top of page

19/10/2022

النفاق الغربي بين الحالة الروسية والحالة الإسرائيلية

لقد‭ ‬قوبلت‭ ‬عملية‭ ‬ضم‭ ‬روسيا‭ ‬لأربع‭ ‬مقاطعات‭ ‬أوكرانية،‭ ‬بعد‭ ‬إجراء‭ ‬استفتاءات وصفت‭ ‬بالصورية،‭ ‬بإدانة شديدة من‭ ‬قِبَل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحكومات‭ ‬وخاصة‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نشاهد‭ ‬أو‭ ‬نسمع‭ ‬أو‭ ‬نقرأ‭ ‬عن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الإدانات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬تلك‭ ‬الحكومات‭ ‬لإسرائيل‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بعمليات‭ ‬ضم‭ ‬معظم‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬وسمحت‭ ‬وأطلقت‭ ‬العنان‭ ‬لقواتها‭ ‬بارتكاب‭ ‬انتهاكات‭ ‬وإجراءات‭ ‬صارخة‭. ‬فالرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬أعلن‭ ‬أنه‭ ‬صهيوني‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يهوديًا‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬زيارته‭ ‬لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي،‭ ‬وأكد‭ ‬استمرار‭ ‬الدعم‭ ‬الأمريكي‭ ‬لها‭. ‬وقبل‭ ‬أيام،‭ ‬اعترفت‭ ‬رئيسة‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطانية‭ ‬ليز‭ ‬تراس‭ ‬أيضًا‭ ‬بأنها‭ ‬صهيونية‭ ‬وتدعم‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬إسرائيل‭ ‬وأنها‭ ‬ستتبع‭ ‬خطوات‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬بنقل‭ ‬سفارتها‭ ‬من‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬إلى‭ ‬القدس،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬رآه‭ ‬المحللون‭ ‬أنه‭ ‬تغيير‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬ملامح‭ ‬السياسة‭ ‬البريطانية‭ ‬التقليدية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ويبدي‭ ‬مدى‭ ‬موافقتها‭ ‬على‭ ‬ممارسات‭ ‬إسرائيل‭ ‬وخرقها‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬وقرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬الموقعة،‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تصريحات‭ ‬مماثلة‭ ‬تقريبًا‭ ‬لمسؤولين‭ ‬فرنسيين‭ ‬وألمان‭ ‬وإيطاليين‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬زعماء‭ ‬أوروبيين‭ ‬مؤيدين‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬ويتجاهلون‭ ‬ممارسات‭ ‬إسرائيل‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تختلف‭ ‬عما‭ ‬فعله‭ ‬بوتين‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭.‬

ويشكل‭ ‬ضم‭ ‬روسيا‭ ‬لأربعة‭ ‬أقاليم‭ ‬أوكرانية،‭ ‬خطوة‭ ‬غير‭ ‬قانونية،‭ ‬حيث‭ ‬شهدت‭ ‬عملية‭ ‬الاستفتاءات‭ ‬التي‭ ‬أجريت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حث‭ ‬السكان‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬كما‭ ‬أفادت‭ ‬التقارير،‭ ‬كانت‭ ‬نتائجها‭ ‬متوقعة؛‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬99%‭ ‬من‭ ‬الأوكرانيين‭ ‬يؤيدون‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬مقاطعة‭ ‬دونيتسك،‭ ‬و98%‭ ‬في‭ ‬لوهانسك،‭ ‬و93%‭ ‬في‭ ‬زابوروجيا،‭ ‬و87%‭ ‬في‭ ‬خيرسون‭.‬

وأعلن‭ ‬بوتين‭ ‬رسميًّا‭ ‬نتائج‭ ‬عمليات‭ ‬الضم‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬أقامه‭ ‬بالكرملين،‭ ‬بأن‭ ‬سكان‭ ‬المناطق‭ ‬الأربع‭ ‬سيكونون‭ ‬روسيين‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬الأبد‮»‬،‭ ‬وحاول‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬الانتقادات‭ ‬الدولية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إلقاء‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬‮«‬النظام‭ ‬الاستعماري‮»‬‭ ‬الغربي‭ ‬التي‭ ‬تتبناه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لتقسيم‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬متحضرة‭ ‬ودول‭ ‬متوحشة،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬لها‭ ‬حق‭ ‬أخلاقي‮»‬‭ ‬في‭ ‬ذلك‭.‬

