top of page

16/12/2022

النزاعات المسلحة وتداعياتها على الشرق الأوسط

مع‭ ‬اقتراب‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬من‭ ‬نهايته،‭ ‬أصدر‭ ‬المحللون‭ ‬الغربيون‭ ‬توقعاتهم‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتطور‭ ‬اتجاهات‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮"‬حرب‭ ‬أوكرانيا‮"‬،‭ ‬قد‭ ‬هيمنت‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التحليل،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬آسيا،‭ ‬وإفريقيا،‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬قد‭ ‬نالت‭ ‬نصيبًا‭ ‬أيضًا،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منظور‭ ‬المنافسة‭ ‬الأوسع‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭ ‬والتنافس‭ ‬بين‭ ‬الدول‭.‬

ومع‭ ‬تأكيد‭ ‬المعلقين‭ ‬على‭ ‬الخطر‭ ‬الأمني‭ ‬المتزايد‭ ‬الناشئ‭ ‬عن‭ ‬المنافسة‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين‭ ‬وروسيا‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي،‭ ‬لوحظ‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬نمط‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬التصعيد،‭ ‬مع‭ ‬تسجيل‭ ‬انخفاض‭ ‬عدد‭ ‬الضحايا‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬النزاعات‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭. ‬ويبقى‭ ‬الاستثناء‭ ‬الملحوظ‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬استشهاد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬220‭ ‬فلسطينيًا‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬وهو‭ ‬أعلى‭ ‬رقم‭ ‬منذ‭ ‬2005‭ ‬و2008‭. ‬ومع‭ ‬وصول‭ ‬حكومة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬يمينية‭ ‬متطرفة‭ ‬إلى‭ ‬السلطة،‭ ‬حذر‭ ‬‮"‬تور‭ ‬وينسلاند‮"‬،‭ ‬المنسق‭ ‬الخاص‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لعملية‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الأمور‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬قريبًا‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬الغليان‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

ووفقا‭ ‬للمسح‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬‮"‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‮"‬،‭ ‬حول‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬والذي‭ ‬يفسر‭ ‬أحدث‭ ‬التطورات‭ ‬والاتجاهات‭ ‬بشأن‭ ‬33‭ ‬نزاعا‭ ‬مسلحًا‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم؛‭ ‬فإن‭ ‬التركيز‭ ‬الأساسي‭ ‬أنصب‭ ‬على‭ ‬‮"‬حرب‭ ‬أوكرانيا‮"‬،‭ ‬والتي‭ ‬وصفتها‭ ‬‮"‬ايرين‭ ‬ميا‮"‬،‭ ‬الباحثة‭ ‬بالمعهد،‭ ‬بأنها‭ ‬‮"‬النزاع‭ ‬المسلح‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية"؛‭ ‬مضيفة‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬‮"‬تداعيات‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الأوروبي‭ ‬والعالمي‮"‬‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬تم‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬الأهمية‭ ‬المتزايدة‭ ‬للمنافسة‭ ‬العالمية‭ ‬والمخاطر‭ ‬الأمنية‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبلية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بتلك‭ ‬الحرب‭. ‬وكتبت‭ ‬‮"‬ميا‮"‬،‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬‮"‬تصعيد‮"‬‭ ‬المخاطر‭ ‬الأمنية‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭ ‬إلى‭ ‬‮"‬مستوى‭ ‬جديد‮"‬‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬توقعت‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬‮"‬تداعيات‭ ‬بالغة‮"‬‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أشار‭ ‬‮"‬أنطوني‭ ‬كوردسمان‮"‬،‭ ‬من‭ ‬‮"‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‮"‬،‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬‮"‬حروب‭ ‬الشتاء‮"‬‭ ‬في‭ ‬2022-2023،‭ ‬والتي‭ ‬تشمل‭ ‬كلًا‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬المسلحة‭ ‬الجارية،‭ ‬وكذلك‭ ‬الصراعات‭ ‬التي‭ ‬‮"‬قد‭ ‬لا‭ ‬تتصاعد‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬نزاع‭ ‬عسكري‮"‬،‭ ‬لكنها‭ ‬تتخذ‭ ‬شكل‭ ‬‮"‬حروب‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‮"‬‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتحليل‭ ‬الاتجاهات‭ ‬الأمنية‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبلية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬تمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬نمط‭ ‬عام‭ ‬لخفض‭ ‬التصعيد،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬تصاعد‭ ‬عمليات‭ ‬القتل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬والاعتراف‭ ‬بأن‭ ‬النزاعات‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬وليبيا‭ ‬والعراق‭ ‬واليمن،‭ ‬لا‭ ‬تظهر‭ ‬بوادر‭ ‬تذكر‭ ‬على‭ ‬انتهائها‭ ‬في‭ ‬المدى‭ ‬القريب‭.‬

