top of page

07/12/2022

الآفاق والتحديات الاقتصادية لدول الخليج خلال عام 2023

في‭ ‬حين‭ ‬يحذر‭ ‬المحللون‭ ‬الماليون‭ ‬الغربيون‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬ركود‭ ‬عالمي‭ ‬قادم؛‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستويات‭ ‬التضخم،‭ ‬فإن‭ ‬زيادة‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2022‭ -‬المدعومة‭ ‬باستمرار‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تداعيات‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭- ‬قد‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬إيرادات‭ ‬الدول‭ ‬المصدرة‭ ‬للطاقة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭.‬

ووفق‭ ‬هذا‭ ‬المعنى،‭ ‬قدم‭ ‬تقرير‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي،‭ ‬الذي‭ ‬حمل‭ ‬عنوان‭ ‬الآفاق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتحديات‭ ‬السياسات‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬لعام‭ ‬2022،‭ ‬نظرة‭ ‬مستقبلية‭ ‬أكثر‭ ‬إيجابية‭ ‬لنهاية‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬وبداية‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬باقتصادات‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب‭ ‬والمتوسط،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬بحذر‭ ‬شديد،‭ ‬بشأن‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬حول‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬مع‭ ‬توصيات‭ ‬بضرورة‭ ‬إظهار‭ ‬الاستدامة‭ ‬المالية،‭ ‬والتفكير‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬طويل‭ ‬المدى‭. ‬وفي‭ ‬تأكيده‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬للتأثير‭ ‬المفيد‭ ‬لارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الهيدروكربونية‭ ‬خلال‭ ‬العام،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬تخفيف‭ ‬تدابير‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المستخدمة‭ ‬لاحتواء‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬عامي‭ ‬2020‭ ‬و2021،‭ ‬وحملات‭ ‬التطعيم‭ ‬الناجحة؛‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬ساعدت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬التعافي‭ ‬السريع‭ ‬والانتقال‭ ‬إلى‭ ‬نمو‭ ‬أكثر‭ ‬استدامة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة‭. ‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬توقع‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي،‭ ‬تباطؤ‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬6%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬إلى‭ ‬3%‭ ‬لعام‭ ‬2022،‭ ‬ثم‭ ‬2‭.‬8%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬فإن‭ ‬الحالة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الخليج،‭ ‬أظهرت‭ ‬دفعة‭ ‬للنمو‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭. ‬وعلى‭ ‬عكس‭ ‬انخفاض‭ ‬مستويات‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي،‭ ‬توقع‭ ‬زيادة‭ ‬قوية‭ ‬للدول‭ ‬الخليجية‭ ‬بنسبة‭ ‬6%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬

وفي‭ ‬الإطار‭ ‬ذاته،‭ ‬توقع‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬أكتوبر‭ ‬2022،‭ ‬نمو‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬إلى‭ ‬6‭.‬9%‭ ‬بنهاية‭ ‬العام،‭ ‬بينما‭ ‬توقع‭ ‬معهد‭ ‬المحاسبين‭ ‬القانونيين،‭ ‬نمو‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬السعودي‭ ‬فقط‭ ‬بنسبة‭ ‬7‭.‬5%‭ ‬لعام‭ ‬2022،‭ ‬لتمثل‭ ‬بذلك‭ ‬الزيادة‭ ‬الأسرع‭ ‬للمملكة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عِقد‭. ‬وسجل‭ ‬صندوق‭ ‬النقد،‭ ‬حدوث‭ ‬تحسن‭ ‬إلى‭ ‬7‭.‬3%من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي،‭ ‬مدعومًا‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الضريبية‭ ‬والنمو‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭. ‬في‭ ‬حين،‭ ‬توقع‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬زيادة‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬الخليجي‭ ‬بنسبة‭ ‬3‭.‬7%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬وإمكانية‭ ‬تراجعه‭ ‬إلى‭ ‬2‭.‬4%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024‭.‬

