top of page

24/01/2023

قراءة جيوستراتيجية لمستقبل منطقة الشرق الأوسط

لطالما‭ ‬احتلت‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬‮«‬أهمية‭ ‬استراتيجية»؛‭ ‬بسبب‭ ‬وقوعها‭ ‬في‭ ‬محور‭ ‬مركزي‭ ‬بين‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب‭. ‬وفي‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬هذه‭ ‬الأهمية‭ ‬قائمة،‭ ‬حيث‭ ‬تعد‭ ‬المنطقة‭ ‬مصدرا‭ ‬لمتطلبات‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية،‭ ‬ومركزا‭ ‬للأديان‭ ‬والثقافات‭ ‬واللغات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كونها‭ ‬مسرحًا‭ ‬للمنافسة‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬العالمية‭ ‬الكبرى‭. ‬وكما‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬نيكول‭ ‬روبنسون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬‮«‬هيرتاج‮»‬،‭ ‬فإنه‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كونها‭ ‬موطنًا‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬احتياطيات‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬فإنها‭ ‬‮«‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬أعلى‭ ‬نسبة‭ ‬شباب‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وأسرع‭ ‬نمو‭ ‬سكاني‮»‬‭.‬

ووفقا‭ ‬لذلك،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬أنتوني‭ ‬كوردسمان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬كونها‭ ‬‮«‬مسرحًا‭ ‬استراتيجيًا‭ ‬رئيسيًا‮»‬،‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الشؤون‭ ‬العالمية‭ ‬بالمستقبل‭ ‬المنظور،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬أن‭ ‬الديناميكيات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المستقبلية؛‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تراعي‭ ‬النقاط‭ ‬الساخنة‭ ‬الرئيسية‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وتضع‭ ‬في‭ ‬الحسبان‭ ‬دور‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمي،‭ ‬ومنافسة‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭ ‬في‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬الأحداث‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬اهتمام‭ ‬الخبراء‭ ‬السياسيين‭ ‬والمعلقين،‭ ‬قد‭ ‬انصب‭ ‬على‭ ‬أوروبا‭ ‬الشرقية‭ ‬وحرب‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وتم‭ ‬توجيهه‭ ‬أيضًا‭ ‬نحو‭ ‬المحيطين‭ ‬الهندي‭ ‬والهادئ،‭ ‬والمنافسة‭ ‬الدائرة‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين؛‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬كوردسمان‮»‬،‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬‮«‬سيبقى‭ ‬ذو‭ ‬أهمية‭ ‬استراتيجية‭ ‬رئيسية‭ ‬للقوى‭ ‬الخارجية‭ ‬الأخرى‮»‬‭. ‬ويرجع‭ ‬ذلك‭ ‬أساسًا‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬‮«‬مركزًا‭ ‬حيويًا‮»‬،‭ ‬لإنتاج‭ ‬الطاقة‭. ‬وبالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬البيانات‭ ‬الواردة‭ ‬من‭ ‬‮«‬البنك‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬تمثل‭ ‬6%‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬سكان‭ ‬العالم،‭ ‬فإنها‭ ‬تحتوى‭ ‬على‭ ‬65%‭ ‬من‭ ‬احتياطيات‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬و45%‭ ‬من‭ ‬احتياطيات‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭. ‬

وبهذا‭ ‬المعنى،‭ ‬صدرت‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬‮«‬2020‭-‬2021‮»‬،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬24‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬نفط‭ ‬يوميًا،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬36%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الصادرات‭ ‬العالمية‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬باحتياطياتها‭ ‬النفطية،‭ ‬فإن‭ ‬لدى‭ ‬السعودية‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ (‬300‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭)‬،‭ ‬تليها‭ ‬إقليميا‭ ‬إيران‭ (‬157,8‭ ‬مليون‭)‬،‭ ‬والعراق‭ (‬145‭ ‬مليون‭)‬،‭ ‬والكويت‭ (‬101,5‭ ‬مليون‭)‬،‭ ‬والإمارات‭ (‬97,8‭ ‬مليون‭). ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالغاز‭ ‬الطبيعي،‭ ‬فبعد‭ ‬روسيا،‭ ‬تمتلك‭ ‬إيران‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬17% ‭ ‬من‭ ‬احتياطيات‭ ‬الغاز‭ ‬عالميا،‭ ‬تليها‭ ‬قطر‭ (‬12,5%‭)‬،‭ ‬والسعودية‭ (‬4,2%‭)‬،‭ ‬والإمارات‭ (‬3,1%‭).‬