وليس‭ ‬مستغربًا‭ ‬أن‭ ‬تثير‭ ‬تصرفات‭ ‬موسكو‭ ‬إدانة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬المراقبين‭ ‬والباحثين‭ ‬في‭ ‬الغرب؛‭ ‬فقد‭ ‬وصفت‭ ‬نائبة‭ ‬مدير‭ ‬مركز‭ ‬أوراسيا‭ ‬بالمجلس‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬ميليندا‭ ‬هارينغ‮»‬‭ ‬وفلاديسلاف‭ ‬دافيدزون‭ ‬بمجلة‭ ‬تابلت‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬فورين‭ ‬بوليسي،‭ ‬الأراضي‭ ‬التي‭ ‬ضمتها‭ ‬روسيا‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬مسرح‭ ‬جريمة‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬الاستفتاء‭ ‬يعتبر‭ ‬إجراء‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬انتهاك‭ ‬جديد‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬أظهر‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬‮«‬يائس‮»‬‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬‮«‬فرض‭ ‬خطته‭ ‬لغزو‭ ‬أوكرانيا‮»‬‭ ‬دون‭ ‬‮«‬أي‭ ‬محاسبة‭ ‬لجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬هو‭ ‬وأتباعه‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬عكس‭ ‬عمليات‭ ‬الضم‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬روسيا،‭ ‬فإن‭ ‬عمليات‭ ‬الضم‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬للجولان‭ ‬السوري‭ ‬وللأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬يمتد‭ ‬لعقود‭ ‬عديدة‭ ‬إلى‭ ‬الوراء،‭ ‬منذ‭ ‬يونيو‭ ‬عام‭ ‬1967‭ ‬وما‭ ‬بعدها،‭ ‬ويعتمد‭ ‬بالأساس‭ ‬على‭ ‬امتلاك‭ ‬قواتها‭ ‬تفوقًا‭ ‬عسكريًّا‭ ‬كبيرًا‭. ‬ولطالما‭ ‬سمحت‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بمصادرة‭ ‬الأراضي‭ ‬ودعم‭ ‬وتوسيع‭ ‬المستوطنات‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ (‬700‭ ‬ألف‭ ‬مستوطن‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬مستوطنات‭ ‬أقيمت‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭) ‬وتهويد‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬وبسط‭ ‬سيطرتها‭ ‬عليها‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬أحدث‭ ‬الجهود‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬قرار‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للتخطيط‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2022‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬4000‭ ‬منزل‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭.‬

وردًّا‭ ‬على‭ ‬ضم‭ ‬بوتين‭ ‬للأراضي‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬سارع‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬إلى‭ ‬استنكار‭ ‬تلك‭ ‬الخطوة‭ ‬باعتبارها‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تتمتع‭ ‬بالشرعية‮»‬،‭ ‬وتنتهك‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬واستهانة‭ ‬بميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وبقراراتها‮»‬‭ ‬و«إظهار‭ ‬ازدرائه‭ ‬لها‮»‬،‭ ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬سيحشد‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬‮«‬إدانة‮»‬‭ ‬تصرفات‭ ‬بوتين‭ ‬و‮«‬محاسبة‭ ‬روسيا‮»‬،‭ ‬مضيفًا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أمريكا‭ ‬وحلفاءها‭ ‬لن‭ ‬يخيفهم‭ ‬بوتين‭ ‬وتهديداته‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬تناقض‭ ‬صارخ،‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬بايدن‭ ‬عن‭ ‬ضم‭ ‬بوتين‭ ‬للأراضي‭ ‬الأوكرانية‭ ‬وعن‭ ‬الاستهانة‭ ‬بميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وانتهاك‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬أشار‭ ‬جوناثان‭ ‬غاير،‭ ‬بموقع‭ ‬‮«‬فوكس‮»‬‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬بايدن‭ ‬‮«‬بدا‭ ‬صامتًا‭ ‬أمام‭ ‬عمليات‭ ‬الضم‭ ‬والانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ومسألة‭ ‬بناء‭ ‬المستوطنات،‭ ‬وزيادة‭ ‬النشاط‭ ‬الاستيطاني‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تولى‭ ‬منصبه‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2021،‭ ‬ولم‭ ‬تتراجع‭ ‬إدارته‭ ‬عن‭ ‬قرارها‭ ‬السابق‭ ‬لعام‭ ‬2019‭ ‬الذي‭ ‬اعتبر‭ ‬أن‭ ‬المستوطنات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬‮«‬ليست‭ ‬بالضرورة‭ ‬غير‭ ‬قانونية‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬صحيفة‭ ‬الجارديان،‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬قد‭ ‬حافظت‭ ‬على‭ ‬موقف‭ ‬نقل‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬القدس،‭ ‬كما‭ ‬اختارت‭ ‬عدم‭ ‬إعادة‭ ‬فتح‭ ‬القنصلية‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬القدس،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬تعهدت‭ ‬بإعادة‭ ‬فتحه‭ ‬خلال‭ ‬حملتها‭ ‬الانتخابية‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬صرح‭ ‬بايدن‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬يظل‭ ‬‮«‬أفضل‭ ‬طريقة‭ ‬لضمان‭ ‬مستقبل‭ ‬متساوٍ‭ ‬من‭ ‬الحرية‭ ‬والازدهار‭ ‬والديمقراطية‭ ‬للإسرائيليين‭ ‬والفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‮»‬،‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬إدارته‭ ‬أدنى‭ ‬إدانة‭ ‬أو‭ ‬معالجة‭ ‬للظلم‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬سعت‭ ‬لإحياء‭ ‬العملية‭ ‬السلمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مفاوضات‭ ‬ترعاها‭ ‬إدارته،‭ ‬مما‭ ‬دفع‭ ‬الباحثين‭ ‬والمعلقين‭ ‬للحكم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬خطابه‮»‬‭ ‬يجعله‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬مماثلا‭ ‬لما‭ ‬كانت‭ ‬تفعله‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬السابقة‭.‬

