬الإرهابية‮"‬‭.‬

كما‭ ‬يجب‭ ‬أيضًا‭ ‬مراعاة‭ ‬دور‭ ‬الحكومات‭ ‬الأجنبية‭ ‬المعادية‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬معلومات‭ ‬مضللة‭ ‬بهدف‭ ‬تأجيج‭ ‬التوترات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬داخل‭ ‬دول‭ ‬غربية‭ ‬ما‭. ‬وأشار‭ ‬كلارك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دولًا‭ ‬مثل‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬لطالما‭ ‬كانت‭ ‬‮"‬تقوم‭ ‬بحملات‭ ‬تضليلة‭ ‬لتغذية‭ ‬منابع‭ ‬الإرهاب‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬بقاع‭ ‬أخرى‭ ‬مختلفة‮"‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نشر‭ ‬‮"‬الروايات‭ ‬المثيرة‭ ‬للانقسام‭ ‬والفتنة‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‮"‬‭ ‬الرامية‭ ‬‮"‬لزرع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المعارضة‮"‬‭ ‬والترويج‭ ‬لمفاهيم‭ ‬‮"‬اعتماد‭ ‬منهجية‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬وتكتيكات‭ ‬الانتفاضات‭ ‬المحلية‮"‬‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أضاف‭ ‬ليستر‭ ‬أن‭ ‬‮"‬وتيرة‭ ‬وحجم‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬الخادعة‭ ‬التي‭ ‬ترعاها‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬النامي‭ ‬قد‭ ‬ولّدت‭ ‬ظروفًا‭ ‬مهيئة‭ ‬للتطرف‭ ‬العنيف‮"‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬‮"‬تشتيت‭ ‬انتباه‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬وتشجيعه‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬انتباهه‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬التطرف‮"‬‭.‬

ولعل‭ ‬العنصر‭ ‬الآخر‭ ‬المقلق‭ ‬بشأن‭ ‬الهجمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬هو‭ ‬كيف‭ ‬أصبح‭ ‬هذا‭ ‬العنف‭ ‬أكثر‭ ‬تكرارًا‭ ‬وأكثر‭ ‬فتكًا‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭. ‬ومن‭ ‬الواضح‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬الهجمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬قد‭ ‬ازدادت‭ ‬فتكًا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة؛‭ ‬حيث‭ ‬سلط‭ ‬كلارك‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬1994‭ ‬و2013‭ ‬‮"‬قُتل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثمانية‭ ‬أفراد‭ ‬في‭ ‬هجمات‭ ‬إرهابية‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬بأكملها‮"‬‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬ولكن‭ ‬عند‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬الحسبان‭ ‬تفجير‭ ‬أوكلاهوما‭ ‬سيتي‭ ‬عام‭ ‬1995،‭ ‬وهجمات‭ ‬مركز‭ ‬التجارة‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2001،‭ ‬وهجوم‭ ‬‮"‬فورت‭ ‬هود‮"‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2009،‭ ‬والتي‭ ‬وقعت‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2014‭ ‬و2021،‭ ‬‮"‬بلغ‭ ‬متوسط‭  ‬عدد‭ ‬القتلى‭ ‬سنويًا‭ ‬واحدًا‭ ‬وثلاثين‮"‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬‮"‬ظهرت‭ ‬القوة‭ ‬الفتاكة‭ ‬المتزايدة‭ ‬للأنشطة‭ ‬الإرهابية‮"‬‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬تم‭ ‬الاستشهاد‭ ‬بتوافر‭ ‬الأسلحة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإمكانية‭ ‬قيام‭ ‬المهاجمين‭ ‬بشراء‭ ‬وإنتاج‭ ‬أنواع‭ ‬خاصة‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬عنصر‭ ‬يمثل‭ ‬خطورة‭ ‬أمنية‭. ‬وفي‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮"‬الإصابات‭ ‬الجماعية‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬ارتكاب‭ ‬الأعمال‭ ‬الإرهابية‮"‬‭ ‬تعتبر‭ ‬نتيجة‭ ‬واضحة‭ ‬‮"‬لأهمية‭ ‬الدعاية‭ ‬لتبنّي‭ ‬هجوم‭ ‬أو‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الهجمات‮"‬،‭ ‬أشار‭ ‬كلارك‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ظهور‭ ‬التقنيات‭ ‬الجديدة،‭ ‬مثل‭ ‬الطباعة‭ ‬ثلاثية‭ ‬الأبعاد‭ ‬والتوافر‭ ‬للطائرات‭ ‬المسيرة‭ ‬التجارية،‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬التهديد‭ ‬بهجمات‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أفاد‭ ‬كلارك‭ ‬أن‭ ‬محاولات‭ ‬حصول‭ ‬الإرهابيين‭ ‬على‭ ‬أسلحة‭ ‬دمار‭ ‬شامل‭ ‬‮"‬تظل‭ ‬سيناريو‭ ‬مرعبًا‮"‬‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬مسؤولي‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬مواجهته‭. ‬وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬اتضح‭ ‬أن‭ ‬الضرر‭ ‬الواضح‭ ‬الذي‭ ‬لحق‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬‮"‬زاد‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬الإرهابيين‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬المواد‭ ‬والمعرفة‭ ‬اللازمة‭ ‬لشن‭ ‬هجوم‭ ‬إرهابي‭ ‬بيولوجي‭ ‬مماثل‮"‬‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬تم‭ ‬التركيز‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬مخاطر‭ ‬الأعمال‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يرتكبها‭ ‬المواطنون‭ ‬المحليون‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغربية،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استبعاد‭ ‬التهديدات‭ ‬المستمرة‭ ‬التي‭ ‬تشكلها‭ ‬المجموعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬المنظمة‭ ‬الكبرى‭ ‬مثل‭ ‬داعش‭ ‬والقاعدة‭. ‬وقد‭ ‬أكد‭ ‬ليستر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬‮"‬تطورت‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‮"‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮"‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬الظروف‭ ‬الجديدة‭ ‬وإظهار‭ ‬نوع‭ ‬المرونة‭ ‬والصبر‭ ‬الاستراتيجي‮"‬‭ ‬الذي‭ ‬‮"‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬فشلت‭ ‬دول‭ ‬في‭ ‬تلبيته‮"‬‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأخطار‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي،‭ ‬أضاف‭ ‬ليستر‭ ‬أن‭ ‬‮"‬مساحات‭ ‬شاسعة‭ ‬من‭ ‬أفريقيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وجنوب‭ ‬آسيا‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬غير‭ ‬مستقرة‭ ‬لسنوات‭ ‬قادمة،‭ ‬جراء‭ ‬قضايا‭ ‬تتعلق‭ ‬بالمخدرات‭ ‬والأسلحة‭ ‬وتهريب‭ ‬البشر‮"‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الجريمة‭ ‬المنظمة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الآن‭ ‬أصبحت‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭ ‬بـ"جهات‭ ‬فاعلة‭ ‬إرهابية‮"‬‭.‬

