top of page

29/10/2022

أولويات السياسة الخارجية لرئيس الوزراء البريطاني الجديد

استطاع‭ ‬وزير‭ ‬الخزانة‭ ‬السابق،‭ ‬‮"‬ريشي‭ ‬سوناك‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬يخلف‭ ‬‮"‬ليز‭ ‬تراس‮"‬،‭ ‬كرئيس‭ ‬وزراء‭ ‬جديد‭ ‬للمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬رغم‭ ‬كونه‭ ‬منافسا‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬السباق‭ ‬الأخير‭ ‬على‭ ‬الزعامة‭ ‬السياسية‭ ‬البريطانية،‭ ‬ومن‭ ‬الواضح‭ ‬أنه‭ ‬ورث‭ ‬دولة‭ ‬تعاني‭ ‬أزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬كبرى،‭ ‬ساءت‭ ‬أوضاعها‭ ‬جراء‭ ‬السياسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخاطئة‭ ‬لنظيرته‭ ‬السابقة‭. ‬

وليس‭ ‬غريبًا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الاهتمام‭ ‬الكامل‭ ‬من‭ ‬‮"‬حكومة‭ ‬المحافظين‮"‬،‭ ‬الجديدة،‭ ‬منصبا‭ ‬على‭ ‬‮"‬معالجة‭ ‬القضايا‭ ‬الداخلية‮"‬،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬مع‭ ‬مواجهة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬لتوقعات‭ ‬اقتصادية‭ ‬‮"‬سلبية‮"‬،‭ ‬وفقًا‭ ‬لوكالة‭ ‬‮"‬موديز‮"‬‭. ‬فيما‭ ‬يظل‭ ‬هناك‭ ‬مجموعة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تختبر‭ ‬قيادة‭ ‬‮"‬سوناك‮"‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ - ‬الروسية،‭ ‬ودور‭ ‬بريطانيا‭ ‬في‭ ‬المنافسة‭ ‬العالمية،‭ ‬وإيران،‭ ‬والسياسة‭ ‬البريطانية‭ ‬تجاه‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

ومع‭ ‬معاناة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬‮"‬معدلات‭ ‬التضخم‮"‬،‭ ‬و‮"‬أسعار‭ ‬الفائدة"؛‭ ‬استخدم‭ ‬‮"‬سوناك‮"‬،‭ ‬خطابه‭ ‬الأول‭ ‬للإقرار،‭ ‬بأن‭ ‬البلاد‭ ‬تواجه‭ ‬‮"‬أزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬عميقة"؛‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬شعار‭ ‬نظيرته‭ ‬السابقة،‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬‮"‬سياسات‭ ‬التروسونوميكس‮"‬،‭ ‬التي‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬إلغاء‭ ‬الضوابط‭ ‬وخفض‭ ‬الضرائب،‭ ‬كانت‭ ‬‮"‬سببا‭ ‬رئيسيا‮"‬‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬قيمة‭ ‬الجنيه‭ ‬الإسترليني‭. ‬ووفقًا‭ ‬لصحيفة‭ ‬‮"‬فاينانشيال‭ ‬تايمز‮"‬،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬قد‭ ‬وجهت‭ ‬‮"‬ضربة‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬سمعة‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين،‭ ‬ومدى‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬شؤون‭ ‬البلاد‭ ‬المالية‮"‬‭.‬