ولا‭ ‬يمكن‭ ‬مقارنة‭ ‬إدانة‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬لضم‭ ‬روسيا‭ ‬للمقاطعات‭ ‬الأوكرانية‭ ‬بمعارضتها‭ ‬الصامتة‭ ‬والخجولة‭ ‬للانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المماثلة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد؛‭ ‬ففي‭ ‬حين‭ ‬أصرت‭ ‬رئيسة‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطانية‭ ‬ليز‭ ‬تراس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصريحات‭ ‬نارية‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يُسمح‭ ‬لروسيا‭ ‬‮«‬بتغيير‭ ‬الحدود‭ ‬الدولية‭ ‬باستخدام‭ ‬القوة‭ ‬الغاشمة‮»‬‭ ‬في‭ ‬‮«‬حربها‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬التصريحات‭ ‬الخجولة‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطانية‭ ‬بشأن‭ ‬بناء‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬المستوطنات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الانتهاكات‭ ‬التي‭ ‬ترتكب‭ ‬لم‭ ‬تُقابل‭ ‬سوى‭ ‬بمعارضة‭ ‬ضعيفة،‭ ‬نذكر‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬بيان‭ ‬الوزارة‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2021‭ ‬أفادت‭ ‬فيه‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬قلقة‭ ‬‮»‬‭ ‬من‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬المستوطنات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وحث‭ ‬وزير‭ ‬شؤون‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬جيمس‭ ‬كليفرلي،‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬العام‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬‮«‬التراجع‮»‬‭ ‬عن‭ ‬قرارها‭ ‬ببناء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المستوطنات‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬‮«‬عقبة‭ ‬أمام‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‮»‬‭.‬

ولعل‭ ‬أخر‭ ‬مثال‭ ‬الأكثر‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬مستعدة‭ ‬لقبول‭ ‬أو‭ ‬التغاضي‭ ‬عن‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬مساءلة‭ ‬هو‭ ‬سعيها‭ ‬نحو‭ ‬نقل‭ ‬السفارة‭ ‬البريطانية‭ ‬من‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬إلى‭ ‬القدس،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أكده‭ ‬‮«‬ها‭ ‬هيلير‮»‬،‭ ‬من‭ ‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للخدمات‭ ‬المتحدة،‭ ‬بأن‭ ‬خطوة‭ ‬النقل‭ ‬‮«‬اعتراف‭ ‬بأن‭ ‬غزو‭ ‬إسرائيل‭ ‬واحتلالها‭ ‬للقدس‭ ‬الشرقية‭ ‬أمر‭ ‬شرعي‮»‬،‭ ‬ويمثل‭ ‬‮«‬رفضًا‭ ‬لتأييد‭ ‬بريطانيا‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭ ‬لخيار‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ستكون‭ ‬تلك‭ ‬الخطوة‭ ‬‮«‬مسمارًا‭ ‬أخيرًا‮»‬‭ ‬في‭ ‬نعش‭ ‬سياسة‭ ‬اتبعتها‭ ‬لندن‭ ‬لعقود‭ ‬‮«‬سمحت‭ ‬لبريطانيا‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬علاقات‭ ‬جيدة‭ ‬مع‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬والفلسطينيين‮»‬‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬تلقت‭ ‬كييف‭ ‬مليارات‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬آخرها‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬المدفعية‭ ‬والألغام‭ ‬والمركبات‭ ‬بقيمة‭ ‬625‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أمتها‭. ‬وأدان‭ ‬الفيلسوف‭ ‬السلوفيني‭ ‬سلافوي‭ ‬جيجيك،‭ ‬مدير‭ ‬معهد‭ ‬بيركبيك‭ ‬للعلوم‭ ‬الإنسانية‭ ‬بجامعة‭ ‬لندن،‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬‮«‬بشكل‭ ‬معقول‮»‬‭ ‬إزاء‭ ‬طلب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬أسلحة‭ ‬‮«‬لمحاربة‭ ‬الجنود‭ ‬الروس‮»‬،‭ ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬‮«‬يطلب‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬دعمًا‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬نوع،‭ ‬فهم‭ ‬لا‭ ‬يتلقون‭ ‬سوى‭ ‬تصريحات‭ ‬فارغة،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬مصحوبة‭ ‬بإعلانات‭ ‬تضامن‭ ‬مع‭ ‬مضطهديهم‭ ‬الإسرائيليين‮»‬،‭ ‬وبمقارنة‭ ‬الوضعين‭ ‬الأوكراني‭ ‬والفلسطيني،‭ ‬شبّه‭ ‬جيجك‭ ‬أوكرانيا‭ ‬بـ«الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬الفلسطينية‮»‬‭.‬