واستكمالا،‭ ‬يرى‭ ‬‮"‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬الحروب‭ -‬المذكورة‭ ‬أعلاه‭- ‬قد‭ ‬‮"‬تطورت،‭ ‬وركدت‭ ‬وباتت‭ ‬عصية‭ ‬على‭ ‬الحل‭ ‬ويمكن‭ ‬وصفها‭ ‬بأنها‭ ‬‮"‬تمر‭ ‬بحالات‭ ‬جمود‭ ‬مع‭ ‬جهات‭ ‬فاعلة‭ ‬مباشرة‭ ‬وخارجية‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الوسائل‭ ‬العسكرية‭ ‬وحدها‮"‬‭. ‬وفيما‭ ‬يخص‭ ‬‮"‬سوريا‮"‬،‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬السوري‭ ‬الذي‭ ‬يسيطر‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ثلثي‭ ‬البلاد،‭ ‬لديها‭ ‬‮"‬فرصة‭ ‬محدودة‭ ‬للاستيلاء‭ ‬على‭ ‬بقية‭ ‬البلاد‮"‬،‭ ‬لكن‭ ‬‮"‬احتمالات‭ ‬سيطرة‭ ‬المعارضة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأراضي‭ ‬أقل‭ ‬حظًا‮"‬‭. ‬والنتيجة‭ ‬النهائية‭ ‬لهذا،‭ ‬هي‭ ‬تثيبت‭ ‬الطابع‭ ‬الرسمي‭ ‬على‭ ‬‮"‬دولة‭ ‬مجزأة‭ ‬وممزقة‮"‬،‭ ‬وصراع‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬‮"‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬المنظور‮"‬‭. ‬وبالمثل،‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬اليمن،‭ ‬رأى‭ ‬‮"‬معهد‭ ‬ستوكهولم‭ ‬الدولي‭ ‬لأبحاث‭ ‬السلام‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬‮"‬احتمال‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬سياسية‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬بعيدًا‮"‬‭.‬

وأدى‭ ‬إدراك‭ ‬الجهات‭ ‬المسلحة‭ ‬ومؤيديهم‭ ‬أن‭ ‬القوة‭ ‬وحدها‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬سياسية،‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬أحداث‭ ‬العنف‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬مناطق‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وخلال‭ ‬الفترة‭ ‬بين‭ ‬مارس‭ ‬2021‭ ‬وأبريل‭ ‬2022،‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬انخفاض‭ ‬بنسبة‭ ‬86%‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬و53%‭ ‬في‭ ‬تركيا،‭ ‬‭ ‬و23%‭ ‬في‭ ‬اليمن‭. ‬وتماشياً‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الإحصائيات،‭ ‬رأى‭ ‬‮"‬معهد‭ ‬ستوكهولم‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬العدد‭ ‬الإجمالي‭ ‬للوفيات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالنزاع‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬انخفض‭ ‬للعام‭ ‬الرابع‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬انخفاضًا‭ ‬بنسبة‭ ‬75%‭ ‬عن‭ ‬مستويات‭ ‬عام‭ ‬2017‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬أدلة‭ ‬على‭ ‬انخفاض‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المحللين‭ ‬أصروا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬السياسي‭. ‬ورأى‭ ‬‮"‬كوردسمان‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬هي‭ ‬‮"‬مصدر‭ ‬رئيسي‭ ‬للتوجس‭ ‬حاليًا‭ ‬من‭ ‬حروب‭ ‬الشتاء‮"‬،‭ ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬العراق‭ ‬وليبيا‭ ‬‮"‬لا‭ ‬يزالان‭ ‬يعانيان‭ ‬من‭ ‬التوتر‭ ‬نتيجة‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‮"‬‭. ‬وخلصت‭ ‬‮"‬ميا‮"‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬الصراعات‭ ‬مهيأة‭ ‬لأن‭ ‬‮"‬تظل‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الجمود‭ ‬المطول‮"‬‭ ‬مع‭ ‬احتمال‭ ‬‮"‬ارتفاع‮"‬‭ ‬التصعيد‭ ‬المستقبلي‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬واليمن‭. ‬