ووفقا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المحللين،‭ ‬فإن‭ ‬مُصَدِري‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬يجنون‭ ‬المكاسب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المنافسة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة،‭ ‬وعدم‭ ‬قدرة‭ ‬الغرب‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬مصادر‭ ‬بديلة‭ ‬للنفط‭ ‬الروسي،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬روابط‭ ‬تجارية‭ ‬محدودة‭ ‬بين‭ ‬موسكو،‭ ‬وكييف‭ ‬مع‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج،‭ ‬تتمثل‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬1‭.‬4‭ ‬و2%‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الواردات‭ ‬الغذائية‭ ‬والزراعية‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬البلدين‭. ‬وعليه،‭ ‬خلص‭ ‬صندوق‭ ‬النقد،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬ستكون‭ ‬ذات‭ ‬تأثير‭ ‬محدود‭ ‬في‭ ‬اقتصادات‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭. ‬ويتناقض‭ ‬هذا‭ ‬بشكل‭ ‬حاد‭ ‬مع‭ ‬وضع‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعتمد‭ ‬صادراتها‭ ‬على‭ ‬البلدين،‭ ‬والتي‭ ‬تضررت‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬بشدة،‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬9‭.‬1%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬وصلت‭ ‬في‭ ‬إنجلترا‭ ‬إلى‭ ‬11‭.‬1%،‭ ‬وهذا‭ ‬تم‭ ‬احتواؤه‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج،‭ ‬فلم‭ ‬يتجاوز‭ ‬معدل‭ ‬التضخم‭ ‬بها‭ ‬3‭.‬2%‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2022‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التحليل‭ ‬الأخير‭ ‬لصندوق‭ ‬النقد،‭ ‬يقدم‭ ‬رؤية‭ ‬متفائلة‭ ‬للنمو‭ ‬المستقبلي،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬مخاطر‭ ‬تهدد‭ ‬تلك‭ ‬التوقعات،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬تباطؤ‭ ‬وتيرة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الدولي‭. ‬وتوقع‭ ‬بنك‭ ‬سيتي‭ ‬جروب،‭ ‬انخفاض‭ ‬معدلات‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬إلى‭ ‬1‭.‬9%‭ ‬فقط‭. ‬وأوضحت‭ ‬مجلة‭ ‬الإيكونوميست،‭ ‬أن‭ ‬الركود‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬منه،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬بشأن‭ ‬مستقبل‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬بسبب‭ ‬الضعف‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭ ‬الصينية،‭ ‬واحتمال‭ ‬حدوث‭ ‬معارضات‭ ‬تشريعية‭ ‬داخل‭ ‬واشنطن‭. ‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الأضرار‭ ‬الاقتصادية‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬محدودة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬يرى‭ ‬مخاطر‭ ‬أكبر‭ ‬تتعلق‭ ‬بالأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬آمنة‭ ‬غذائيًا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الواردات‭ ‬الغذائية،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬استيراد‭ ‬85%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬استهلاك‭ ‬الغذاء‭. ‬