وأشار‭ ‬‮"‬مارك‭ ‬لاندلر‮"‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮"‬نيويورك‭ ‬تايمز‮"‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮"‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬بريطانيا‭ ‬إلى‭ ‬سياسات‭ ‬اقتصادية‭ ‬أقل‭ ‬خطورة‮"‬‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لما‭ ‬وصفته‭ ‬مجلة‭ ‬‮"‬الإيكونوميست‮"‬،‭ ‬بـ‮"‬مهمة‭ ‬لإنقاذ‭ ‬المصداقية‭ ‬المالية‭ ‬المهتزة‮"‬،‭ ‬و"خفض‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‮"‬،‭ ‬و‮"‬إنهاء‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬أنهكت‭ ‬قوى‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‮"‬‭. ‬ورغم‭ ‬تعهده،‭ ‬‮"‬بإصلاح‮"‬‭ ‬‮"‬أخطاء‮"‬‭ ‬نظيرته‭ ‬السابقة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬‮"‬عنصري‭ ‬الكفاءة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والاستقرار‮"‬،‭ ‬في‭ ‬صدارة‭ ‬أجندته‭ ‬الحكومية،‭ ‬فقد‭ ‬حذر‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬مغبة‭ ‬الاضطرار‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬‮"‬قرارات‭ ‬صعبة‮"‬‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬والدفاعية،‭ ‬يواجه‭ ‬‮"‬سوناك‮"‬،‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬اتخاذها‭. ‬ونظرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تجرى‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2024‭ -‬أي‭ ‬إن‭ ‬ولايته‭ ‬ستمتد‭ ‬18‭ ‬شهرا،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬يحول‭ ‬دون‭ ‬ذلك‭ - ‬فمن‭ ‬ثمّ،‭ ‬سيواجه‭ ‬نفس‭ ‬المشكلات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬‮"‬تراس‮"‬،‭ ‬ويبدو‭ ‬أنه‭ ‬سيفضل‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬منصبه‭ ‬لمعالجتها‭. ‬وأشارت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮"‬الجارديان‮"‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬‮"‬خطورة‭ ‬تتعلق‭ ‬بانقطاع‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء،‭ ‬طالما‭ ‬ظلت‭ ‬إمدادات‭ ‬الغاز‭ ‬محدودة‭ ‬نتيجة‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬–‭ ‬الأوكرانية‮"‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬سيكون‭ ‬تحقيق‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬أولوية‭ ‬قصوى‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليه‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أوضح‭ ‬‮"‬أنتوني‭ ‬فروجات‮"‬،‭ ‬من‭ ‬‮"‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬‮"‬تكلفة‮"‬‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬ضغوط‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬المرتفعة‭ ‬للأسر‭ ‬والشركات،‭ ‬‮"‬ستؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬أوجه‭ ‬التمويل‭ ‬الحكومي‮"‬،‭ ‬ومصادر‭ ‬الإنفاق‭ ‬الأخرى‭. ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬‮"‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮"‬،‭ ‬قد‭ ‬‮"‬استجاب‭ ‬بفاعلية‮"‬،‭ ‬بشأن‭ ‬التشريعات‭ ‬المعنية‭ ‬بإصلاح‭ ‬سوق‭ ‬الكربون،‭ ‬وتعزيز‭ ‬المصادر‭ ‬المتجددة‭ ‬لإنتاج‭ ‬الطاقة،‭ ‬فقد‭ ‬أوصى‭ ‬‮"‬فروجات‮"‬،‭ ‬‮"‬بضرورة‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراء‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬‮"‬سياسيًا‮"‬‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬‮"‬لندن‮"‬،‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬جهودها‭ ‬لتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬‮"‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬الدعم،‭ ‬وتوفير‭ ‬أمنِ‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد‭ ‬والتوريد،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاعتبارات‭ ‬البيئية‮"‬‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالرؤية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الأوسع،‭ ‬ناقش‭ ‬المعلقون‭ ‬ملامح‭ ‬الدور‭ ‬البريطاني‭ ‬المرتقب،‭ ‬وما‭ ‬قد‭ ‬يقدمه‭ ‬للمنافسة‭ ‬العالمية‭ ‬بين‭ ‬الغرب‭ ‬وروسيا‭ ‬والصين‭. ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬قيادة‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭ ‬خلال‭ ‬صيف‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬وصف‭ ‬‮"‬سوناك‮"‬،‭ ‬و‮"‬تراس‮"‬،‭ ‬‮"‬الصين‮"‬،‭ ‬بأنها‭ ‬‮"‬أكبر‭ ‬تهديد‭ ‬أمني‭ ‬طويل‭ ‬الأجل‭ ‬للمصالح‭ ‬والأمن‭ ‬البريطانيين‮"‬،‭ ‬و"انتقد‭ ‬سوناك‭ ‬انتهاكات‭ ‬بكين‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأصعدة‮"‬‭. ‬وتعليقًا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬أوضحت‭ ‬‮"‬تورة‭ ‬لويس‮"‬،‭ ‬من‭ ‬‮"‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الجديد‭ ‬سيحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬‮"‬نتائج‭ ‬مراجعة‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬المتكاملة‭ ‬للأمن‭ ‬والدفاع‭ ‬والتنمية‭ ‬والسياسة‭ ‬الخارجية،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬‮"‬العديد‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬ستحتاج‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬مواجهتها‮"‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬‮"‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‮"‬،‭ ‬و"قدرات‭ ‬الصين‭ ‬العسكرية‭ ‬الصاعدة‭ ‬وطموحاتها‭ ‬العالمية‮"‬‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬سياسته‭ ‬الخارجية‭ ‬تجاه‭ ‬‮"‬الشرق‭ ‬الأوسط‮"‬،‭ ‬فمن‭ ‬المتوقع‭ ‬استمرار‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬تبناها‭ ‬‮"‬بوريس‭ ‬جونسون‮"‬،‭ ‬و"ليز‭ ‬تراس‮"‬،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الجديد‭ ‬‮"‬حريصًا‮"‬،‭ ‬على‭ ‬تبني‭ ‬موقف‭ ‬أكثر‭ ‬تشددًا،‭ ‬ضد‭ ‬وكلاء‭ ‬إيران‭ ‬وكياناتها‭ ‬الإقليمية،‭ ‬وتطلعاتها‭ ‬النورية‭ ‬بحسب‭ ‬مؤيديه‭ ‬السياسيين‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬حثت‭ ‬‮"‬لينا‭ ‬الخطيب‮"‬،‭ ‬من‭ ‬‮"‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮"‬،‭ ‬حكومته،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬‮"‬استعادة‭ ‬المنصب‭ ‬الوزاري‭ ‬المتميز،‭ ‬المعني‭ ‬بشؤون‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‮"‬،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬‮"‬المهام‭ ‬الوزارية‭ ‬له‭ ‬تظل‭ ‬ضخمة‭ ‬ومعقدة‮"‬،‭ ‬و"تتطلب‭ ‬مشاركة‭ ‬دبلوماسية‭ ‬جادة‮"‬،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬توزيع‭ ‬قدر‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬‮"‬وزارة‭ ‬الخارجية‮"‬،‭ ‬ومواردها‭ ‬على‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬فإن‭ ‬‮"‬لندن‮"‬‭ ‬يمكنها‭ - ‬ويجب‭ ‬عليها‭- ‬استخدام‭ ‬مواردها‭ ‬الحالية‭ ‬المخصصة‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬للمشاركة‭ ‬بصورة‭ ‬أكثر‭ ‬فعالية‭ ‬مع‭ ‬المنطقة‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بـ"القضية‭ ‬الفلسطينية‮"‬،‭ ‬يشير‭ ‬سجل‭ ‬‮"‬سوناك‮"‬،‭ ‬السابق‭ ‬وتصريحاته‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬‮"‬داعمًا‭ ‬قويًا‭ ‬للعلاقات‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬وإسرائيل‮"‬‭. ‬وعلق‭ ‬‮"‬آدم‭ ‬لوسينتي‮"‬،‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬‮"‬المونيتور‮"‬،‭ ‬بأنه‭ ‬بينما‭ ‬أشار‭ ‬سابقًا‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬‮"‬ليست‭ ‬مثالية‮"‬،‭ ‬فقد‭ ‬وصفها‭ ‬بأنها‭ ‬‮"‬منارة‭ ‬أمل‭ ‬مشرقة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬مليئة‭ ‬بالأنظمة‭ ‬الاستبدادية‭ ‬والمتطرفين‭ ‬الدينيين‮"‬،‭ ‬وأبدى‭ ‬معارضة‭ ‬قوية‭ ‬للمقارنة‭ ‬بين‭ ‬معاملة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬داخل‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وبين‭ ‬الانتهاكات‭ ‬ضد‭ ‬السود‭ ‬بجنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬تحت‭ ‬نظام‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‮"‬،‭ ‬واصفًا‭ ‬ذلك‭ ‬بأنها‭ ‬مقارنة‭ ‬‮"‬غير‭ ‬صحيحة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الواقعية‮"‬،‭ ‬و"صورة‭ ‬عدائية‭ ‬صريحة‭ ‬تجاه‭ ‬إسرائيل‮"‬‭. ‬وذهب‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك؛‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاتهام‭ ‬‮"‬يقف‭ ‬عقبة‭ ‬أمام‭ ‬السلام‮"‬‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وعبر‭ ‬عن‭ ‬وجهة‭ ‬نظره‭ ‬بأن‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية،‭ ‬‮"‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تنادي‭ ‬بعدم‭ ‬استخدام‭ ‬تلك‭ ‬المقارنة‭ ‬داخل‭ ‬أروقة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬آخر‮"‬‭.‬