واستمرارا،‭ ‬حذر‭ ‬‮"‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‮"‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬كلاً‭ ‬من‭ ‬‮"‬الطائفية‭ ‬المتزايدة‮"‬‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬و"الانقسام‭ ‬السياسي‭ ‬والإقليمي‭ ‬المستمر‮"‬‭ ‬للبلدان‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الحرب؛‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬‮"‬تعرقل‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬تسويات‭ ‬سلام‭ ‬شاملة‮"‬‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬توقع‭ ‬‮"‬كوردسمان‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬السودان‭ ‬وإثيوبيا‭ ‬وإريتريا‭ ‬والصومال،‭ ‬‮"‬ستظل‭ ‬بؤرًا‭ ‬ساخنة‭ ‬في‭ ‬المستقبل‮"‬‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬شهدت‭ ‬بعض‭ ‬مناطق‭ ‬النزاع‭ ‬انخفاضًا‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬العنف،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تصاعد‭ ‬بنسبة‭ ‬32%‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬2021‭-‬2022‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬‮"‬تصعيد‭ ‬كبير‮"‬‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية؛‭ ‬حيث‭ ‬زادت‭ ‬بنسبة‭ ‬127%‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2021‭ ‬و2022‭. ‬ومن‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬الأكثر‭ ‬دموية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2005‭. ‬ووفقًا‭ ‬لما‭ ‬ذكره‭ ‬‮"‬وينسلاند‮"‬،‭ ‬فإن‭ ‬‮"‬تزايد‭ ‬حالة‭ ‬اليأس‭ ‬والغضب‭ ‬والتوتر‮"‬،‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تصاعد‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد،‭ ‬بطريقة‭ ‬يصعب‭ ‬احتواؤها‮"‬،‭ ‬وبات‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬ضحايا‭ ‬هذا‭ ‬العنف‮"‬‭.‬

وبشكل‭ ‬خاص،‭ ‬أدى‭ ‬الصعود‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬للقوميين‭ ‬المتطرفين،‭ ‬مثل‭ ‬‮"‬إيتمار‭ ‬بن‭ ‬غفير‮"‬،‭ ‬إلى‭ ‬الحقائب‭ ‬الوزارية‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬الحكومة،‭ ‬إلى‭ ‬احتمال‭ ‬تفاقم‭ ‬التوترات‭ ‬وتدهور‭ ‬الأمن،‭ ‬مع‭ ‬احتمالية‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشرطة‭ ‬والجيش‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬بصورة‭ ‬أكثر‭ ‬قمعية‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬ووصفته‭ ‬صحيفة‭ ‬‮"‬الفاينانشيال‭ ‬تايمز‮"‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮"‬تلميذ‭ ‬الحاخام‭ ‬مئير‭ ‬كاهانا‮"‬،‭ ‬الذي‭ ‬سبق‭ ‬إدانته‭ ‬بالتحريض‭ ‬على‭ ‬العنصرية‭. ‬ومع‭ ‬تولى‭ ‬‮"‬بن‭ ‬غفير‮"‬،‭ ‬ملف‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يجعله‭ ‬يقود‭ ‬قوات‭ ‬الشرطة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬بات‭ ‬لديه‭ ‬نفوذ‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬سياسة‭ ‬الحكومة‭ ‬تجاه‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭. ‬

ومن‭ ‬جانبه،‭ ‬أشار‭ ‬‮"‬جان‭ ‬سمعان‮"‬،‭ ‬من‭ ‬‮"‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮"‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القوميين‭ ‬المتطرفين،‭ ‬مثل‭ ‬بن‭ ‬غفير‭ ‬جعلوا‭ ‬مسألة‭ ‬‮"‬ضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬في‭ ‬برنامجهم‮"‬‭. ‬وذكر‭ ‬‮"‬جوناثان‭ ‬كوك‮"‬،‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬‮"‬ميدل‭ ‬ايست‭ ‬أي‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬مسؤولي‭ ‬الشرطة‭ ‬والأمن‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬باتوا‭ ‬‮"‬لا‭ ‬يواجهون‭ ‬أية‭ ‬انتقادات‮"‬،‭ ‬جراء‭ ‬الانتهاكات‭ ‬التي‭ ‬تمارس‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ولكن‭ ‬الآن‭ ‬‮"‬يتم‭ ‬تشجيع‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال‭ ‬بنشاط‮"‬‭.‬