ومؤخرًا،‭ ‬انتقد‭ ‬المسؤولون‭ ‬الأوكرانيون‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية؛‭ ‬لعدم‭ ‬تقديمها‭ ‬المساعدة‭ ‬لهم،‭ ‬وأعرب‭ ‬زيلينسكي‭ ‬عن‭ ‬‮«‬صدمته‮»‬‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬قيام‭ ‬إسرائيل‭ ‬بتزويد‭ ‬كييف‭ ‬بالدعم‭ ‬العسكري،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬محادثاته‭ ‬مع‭ ‬القيادة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لم‭ ‬ينتج‭ ‬عنها‭ ‬أي‭ ‬نتائج‭ ‬إيجابية‭ ‬لمساعدة‭ ‬أوكرانيا‮»‬‭.‬

وربما‭ ‬يشير‭ ‬رفض‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لمساعدة‭ ‬الأوكرانيين‭ ‬إلى‭ ‬الاعتراف‭ ‬ضمنيًا‭ ‬بأن‭ ‬احتلالها‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أشبه‭ ‬باحتلال‭ ‬الروس‭ ‬للأراضي‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬وأن‭ ‬محنة‭ ‬الأوكرانيين‭ ‬تشبه‭ ‬محنة‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬الذين‭ ‬يقاتلون‭ ‬احتلالًا‭ ‬ويقاومون‭ ‬محاولات‭ ‬ضم‭ ‬أراضيهم‭.‬

في‭ ‬النهاية،‮ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬المعايير‭ ‬المزدوجة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكارها‭ ‬بين‭ ‬الدعم‭ ‬العام‭ ‬الغربي‭ ‬لقوات‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وإدانة‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الروسية‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬وبين‭ ‬الصمت‭ ‬الغربي‭ ‬إزاء‭ ‬محنة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬وتوسيع‭ ‬إسرائيل‭ ‬لنطاق‭ ‬ضم‭ ‬أراض‭ ‬وبناء‭ ‬مستوطنات‭ ‬وتهجير‭ ‬قسري‭ ‬للمواطنين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وقمع‭ ‬حركات‭ ‬المعارضة‭. ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬مثال‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬لإعادة‭ ‬تقييم‭ ‬مواقفها‭ ‬السياسية‭ ‬الظالمة‭ ‬ومراجعتها،‭ ‬اختارت‭ ‬حكومتا‭ ‬واشنطن‭ ‬ولندن‭ ‬إما‭ ‬تجاهل‭ ‬قرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بشأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬وانتهاكاتها‭ ‬الصارخة‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬أو‭ -‬كما‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭- ‬الاستعداد‭ ‬لتقديم‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الاعتراف‭ ‬بشرعية‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نقل‭ ‬سفارتها‭ ‬إلى‭ ‬القدس‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يكفيها‭ ‬جريمة‭ ‬وعد‭ ‬بلفور‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطاني‭ ‬عام‭ ‬1917‭ ‬الذي‭ ‬وعد‭ ‬بمنح‭ ‬أراض‭ ‬لا‭ ‬يملكها‭ ‬لمن‭ ‬لا‭ ‬يستحقها‭.‬