وقبل‭ ‬تقلده‭ ‬مهام‭ ‬السياسة‭ ‬البريطانية،‭ ‬وعندما‭ ‬كان‭ ‬وزيرا‭ ‬للحكومة‭ ‬المحلية‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬أصدر‭ ‬توجيهات‭ ‬بفرض‭ ‬حظر‭ ‬على‭ ‬السلطات‭ ‬المحلية،‭ ‬وهيئات‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عدم‭ ‬مقاطعة‭ ‬الموردين‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬بموجب‭ ‬قواعد‭ ‬حكومية‭ ‬جديدة،‭ ‬وأن‭ ‬المقاطعين‭ ‬قد‭ ‬يواجهون‭ ‬عقوبات‭ ‬مشددة،‭ ‬مبررًا‭ ‬الموقف‭ - ‬آنذاك‭ - ‬‮"‬بعدم‭ ‬اتباع‭ ‬سياسات‭ ‬استثمارية‭ ‬قد‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬أو‭ ‬سياسة‭ ‬الدفاع‭ ‬البريطانية‮"‬‭. ‬وبناءً‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬الواضح‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬‮"‬سوناك‮"‬،‭ ‬سيستمر‭ ‬في‭ ‬خطط‭ ‬أسلافه‭ ‬لبدء‭ ‬عملية‭ ‬نقل‭ ‬السفارة‭ ‬البريطانية‭ ‬بإسرائيل‭ ‬من‭ ‬‮"‬تل‭ ‬أبيب‮"‬‭ ‬إلى‭ ‬‮"‬القدس‮"‬،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬العدد‭ ‬الهائل‭ ‬من‭ ‬الإدانات‭ ‬من‭ ‬الناشطين‭ ‬والسياسيين‭ ‬والخبراء‭ ‬الإقليميين‭.‬

وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التحذيرات‭ ‬والمخاوف،‭ ‬تحدث‭ ‬خلال‭ ‬جلسة‭ ‬حوارية‭ ‬نظمها‭ ‬جناح‭ ‬‮"‬أصدقاء‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬2022‮"‬،‭ ‬قائلاً‭: ‬‮"‬بالنسبة‭ ‬إلي،‭ ‬لا‭ ‬خلاف‭ ‬أن‭ ‬القدس‭ ‬هي‭ ‬العاصمة‭ ‬التاريخية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بلا‭ ‬منازع،‭ ‬وهناك‭ ‬‮"‬حجج‭ ‬قوية‮"‬‭ ‬لدفع‭ ‬بريطانيا،‭ ‬نحو‭ ‬تهيئة‭ ‬الوجود‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬وفقًا‭ ‬للاعتراف‭ ‬بالمدينة‭ ‬رسميًا‭ ‬كعاصمة‭ ‬لإسرائيل‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أقر‭ ‬وزير‭ ‬الخزانة‭ ‬السابق‭ ‬‮"‬بالحساسيات‭ ‬المتضمنة‮"‬‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة،‭ ‬ويفهم‭ ‬‮"‬أنها‭ ‬تتسم‭ ‬بالصعوبة‮"‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يريد‭ ‬جعلها‭ ‬حقيقة‭ ‬واقعة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭.‬

ورغم‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬والإعراب‭ ‬عن‭ ‬المخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬أصر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮"‬الطريق‭ ‬الوحيد‭ ‬لتحقيق‭ ‬سلام‭ ‬دائم‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والفلسطينيين،‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استئناف‭ ‬المفاوضات‭ ‬المباشرة‮"‬،‭ ‬وذلك‭ ‬أثناء‭ ‬ترشحه‭ ‬لقيادة‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين،‭ ‬وتأكيد‭ ‬دعمه‭ ‬لحل‭ ‬الدولتين‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أوسلو‭ ‬لعام‭ ‬1994‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬صعوده‭ ‬إلى‭ ‬قمة‭ ‬الحياة‭ ‬السياسة‭ ‬البريطانية،‭ ‬يوفر‭ ‬دعمًا‭ ‬قويًا‭ ‬لزعيم‭ ‬موال‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬سجل‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ومحاسبة‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ضد‭ ‬الانتهاكات‭ ‬المرتكبة‭ ‬بحق‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭.‬