ولعل‭ ‬العنصر‭ ‬الآخر‭ ‬المثير‭ ‬للقلق‭ ‬هو‭ ‬الزيادة‭ ‬المحتملة‭ ‬للأنشطة‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬ترعاها‭ ‬الدول،‭ ‬وهي‭ ‬ديناميكية‭ ‬قال‭ ‬عنها‭ ‬كلارك‭ ‬إنها‭ ‬‮"‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحفز‭ ‬تصاعد‭ ‬وتيرة‭ ‬تشكل‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬بدافع‭ ‬القومية‭ ‬العرقية‭ ‬والانفصالية‮"‬،‭ ‬كما‭ ‬يعتبر‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬حاليًا‭ ‬أنظمة‭ ‬سوريا‭ ‬وإيران‭ ‬وكوريا‭ ‬الشمالية‭ ‬وكوبا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الراعية‭ ‬للإرهاب،‭ ‬وقد‭ ‬تردد‭ ‬حاليًا‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬إصدار‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التوصيف‭ ‬بحق‭ ‬روسيا،‭ ‬وأكد‭ ‬كلارك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬‮"‬قليلا‭ ‬من‭ ‬الشك‮"‬‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬روسيا‭ ‬‮"‬مؤهلة‭ ‬كدولة‭ ‬راعية‭ ‬للإرهاب‮"‬‭ ‬بسبب‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬الموثقة‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬ضد‭ ‬الأوكرانيين‭ ‬خلال‭ ‬غزوها‭ ‬الذي‭ ‬دام‭ ‬سبعة‭ ‬أشهر‭ ‬وقد‭ ‬يطول،‭ ‬ومن‭ ‬جانبه‭ ‬أوضح‭ ‬مارك‭ ‬تمنيكي،‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬‮"‬أوراسيا‮"‬‭ ‬التابع‭ ‬للمجلس‭ ‬الأطلسي،‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التصنيف‭ ‬‮"‬يخلق‭ ‬حواجز‭ ‬جديدة‭ ‬كبرى‭ ‬أمام‭ ‬المشاركة‭ ‬الروسية‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولي‮"‬،‭ ‬ولكن،‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬النقاد،‭ ‬هذا‭ ‬التصنيف‭ ‬يجعل‭ ‬موسكو‭ ‬بصدد‭ ‬رفض‭ ‬أية‭ ‬تسوية‭ ‬تفاوضية‭ ‬للحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭.‬