ولأول‭ ‬مرة‭ ‬منذ‭ ‬2017،‭ ‬حين‭ ‬صدر‭ ‬تقريره‭ ‬الأول،‭ ‬يضع‭ ‬مركز‭ ‬التنافسية‭ ‬العالمي‭ ‬التابع‭ ‬للمعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للتنمية‭ ‬الإدارية،‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬2022‭ ‬ضمن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬يرصدها‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬التنافسية‭ ‬الرقمية‭ ‬العالمية،‭ ‬الذي‭ ‬يتناول‭ ‬64‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬52‭ ‬مؤشرًا،‭ ‬حيث‭ ‬جاءت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬32‭ ‬عالميًّا،‭ ‬واحتلت‭ ‬مراكز‭ ‬متقدمة‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مؤشرات‭ ‬هذه‭ ‬التنافسية،‭ ‬فجاءت‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬السادسة‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الاتصالات،‭ ‬و11‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني،‭ ‬و14‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الاتصالات‭ ‬والسابعة‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬الخبرة‭ ‬العالمية،‭ ‬و13‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬المهارات‭ ‬الرقمية‭ ‬التكنولوجية،‭ ‬و13‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬الموهوبين،‭ ‬وجاءت‭ ‬المملكة‭ ‬ضمن‭ ‬أفضل‭ ‬15‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬مؤشرًا،‭ ‬فجاءت‭ ‬الرابعة‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬مشتركي‭ ‬النطاق‭ ‬العريض‭ ‬المتنقل‭ ‬ومستخدمي‭ ‬الإنترنت،‭ ‬والثالثة‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬النساء‭ ‬الحاصلات‭ ‬على‭ ‬الدرجات‭ ‬العلمية،‭ ‬والسابعة‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬الخبرة‭ ‬الدولية‭ ‬للمدراء،‭ ‬و13‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬العولمة،‭ ‬و19‭ ‬عالميًّا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬عدد‭ ‬الباحثات‭.‬

وراء‭ ‬هذا‭ ‬الصعود‭ ‬جهودٌ‭ ‬ومثابرة‭ ‬وطنية‭ ‬مستمرة‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الألفية،‭ ‬مع‭ ‬تحرير‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬والنهضة‭ ‬التعليمية،‭ ‬وتدشين‭ ‬مدارس‭ ‬المستقبل‭ ‬المعتمدة‭ ‬على‭ ‬توظيف‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬ومبادرة‭ ‬التمكين‭ ‬الرقمي‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬المملكة،‭ ‬وتنمية‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات،‭ ‬وتحقيق‭ ‬جودة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬تكلفة‭ ‬خدمات‭ ‬الاتصالات،‭ ‬وإطلاق‭ ‬خدمات‭ ‬الحكومة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وتوسيع‭ ‬مجالاتها‭ ‬وتحقيق‭ ‬حوكمتها،‭ ‬وتغطيتها‭ ‬لكل‭ ‬المناطق‭ ‬لكل‭ ‬الأفراد‭ ‬وتعدد‭ ‬أدواتها،‭ ‬فيما‭ ‬أطلقت‭ ‬المملكة‭ ‬استراتيجية‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬2022‭ - ‬2026،‭ ‬ضمن‭ ‬أولويات‭ ‬خطة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وتضمنت‭ ‬أربعة‭ ‬محاور‭ ‬رئيسية‭: ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬دعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الرقمي،‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوكمة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وتطوير‭ ‬القدرات‭ ‬الرقمية‭. ‬

وجاءت‭ ‬المملكة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬الحرية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬معهد‭ ‬فريزر‭ ‬الكندي‭ ‬2022،‭ ‬متقدمة‭ ‬26‭ ‬مرتبة‭ ‬عن‭ ‬السنة‭ ‬السابقة،‭ ‬واحتلت‭ ‬المرتبة‭ ‬الـ‭ ‬39‭ ‬عالميًّا‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬165‭ ‬دولة،‭ ‬فيما‭ ‬جاءت‭ ‬الأردن‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬على‭ ‬المنطقة،‭ ‬تليها‭ ‬الإمارات‭ ‬ثم‭ ‬قطر‭ ‬والسعودية‭ ‬ثم‭ ‬الكويت‭ ‬ثم‭ ‬سلطنة‭ ‬عُمان‭ ‬ثم‭ ‬المغرب،‭ ‬وتقدمت‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬متقدمة‭ ‬كإيطاليا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وكوريا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬ويقيس‭ ‬هذا‭ ‬المؤشر‭ ‬الحرية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭: ‬حجم‭ ‬الحكومة،‭ ‬الهيكلة‭ ‬القانونية،‭ ‬ضمان‭ ‬حقوق‭ ‬الملكية،‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الأموال‭ ‬بطريقة‭ ‬قانونية،‭ ‬حرية‭ ‬التجارة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي،‭ ‬التشريعات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالتسهيلات‭ ‬الائتمانية،‭ ‬وقوانين‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬وحصلت‭ ‬المملكة‭ ‬المرتبة‭ ‬13‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حرية‭ ‬التجارة،‭ ‬والمرتبة‭ ‬36‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الأموال‭ ‬بطريقة‭ ‬قانونية،‭ ‬و38‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التشريعات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالتسهيلات‭ ‬الائتمانية‭.‬