وحول‭ ‬السياسة‭ ‬البريطانية‭ ‬تجاه‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬أوضح‭ ‬‮"‬جون‭ ‬روبرتس‮"‬،‭ ‬من‭ ‬‮"‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الجديد،‭ ‬‮"‬شخصية‭ ‬واقعية‭ ‬خبيرة‭ ‬بشؤون‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمال‮"‬،‭ ‬ومن‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬تأكيد‭ ‬أهمية‭ ‬التجارة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬أوروبا،‭ ‬وجميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يواصل‭ ‬مشروع‭ ‬أسلافه‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقية‭ ‬تجارة‭ ‬حرة‭ ‬مع‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬إجراء‭ ‬مفاوضات‭ ‬رسمية‭ ‬بشأنها‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬أغسطس‭ ‬2022‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬صعود‭ ‬‮"‬سوناك‮"‬،‭ ‬إلى‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬يؤكد‭ ‬احتمالية‭ ‬تبنيه‭ ‬لموقف‭ ‬أكثر‭ ‬تشددًا‭ ‬تجاه‭ ‬جهود‭ ‬‮"‬طهران‮"‬،‭ ‬لزعزعة‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وسعيها‭ ‬لامتلاك‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية‭. ‬ووصفه‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬البريطاني‭ ‬السابق‭ ‬‮"‬وليام‭ ‬فوكس‮"‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮"‬أكثر‭ ‬تشددًا‮"‬،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بإيران‭ ‬من‭ ‬‮"‬ليز‭ ‬تراس‮"‬،‭ ‬موضحًا‭ ‬أنه‭ ‬حينما‭ ‬كان‭ ‬مرشحا‭ ‬لقيادة‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭ ‬في‭ ‬أغسطس،‭ ‬أعلن‭ ‬‮"‬رغبته‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬أقصى‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬لمعرفة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬إقناع‭ ‬إيران‭ ‬أو‭ ‬إجبارها‭ ‬على‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬اتفاق‭ ‬أوسع‭ ‬يتجاوز‭ ‬حدود‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‮"‬‭. ‬وأضاف‭ ‬‮"‬فوكس‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬سوناك‭ ‬‮"‬يعتبر‭ ‬طهران‭ ‬تهديدًا‭ ‬رئيسيًا‭ ‬للاستقرار‭ ‬الإقليمي‮"‬،‭ ‬ويرجع‭ ‬ذلك‭ ‬أساسًا‭ ‬إلى‭ ‬برنامجها‭ ‬للصواريخ‭ ‬الباليستية‭. ‬وبناءً‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أكدت‭ ‬وزيرة‭ ‬البيئة‭ ‬السابقة‭ ‬‮"‬تيريزا‭ ‬فيليرز‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الجديد،‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬‮"‬إيران‭ ‬المسلحة‭ ‬نوويًا‭ ‬ستشكل‭ ‬تهديدًا‭ ‬وجوديًا‭ ‬لإسرائيل‮"‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬‮"‬ستقوي‮"‬‭ ‬شوكة‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬الموالية‭ ‬لها‭ ‬بالمنطقة‮"‬،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬فإن‭ ‬‮"‬اتفاقًا‭ ‬نوويًا‮"‬‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬مع‭ ‬التهديد‭ ‬بفرض‭ ‬عقوبات‭ ‬سريعة،‭ ‬يعد‭ ‬أمرًا‭ ‬ضروريًا‮"‬،‭ ‬لإجبارها‭ ‬على‭ ‬أخذ‭ ‬الاتفاق‭ ‬المحتمل‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجد‮"‬‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمكافحة‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬ذكر‭ ‬موقع‭ ‬‮"‬ميدل‭ ‬إيست‭ ‬آي‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬‮"‬سوناك‮"‬،‭ ‬يخطط‭ ‬‮"‬لتوسيع‭ ‬تعريف‭ ‬التطرف‮"‬،‭ ‬ليشمل‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬‮"‬لتشويه‭ ‬سمعة‭ ‬بريطانيا‮"‬،‭ ‬وزيادة‭ ‬الكراهية‭ ‬تجاهها‮"‬‭. ‬ووصف‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬سابقًا‭ ‬‮"‬التطرف‭ ‬بأنه‭ ‬أكبر‭ ‬تهديد‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬للمملكة‭ ‬المتحدة‮"‬،‭ ‬وتعهد‭ ‬بإجراء‭ ‬تغييرات‭ ‬ضمن‭ ‬ممارسات‭ ‬الحكومة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬فصل‭ ‬المتطرفين‭ ‬من‭ ‬المسجونين‭ ‬عن‭ ‬نظرائهم‭ ‬العاديين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬‮"‬مراجعة‭ ‬نشاط‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخيرية‭ ‬الممولة‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬لاستبعاد‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يروجون‭ ‬للتطرف‮"‬‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكار‭ ‬أن‭ ‬اهتمام‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬سينصب‭ ‬على‭ ‬الحرب‭ ‬‮"‬الروسية–الأوكرانية‮"‬‭. ‬وأوضح‭ ‬‮"‬جيمس‭ ‬نيكسي‮"‬،‭ ‬من‭ ‬‮"‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬‮"‬دعم‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ومواجهة‭ ‬روسيا‮"‬،‭ ‬سيكونان‭ ‬‮"‬أولويات‭ ‬سياسة‭ ‬خارجية‭ ‬لا‭ ‬جدال‭ ‬فيها‮"‬،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬السؤال‭ ‬الرئيسي‭ ‬الذي‭ ‬سيواجه‭ ‬الأجندة‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬هو‭ ‬‮"‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬يمكن‭ ‬لموقف‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬تغييرا‭ ‬في‭ ‬نتيجة‭ ‬الحرب‮"‬‭. ‬ومع‭ ‬إشارة‭ ‬‮"‬لويس‮"‬،‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬احتمال‭ ‬‮"‬زيادة‭ ‬الدعوات‮"‬‭ ‬لتقليص‭ ‬الدور‭ ‬البريطاني‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬‮"‬كييف‮"‬،‭ ‬جراء‭ ‬استمرار‭ ‬المشاكل‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المحلية،‭ ‬رأت‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الجديد‭ ‬‮"‬سيحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬‮"‬لضمان‮"‬‭ ‬دعم‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الأوروبي،‭ ‬وتأكيد‭ ‬أهميته‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‮"‬‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬يتولى‭ ‬‮"‬سوناك‮"‬،‭ ‬القيادة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لديه‭ ‬سجل‭ ‬بشأن‭ ‬قضايا‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬داخل‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية،‭ ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية،‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬‮"‬اتخاذ‭ ‬قراراته‮"‬،‭ ‬و‮"‬بارع‭ ‬في‭ ‬تقييم‭ ‬مواقفه‮"‬،‭ ‬ويعتمد‭ ‬على‭ ‬‮"‬البيانات‭ ‬التجريبية‮"‬‭ ‬في‭ ‬ذلك‭. ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬توقع‭ ‬استمراره‭ ‬في‭ ‬أجندات‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬لـ"جونسون‮"‬،‭ ‬و"تراس‮"‬،‭ ‬مع‭ ‬تشديد‭ ‬محتمل‭ ‬لموقف‭ ‬بلاده‭ ‬تجاه‭ ‬إيران،‭ ‬وإصلاح‭ ‬تدابير‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وتقديم‭ ‬دعم‭ ‬أكثر‭ ‬لإسرائيل‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬القضايا‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المحلية‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬بالغ‭ ‬في‭ ‬اهتمامه‭ ‬بالشؤون‭ ‬الخارجية،‭ ‬وتخصيص‭ ‬الموارد‭ ‬للقضايا‭ ‬الدولية،‭ ‬وعلى‭ ‬الأخص‭ ‬دعم‭ ‬بريطانيا‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬ضد‭ ‬موسكو‭.‬

{ انتهى  }
bottom of page