واستجابةً‭ ‬لاحتمالات‭ ‬الخطر،‭ ‬أقر‭ ‬صندوق‭ ‬النقد،‭ ‬بأن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬أطلقت‭ ‬تدابير‭ ‬اقتصادية‭ ‬عديدة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الإعفاءات‭ ‬المالية،‭ ‬والائتمانات‭ ‬للمزارعين،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬الإعانات‭ ‬والدعم‭ ‬أو‭ ‬الأسعار‭ ‬المنضبطة‭ ‬للأغذية،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬وتخفيف‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الأسر،‭ ‬ولكنه‭ ‬حذر‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬بعض‭ ‬القضايا‭ ‬الاقتصادية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬معالجة،‭ ‬وهي‭ ‬وجود‭ ‬سوق‭ ‬عمل‭ ‬مجزأ،‭ ‬وهو‭ ‬السوق‭ ‬الذي‭ ‬يوجد‭ ‬فيه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬الحجم‭ ‬التي‭ ‬تتنافس‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬القطاع‭ ‬التجاري‭ ‬أو‭ ‬الصناعي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬شركات‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬كأداة‭ ‬لتوظيف‭ ‬المواطنين،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬هيمنة‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬حالة‭ ‬الغموض‭ ‬وعدم‭ ‬اليقين‭ ‬التي‭ ‬تحيط‭ ‬بأسواق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية؛‭ ‬توقع‭ ‬صندوق‭ ‬النقد،‭ ‬أن‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬قد‭ ‬يشهد‭ ‬قفزة‭ ‬أعلى‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬والتي‭ ‬تُظهر‭ ‬احتمالات‭ ‬زيادة‭ ‬الطلب‭ ‬من‭ ‬94‭.‬3‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬إلى‭ ‬98‭.‬49‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬عام،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ارتفاعات‭ ‬متوقعة‭ ‬بأن‭ ‬يصل‭ ‬الطلب‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬إحصاءات‭ ‬وكالة‭ ‬الطاقة‭ ‬الدولية‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬يرى‭ ‬الرئيس‭ ‬العالمي‭ ‬لوحدة‭ ‬السلع‭ ‬في‭ ‬بنك‭ ‬جولدمان‭ ‬ساكس،‭ ‬أن‭ ‬سعر‭ ‬خام‭ ‬برنت‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬110‭ ‬دولارات‭ ‬للبرميل‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬فيما‭ ‬أشارت‭ ‬وكالة‭ ‬ستاندرد‭ ‬آند‭ ‬بورز‭ ‬جلوبال،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬انتشار‭ ‬حالات‭ ‬الإصابة‭ ‬بكوفيد‭-‬19‭ ‬في‭ ‬الصين،‭ ‬قد‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬طلبها‭ ‬على‭ ‬صادرات‭ ‬الطاقة‭ ‬الواردة‭ ‬من‭ ‬الخليج،‭ ‬يظل‭ ‬ضعيفًا‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬حيث‭ ‬انخفض‭ ‬الطلب‭ ‬اليومي‭ ‬الإجمالي‭ ‬بالفعل،‭ ‬بما‭ ‬يقدر‭ ‬بنحو‭ ‬550‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2022‭ .‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬التحديات،‭ ‬قدمت‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التوصيات،‭ ‬حول‭ ‬أفضل‭ ‬السبل‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬حماية‭ ‬مصالحها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل،‭ ‬وترجمة‭ ‬المكاسب‭ ‬غير‭ ‬المتوقعة‭ ‬من‭ ‬صادرات‭ ‬الطاقة‭ ‬المرتفعة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬إلى‭ ‬نمو‭ ‬مستدام‭. ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬حث‭ ‬صندوق‭ ‬النقد،‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬زخم‭ ‬الإصلاح‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬مستوى‭ ‬أسعار‭ ‬الهيدروكربونات‭. ‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسياسة‭ ‬المالية‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬المتوسط،‭ ‬رأى‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬متوجهة‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬الاندماج‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬زيادة‭ ‬النمو،‭ ‬وضمان‭ ‬الاستدامة‭ ‬المالية‭ ‬وزيادة‭ ‬المدخرات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬بين‭ ‬الأجيال‭ ‬المقبلة،‭ ‬وخاصة‭ ‬مع‭ ‬احتمالات‭ ‬الانتقال‭ ‬السلس‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬يقول‭ ‬عصام‭ ‬أبو‭ ‬سليمان،‭ ‬من‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬فرصة‭ ‬ممتازة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬لتنويع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الخليجي‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬للسعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬لعب‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬التحول‭ ‬العالمي‭ ‬إلى‭ ‬اقتصادات‭ ‬منخفضة‭ ‬الكربون‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬الاقتراحات‭ ‬المقدمة،‭ ‬بشأن‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تُتخذ،‭ ‬أشار‭ ‬صندوق‭ ‬النقد،‭ ‬إلى‭ ‬إمكانية‭ ‬تضييق‭ ‬الفجوة‭ ‬الضريبية‭ ‬الحالية‭ ‬البالغة‭ ‬16%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬غير‭ ‬النفطي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحسين‭ ‬آليات‭ ‬تحصيل‭ ‬الإيرادات‭ ‬الضريبية،‭ ‬وسط‭ ‬ما‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ (‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭). ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمجالات‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬والصحة،‭ ‬والأعمال‭ ‬والتجارة‭ ‬الدولية،‭ ‬رأى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬ضمان‭ ‬وجود‭ ‬أطر‭ ‬تنظيمية‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات،‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحماية‭ ‬البيانات‭ ‬والأمن‭ ‬السيبراني،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬تبني‭ ‬استراتيجية‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬السعودية،‭ ‬واعتبارها‭ ‬مثالًا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التوقعات‭ ‬الحالية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الخليج،‭ ‬التي‭ ‬يطرحها‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬والبنك‭ ‬الدوليين،‭ ‬إيجابية،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬انتشار‭ ‬التحديات‭ ‬المقبلة،‭ ‬ومدى‭ ‬تأثيرها‭ ‬في‭ ‬المجلس،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مسار‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬غير‭ ‬واضح‭. ‬ورغم‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬توضيح‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لها‭ ‬سوى‭ ‬تأثيرات‭ ‬سلبية‭ ‬محدودة‭ ‬في‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬المحلية‭ ‬للخليج،‭ ‬فإن‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬وحدها‭ ‬إزاء‭ ‬السوق‭ ‬العالمية،‭ ‬يعوق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬صياغة‭ ‬السياسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المستقبلية‭. ‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬رأى‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي،‭ ‬أن‭ ‬الإحصائيات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬احتياجها‭ ‬إلى‭ ‬التحلي‭ ‬بالمرونة‭ ‬للاستجابة‭ ‬للصدمات‭ ‬المستقبلية‭ ‬بطريقة‭ ‬سلسة،‭ ‬وذلك‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬اعتماد‭ ‬هدف‭ ‬شامل‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬ضبط‭ ‬الأوضاع‭ ‬المالية‭ ‬العامة،‭ ‬وتوفير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المكاسب‭ ‬غير‭ ‬المتوقعة‭ ‬من‭ ‬إمدادات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

{ انتهى  }
bottom of page