إن‭ ‬اقتصاد‭ ‬البحرين‭ ‬أصبح‭ ‬ينمو‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الثالث‭ ‬لعام‭ ‬2022‭ ‬بأسرع‭ ‬وتيرة‭ ‬منذ‭ ‬2016،‭ ‬بنسبة‭ ‬6‭.‬9‭% ‬على‭ ‬أساس‭ ‬سنوي،‭ ‬حيث‭ ‬شهدت‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬انتعاشًا‭ ‬قويًّا‭ ‬مدعومًا‭ ‬باستمرار‭ ‬تطور‭ ‬أداء‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية،‭ ‬ووصل‭ ‬قطاع‭ ‬الفنادق‭ ‬والمطاعم‭ ‬تسجيله‭ ‬لنسب‭ ‬النمو‭ ‬الأعلى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية،‭ ‬حيث‭ ‬شهد‭ ‬نموًّا‭ ‬بنسبة‭ ‬18‭.‬1‭% ‬بالأسعار‭ ‬الثابتة،‭ ‬وجاء‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬والمواصلات‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬15‭.‬1‭% ‬ثم‭ ‬الصناعات‭ ‬التحويلية‭ ‬7.6%،‭ ‬مدعومًا‭ ‬بنمو‭ ‬الكميات‭ ‬المنتجة‭ ‬في‭ ‬‮«‬ألبا،‭ ‬وبناغاز،‭ ‬وبابكو‮»‬‭ ‬ثم‭ ‬قطاع‭ ‬التجارة‭ ‬بنسبة‭ ‬7‭.‬5‭% ‬مع‭ ‬تحقيق‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬قيمة‭ ‬مبيعات‭ ‬نقاط‭ ‬البيع‭ ‬والتجارة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وبلغت‭ ‬نسبة‭ ‬نمو‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية‭ ‬7.1%‭ ‬والأنشطة‭ ‬العقارية‭ ‬وخدمات‭ ‬الأعمال‭ ‬4‭.‬5‭%‬،‭ ‬والمشروعات‭ ‬المالية‭ ‬3‭.‬6‭%‬،‭ ‬والبناء‭ ‬والتشييد‭ ‬2‭.‬6‭%‬،‭ ‬وشهدت‭ ‬المشاريع‭ ‬التنموية‭ ‬الكبرى‭ ‬الممولة‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬برنامج‭ ‬التنمية‭ ‬الخليجي‭ ‬تقدمًا‭ ‬ملحوظًا،‭ ‬مع‭ ‬ترسية‭ ‬مشاريع‭ ‬بقيمة‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬لتصبح‭ ‬قيمة‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬ترسيتها‭ ‬6‭.‬1‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬نتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬احتلت‭ ‬البحرين‭ ‬المرتبة‭ ‬11‭ ‬عالميًّا‭ ‬بين‭ ‬84‭ ‬اقتصادًا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬المشروعات‭ ‬الجديدة‭ ‬للاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر‭ ‬الذي‭ ‬تصدره‭ ‬مجلة‭ ‬فايننشال‭ ‬تايمز،‭ ‬ويحصر‭ ‬هذا‭ ‬المؤشر‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬10‭ ‬مشاريع‭ ‬ضمن‭ ‬مجالات‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭.‬

وخلال‭ ‬الثلاثة‭ ‬أرباع‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬أسفرت‭ ‬جهود‭ ‬مركز‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬عن‭ ‬استقطاب‭ ‬66‭ ‬مشروعًا،‭ ‬بإجمالي‭ ‬استثمارات‭ ‬مباشرة‭ ‬تبلغ‭ ‬921‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬وبنسبة‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬90%‭ ‬من‭ ‬هدف‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬المباشر‭ ‬لعام‭ ‬2022‭ ‬الذي‭ ‬حدده‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬مجلس‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وتسهم‭ ‬هذه‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬4715‭ ‬فرصة‭ ‬عمل،‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬الاتصالات‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات،‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الرقمي‭ ‬والخدمات‭ ‬المالية‭ ‬والصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬والصناعة‭ ‬والسياحة‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية‭.‬