وانعكاسًا‭ ‬لهذا‭ ‬النهج،‭ ‬أعرب‭ ‬‮"‬مجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‮"‬،‭ ‬عن‭ ‬‮"‬قلقه‭ ‬من‭ ‬اندلاع‭ ‬انتفاضة‭ ‬ثالثة‮"‬،‭ ‬حال‭ ‬تصاعد‭ ‬انتهاكات‭ ‬وأعمال‭ ‬عنف‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬ضد‭ ‬الأهالي‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬أعرب‭ ‬‮"‬وينسلاند‮"‬،‭ ‬عن‭ ‬أسفه‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬‮"‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬المتوقفة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الاحتلال‭ ‬الغاشم‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إسرائيل،‭ ‬و"التحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمؤسسية‭ ‬المتزايدة‮"‬‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬إلى‭ ‬احتمالات‭ ‬تفاقم‭ ‬‮"‬خطر‭ ‬التصعيد‮"‬‭ ‬بنهاية‭ ‬عام‭ ‬2022‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بوضع‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬فقد‭ ‬جاءت‭ ‬وفاة‭ ‬زعيم‭ ‬‮"‬تنظم‭ ‬داعش‮"‬،‭ ‬المعين‭ ‬حديثًا،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تعاني‭ ‬فيه‭ ‬الجماعة‭ ‬من‭ ‬‮"‬ضعف‭ ‬شديد‮"‬‭. ‬وأشار‭ ‬‮"‬بن‭ ‬هوبارد‮"‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮"‬نيويورك‭ ‬تايمز‮"‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬‮"‬مهاجمة‭ ‬المدنيين‭ ‬وقوات‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق‭ ‬وأفغانستان‭ ‬وأجزاء‭ ‬من‭ ‬إفريقيا"؛‭ ‬فإن‭ ‬تأثير‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية،‭ ‬قد‭ ‬‮"‬ضعف‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‮"‬‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭. ‬ويرجع‭ ‬ذلك‭ ‬جزئيًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬شبكة‭ ‬قيادتها‭ ‬‮"‬تدمرت‮"‬‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قوات‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الأمريكية‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬تأثير‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬فقد‭ ‬رأى‭ ‬‮"‬كوردسمان‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬المنطقة،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬‮"‬مراكز‭ ‬رئيسية‮"‬‭ ‬للإرهاب‭ ‬والتطرف‮"‬‭. ‬وأكدت‭ ‬‮"‬ميا‮"‬،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬وحوض‭ ‬بحيرة‭ ‬تشاد،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬نشطة،‭ ‬و"تهدف‭ ‬إلى‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬العنف‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮"‬‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬تمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬خطورة‭ ‬الدور‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الإرهاب‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‭. ‬وأشارت‭ ‬‮"‬مريام‭ ‬بيرجر‮"‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮"‬واشنطن‭ ‬بوست‮"‬،‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تتعرض‭ ‬له‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬والمتظاهرين‭ ‬المناهضين‭ ‬للحكومة‭ ‬محليًا‭ ‬من‭ ‬حملات‭ ‬قمع‭ ‬عنيفة،‭ ‬قُتل‭ ‬فيها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬شخص،‭ ‬كما‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮"‬الحرس‭ ‬الثوري‮"‬،‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬منظمة‭ ‬إرهابية‭ ‬أجنبية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮"‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‮"‬،‭ ‬و"كندا‮"‬،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬‮"‬موجودًا‭ ‬بشكل‭ ‬نشط‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬سوريا،‭ ‬واليمن،‭ ‬والعراق،‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬‮"‬ترجمة‭ ‬دعمه‭ ‬السياسي‭ ‬والعسكري‭ ‬إلى‭ ‬تحالفات‭ ‬من‭ ‬أتباع‭ ‬مذهبه‮"‬‭.‬

ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬عسكرية‭ ‬بحتة،‭ ‬أوضح‭ ‬‮"‬كوردسمان‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬تعد‭ ‬التهديد‭ ‬الإقليمي‭ ‬الأكثر‭ ‬خطورة‭ ‬حاليًا‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬نتيجة‭ ‬‮"‬قوتها‭ ‬النووية‭ ‬المحتملة‮"‬،‭ ‬وجراء‭ ‬‮"‬علاقاتها‭ ‬الأمنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬الجادة‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‮"‬‭ ‬ورغبتها‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬بصورة‭ ‬‮"‬أكثر‭ ‬جدية‮"‬،‭ ‬مع‭ ‬وكلائها‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق‭ ‬واليمن،‭ ‬و"لبنان‭ ‬الذي‭ ‬تسيطر‭ ‬عليه‭ ‬جماعة‭ ‬حزب‭ ‬الله‮"‬‭.‬

وتمتد‭ ‬المخاطر‭ ‬الأمنية‭ ‬المنبثقة‭ ‬من‭ ‬‮"‬إيران‮"‬،‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬فإن‭ ‬تزويدها‭ ‬لروسيا‭ ‬بمجموعة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬المسيرة‭ ‬والمسلحة‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬ضد‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬أيضًا‭ ‬آثار‭ ‬كبرى‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬المنطقة‭. ‬وكما‭ ‬أوضح‭ ‬‮"‬مايكل‭ ‬نايتس‮"‬،‭ ‬من‭ ‬‮"‬معهد‭ ‬واشنطن‭ ‬لسياسة‭ ‬الشرق‭ ‬الأدنى‮"‬،‭ ‬فإن‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬ستجعل‭ ‬طهران‭ ‬‮"‬تتعلم‭ ‬دروسًا‭ ‬مهمة‭ ‬لتكثيف‭ ‬دفاعاتها،‭ ‬وتطوير‭ ‬أنظمة‭ ‬دفاع‭ ‬جوي‭ ‬أكثر‭ ‬تكلفة‭ ‬وبمهل‭ ‬وتريث‮"‬‭. ‬ولعل‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الدروس‭ ‬‮"‬مفيدة‭ ‬لحزب‭ ‬الله‭ ‬اللبناني،‭ ‬وكذلك‭ ‬بالنسبة‭ ‬للحوثيين،‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬لتحسين‭ ‬آليات‭ ‬التهديد‭ ‬متعدد‭ ‬الاتجاهات‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‮"‬‭.‬

وعلاوة‭ ‬على‭ ‬التهديدات‭ ‬العديدة‭ ‬للأمن‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الدول‭ ‬والجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬غير‭ ‬الحكومية،‭ ‬فمن‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬أيضا‭ ‬العوامل‭ ‬الخارجية‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬المنطقة‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2023؛‭ ‬حيث‭ ‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬آثار‭ ‬اقتصادية‭ ‬للانكماش‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬المتوقع‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭. ‬ورأت‭ ‬‮"‬ميا‮"‬،‭ ‬أن‭ ‬التداعيات‭ ‬السياسية‭ ‬لنقص‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمي،‭ ‬وارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬‮"‬أسبابا‭ ‬رئيسية‮"‬،‭ ‬وستلقي‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬المنطقة؛‭ ‬بسبب‭ ‬اعتمادها‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬تقريبًا‭ ‬على‭ ‬الواردات‭ ‬الغذائية،‭ ‬لاسيما‭ ‬مع‭ ‬احتمال‭ ‬تفاقم‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭ ‬‮"‬مما‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬الصراعات‭ ‬الحالية‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‮"‬‭. ‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تحليل‭ ‬‮"‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‮"‬،‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬خفض‭ ‬حدة‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬2021‭-‬2022،‭ ‬فإن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬‮"‬قائمة‮"‬‭. ‬وعلى‭ ‬الأخص،‭ ‬النزاعات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬سوريا‭ ‬وليبيا‭ ‬واليمن‭ ‬والعراق،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬تصاعد‭ ‬انتهاكات‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬لم‭ ‬تشهدها‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬الماضية،‭ ‬وصنفتها‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬بأنها‭ ‬ترقى‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التأثيرات‭ ‬المزعزعة‭ ‬للاستقرار،‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬المحلي‭ ‬والإقليمي‭. ‬

{ انتهى  }
bottom of page