وبعيدًا‭ ‬عن‭ ‬روسيا،‭ ‬أشار‭ ‬غرايم‭ ‬وود،‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬‮"‬ذا‭ ‬أتلانتك‮"‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬وأذرعه‭ ‬يستخدم‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬الأساليب‭ ‬الإرهابية‭ ‬لاستهداف‭ ‬الدول‭ ‬المعادية،‭ ‬ووصف‭ ‬جهوده‭ ‬ضد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬منذ‭ ‬وفاة‭ ‬الجنرال‭ ‬قاسم‭ ‬سليماني‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مخططٌ‭ ‬لاغتيال‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬جون‭ ‬بولتون،‭ ‬يمكن‭ ‬وصفها‭ ‬بـ"الغبية‮"‬‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬المخاطر‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تشكلها‭ ‬التهديدات‭ ‬الإرهابية‭ ‬للدول‭ ‬الغربية،‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬داخليًّا‭ ‬أو‭ ‬خارجيًّا،‭ ‬تم‭ ‬انتقاد‭ ‬نهج‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الحالي‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والمعني‭ ‬بتفضيل‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬نهج‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬عبر‭ ‬الأفق‭ (‬OTH‭) ‬الذي‭ ‬يتميز‭ ‬باستخدام‭ ‬الضربات‭ ‬الجوية‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬الأهداف‭ ‬ذات‭ ‬الخطورة‭ ‬العالية،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أشار‭ ‬ليستر‭ ‬إلى‭ ‬فشل‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬‮"‬أي‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬والعمليات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تهيمن‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‮"‬‭. ‬وأضاف‭ ‬كلارك،‭ ‬أن‭ ‬تقليل‭ ‬تركيز‭ ‬الحكومات‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬استمرار‭ ‬المخاطر‭ ‬الأمنية‭ ‬الراهنة‭ ‬يتطلب‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬‮"‬أكثر‭ ‬ذكاءً‮"‬‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬خطورة‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬حيث‭ ‬“من‭ ‬الضروري‭ ‬فهم‭ ‬المظالم‭ ‬التي‭ ‬تحفز‭ ‬ظاهرة‭ ‬العنف‭ ‬السياسي‭ ‬والإرهاب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬صياغة‭ ‬استجابة‭ ‬شاملة‭ ‬لمواجهتها‭.‬

في‭ ‬النهاية،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬التصورات‭ ‬بشأن‭ ‬خطر‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬قد‭ ‬تراجعت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬منذ‭ ‬هجمات‭ ‬11‭ ‬سبتمبر،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬مسائل‭ ‬التضليل‭ ‬المعلوماتية،‭ ‬وتغير‭ ‬المناخ،‭ ‬والهجمات‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬ويرى‭ ‬كلارك‭ ‬أن‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬ستكون‭ ‬‮"‬غير‭ ‬مستعدة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‮"‬‭ ‬لأي‭ ‬ارتفاع‭ ‬لمستويات‭ ‬الهجمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬المحلي‭ ‬والدولي،‭ ‬وكذلك‭ ‬انتشار‭ ‬موجات‭ ‬الفكر‭ ‬المتطرف‭. ‬ووسط‭ ‬انخفاض‭ ‬الاهتمام‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬صانعي‭ ‬السياسات‭ ‬والتمويل‭ ‬المحدود‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬أشار‭ ‬ليستر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮"‬ممارسي‭ ‬ومسؤولي‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬سيواجهون‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة‮"‬‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة،‭ ‬ولذلك‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬بشكل‭ ‬عاجل‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬صانعو‭ ‬السياسات‭ ‬‮"‬بتأطير‭ ‬وصياغة‭ ‬استجابات‭ ‬سياسية‭ ‬لإنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬والاستعداد‭ ‬للتطورات‭ ‬المستمرة‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬الأنشطة‭ ‬الإرهابية‭ ‬والتطرف‭ ‬والعنف‮"‬‭.‬

{ انتهى  }
bottom of page