أما‭ ‬تقرير‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬الذي‭ ‬يصدر‭ ‬عن‭ ‬البرنامج‭ ‬الإنمائي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬منذ‭ ‬32‭ ‬عامًا،‭ ‬فقد‭ ‬حافظت‭ ‬فيه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬مكانتها‭ ‬ضمن‭ ‬الدول‭ ‬الأعلى‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬واحتلت‭ ‬المملكة‭ ‬المرتبة‭ ‬35‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬2022،‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬191‭ ‬دولة،‭ ‬متقدمة‭ ‬7‭ ‬مراكز‭ ‬عن‭ ‬العام‭ ‬السابق،‭ ‬وجاء‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬زمن‭ ‬بلا‭ ‬يقين،‭ ‬حياة‭ ‬بلا‭ ‬استقرار،‭ ‬صياغة‭ ‬مستقبلنا‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يتحول‮»‬‭ ‬ويتعلق‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيره‭ ‬بالجوانب‭ ‬الحقوقية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬والدخل‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسية،‭ ‬وفي‭ ‬الصحة‭: ‬العمر‭ ‬المتوقع‭ ‬عند‭ ‬الميلاد،‭ ‬وقد‭ ‬بلغ‭ ‬متوسطه‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬78‭.‬8‭ ‬سنة،‭ ‬وفي‭ ‬التعليم‭: ‬سنوات‭ ‬التعليم‭ ‬المتوقعة‭ ‬ومتوسط‭ ‬سنوات‭ ‬التعليم،‭ ‬وبلغ‭ ‬عدد‭ ‬السنوات‭ ‬المتوقعة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬16‭.‬3‭ ‬سنة‭ ‬ومتوسط‭ ‬سنوات‭ ‬التعليم‭ ‬11‭ ‬سنة،‭ ‬وفي‭ ‬الدخل‭: ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬الدخل‭ ‬القومي‭ ‬الإجمالي،‭ ‬وقد‭ ‬بلغ‭ ‬متوسطه‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬39‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭ ‬سنويًّا،‭ ‬فيما‭ ‬أشار‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬قيمة‭ ‬مؤشرات‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬التحصيل‭ ‬الأكاديمي،‭ ‬وتفوق‭ ‬الفتيات‭ ‬على‭ ‬الأولاد‭ ‬في‭ ‬نتائج‭ ‬التعليم،‭ ‬وفيما‭ ‬يترنح‭ ‬العالم‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬أزمات‭ ‬متزامنة،‭ ‬حذر‭ ‬التقرير‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬العالم‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬بسبب‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات،‭ ‬حيث‭ ‬جعلت‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬معالجة‭ ‬جذور‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تعانيها،‭ ‬حتى‭ ‬تراجعت‭ ‬قيمة‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬عالميًّا‭ ‬إلى‭ ‬المستويات‭ ‬التي‭ ‬بلغتها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬وتجلت‭ ‬هذه‭ ‬القيمة‭ ‬في‭ ‬2022‭ ‬للسنة‭ ‬الثانية‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬90‭% ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭.‬

وفي‭ ‬مؤشرات‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬كما‭ ‬أبرزها‭ ‬تقرير‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬2022،‭ ‬بلغت‭ ‬الحياة‭ ‬المتوقعة‭ ‬عند‭ ‬الولادة‭ ‬للذكور‭ ‬77‭.‬8‭ ‬سنة‭ ‬والإناث‭ ‬80‭ ‬سنة،‭ ‬والسنوات‭ ‬المتوقعة‭ ‬للدراسة‭ ‬عند‭ ‬الذكور‭ ‬15‭.‬9‭ ‬سنة‭ ‬بينما‭ ‬الإناث‭ ‬17‭ ‬سنة،‭ ‬ومتوسط‭ ‬سنوات‭ ‬الدراسة‭ ‬للذكور‭ ‬11‭.‬2‭ ‬سنة‭ ‬والإناث‭ ‬10‭.‬8‭ ‬سنوات،‭ ‬ومتوسط‭ ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬الدخل‭ ‬القومي‭ ‬للذكور‭ ‬53‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭ ‬والإناث‭ ‬16‭ ‬ألف‭ ‬دولار،‭ ‬ووضع‭ ‬مؤشر‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬الذي‭ ‬يقيس‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬نوع‭ ‬الجنس‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الصحة‭ ‬والتمكين‭ ‬والوظائف‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬46‭ ‬عالميًّا‭ ‬متقدمة‭ ‬3‭ ‬مراكز‭ ‬عن‭ ‬السنة‭ ‬السابقة‭.‬

ويرصد‭ ‬تقرير‭ ‬المساواة‭ ‬والأعمال‭ ‬والقانون‭ ‬2022‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬تسجيل‭ ‬البحرين‭ ‬تقدمًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المؤشر‭ ‬عالميًّا‭ ‬وبين‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬حيث‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬65‭% ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المؤشر‭ ‬متقدمة‭ ‬18‭ ‬مركزا‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬واحد،‭ ‬وأشار‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬تقع‭ ‬ضمن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬تحسنًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬الدرجة‭ ‬النهائية،‭ ‬نتيجة‭ ‬التغيرات‭ ‬التشريعية‭ ‬المتعلقة‭ ‬ببند‭ ‬الأجور،‭ ‬حيث‭ ‬أحرزت‭ ‬الدرجة‭ ‬الكاملة‭ ‬100‭%‬،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬25‭% ‬في‭ ‬السنة‭ ‬السابقة،‭ ‬وطبقًا‭ ‬لنتائج‭ ‬تقرير‭ ‬المنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬دافوس‭ ‬لعام‭ ‬2021،‭ ‬والخاص‭ ‬بقياس‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬في‭ ‬156‭ ‬بلدًا‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬جاءت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬خليجيًّا‭ ‬والثاني‭ ‬عربيًّا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المشاريع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والفرص‭ ‬المتاحة‭ ‬أمام‭ ‬المرأة،‭ ‬وتمكنت‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬إغلاق‭ ‬63‭.‬2‭% ‬من‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬مقارنة‭ ‬بالمتوسط‭ ‬العالمي‭ ‬68‭%‬،‭ ‬وفي‭ ‬محور‭ ‬الصحة‭ ‬96‭% ‬مطابقة‭ ‬للمتوسط‭ ‬العالمي،‭ ‬وفاقت‭ ‬المتوسط‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬بنسبة‭ ‬98‭.‬5‭% ‬والمتوسط‭ ‬العالمي‭ ‬95‭%.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬تقدم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بتقرير‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬2022،‭ ‬يعكس‭ ‬تراجع‭ ‬هذه‭ ‬القيمة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬يعكس‭ ‬الجهد‭ ‬الوطني‭ ‬المبذول‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬هذه‭ ‬التنمية‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬المنصرم،‭ ‬والذي‭ ‬تُوِّج‭ ‬بإنشاء‭ ‬البحرين‭ ‬وزارة‭ ‬معنية‭ ‬بالتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬كأول‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬تقوم‭ ‬بذلك‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬ما‭ ‬توليه‭ ‬الحكومة‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستدامة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬هذه‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬رؤيتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030‭.‬

وعزز‭ ‬تقدم‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬مؤشرات‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬وضعها‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬السعادة‭ ‬العالمي‭ ‬2022،‭ ‬وهو‭ ‬التقرير‭ ‬الذي‭ ‬يصدر‭ ‬سنويًّا‭ ‬بإشراف‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬منذ‭ ‬نحو‭ ‬10‭ ‬سنوات،‭ ‬وفي‭ ‬2022‭ ‬حصدت‭ ‬المملكة‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬عربيًّا‭ ‬و31‭ ‬عالميًّا،‭ ‬فيما‭ ‬احتلت‭ ‬فنلندا‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬عالميًّا‭ ‬للسنة‭ ‬الخامسة‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬وفي‭ ‬2022‭ ‬حصدت‭ ‬فنلندا‭ ‬189‭ ‬نقطة‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬حصلت‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬185‭ ‬نقطة،‭ ‬كما‭ ‬حصلت‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬نقاط‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬مؤشرات‭: ‬الدعم‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وتوقعات‭ ‬الحياة‭ ‬الصحية،‭ ‬وحرية‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬المصيرية‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬ورصدته‭ ‬التقارير‭ ‬الدولية‭ ‬هو‭ ‬نتاج‭ ‬جهد‭ ‬وطني‭ ‬متصل‭ ‬قادته‭ ‬رؤى‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬وسياساته‭ ‬الإصلاحية،‭ ‬وجهود‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع،‭ ‬نحو‭ ‬الإسراع‭ ‬في‭ ‬تجسير‭ ‬فجوة‭ ‬التقدم‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬والعالم‭ ‬الأول،‭ ‬لتعبر‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬قليلة‭ ‬ما‭ ‬احتاجت‭ ‬فيه‭ ‬دول‭ ‬إلى‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭. ‬

{ انتهى  }
bottom of page