فيما‭ ‬يعد‭ ‬‮«‬تباين‭ ‬الأنظمة‭ ‬السياسية‭ ‬والدول‭ ‬المتنافسة‭ ‬بالمنطقة‭ ‬على‭ ‬احتلال‭ ‬الصدارة‭ ‬الدولية»؛‭ ‬سببا‭ ‬آخر‭ ‬لاستمرار‭ ‬الأهمية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬يقول‭ ‬‮«‬إيفان‭ ‬كراستيف‮»‬‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فاينانشال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬يعتبرها‭ ‬الغرب‭ ‬‮«‬قوى‭ ‬وسطى‮»‬،‭ ‬مثل‭ ‬السعودية‭ ‬وتركيا،‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬‮«‬الواقع‭ ‬الجديد‮»‬‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي‭ ‬لإعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬علاقاتها،‭ ‬مقتدين‭ ‬بنهج‭ ‬دول‭ ‬مثل‭ ‬الهند،‭ ‬وكوريا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬وألمانيا،‭ ‬التي‭ ‬‮«‬صاغت‭ ‬هوياتها‭ ‬عقب‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬وسط‭ ‬عالم‭ ‬مترابط؛‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬الشركاء‭ ‬التجاريون‭ ‬للفرد‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬أقرب‭ ‬الحلفاء‮»‬‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تعتبر‭ ‬جوانب‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬والصراع‭ ‬الإقليمي‭ ‬أيضًا‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬استراتيجية‭. ‬وكتب‭ ‬‮«‬كوردسمان‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬توترات‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬يتواصل‭ ‬‮«‬انهيار‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‮»‬‭ ‬في‭ ‬بلدان،‭ ‬مثل‭ ‬سوريا‭ ‬وليبيا‭ ‬واليمن،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬‮«‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‮»‬،‭ ‬والخسائر‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬التي‭ ‬تسببها‭ ‬النزاعات‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭. ‬وعليه،‭ ‬فقد‭ ‬استلزم‭ ‬الأمر‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬العالمي،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التطور‭ ‬السيئ‭ ‬المتزايد‭ ‬للصراعات‭ ‬والأزمات‮»‬،‭ ‬‮«‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تداعيات‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‮»‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تدفقات‭ ‬الهجرة،‭ ‬والإرهاب‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬وغيرهما‭.‬

وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تمر‭ ‬المنطقة‭ ‬بفترة‭ ‬من‭ ‬التغيير‭ ‬مُصاحبة‭ ‬للطفرة‭ ‬السكانية‭ ‬المتوقعة‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬نجحت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬اقتصادات‭ ‬قوية‭ ‬مع‭ ‬أرقام‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي،‭ ‬التي‭ ‬تُظهر‭ ‬نمو‭ ‬ناتجها‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬بنسبة‭ ‬6,5%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬وحده؛‭ ‬فقد‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬كوردسمان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬البلدان‭ ‬الأقل‭ ‬تقدمًا‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬لديها‭ ‬‮«‬إمكانات‭ ‬كبيرة‮»‬‭ ‬لامتلاك‭ ‬اقتصادات‭ ‬مزدهرة»؛‭ ‬نظرًا‭ ‬لكونها‭ ‬‮«‬غنية‭ ‬بالتاريخ‭ ‬والموارد‮»‬،‭ ‬و«تتمتع‭ ‬بخصائص‭ ‬ديموغرافية‭ ‬مواتية،‭ ‬وموقع‭ ‬جيوسياسي‭ ‬استراتيجي‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬معدلات‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬‮«‬المنخفضة‭ ‬بشدة‮»‬‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬البلدان،‭ ‬عزز‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تحول‭ ‬هيكلي‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬المالية‭ ‬الإقليمية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستلزم‭ ‬إصلاحًا‭ ‬لإزالة‭ ‬العقبات‭ ‬البيروقراطية،‭ ‬وتنويع‭ ‬الاقتصادات‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬صادرات‭ ‬الطاقة‭.‬

ويأتي‭ ‬مستقبل‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية،‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الاهتمامات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المستقبلية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وتعكس‭ ‬البيانات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬‮«‬البنك‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تعتمد‭ ‬اعتمادًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬على‭ ‬مبيعات‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬التمويل‭ ‬والإنفاق‭ ‬الحكومي،‭ ‬حيث‭ ‬شكلت‭ ‬صادرات‭ ‬الطاقة‭ ‬32,2%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬العراقي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬و31,6%‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬و21,1%‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬و19,4%‭ ‬في‭ ‬عمان،‭ ‬17,7%‭ ‬في‭ ‬السعودية،‭ ‬17,2%‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬11,7%‭ ‬في‭ ‬قطر،‭ ‬11,5%‭ ‬في‭ ‬الإمارات،‭ ‬7,4%‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬توقعات‭ ‬انخفاض‭ ‬الاعتماد‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬التقليدية‭ ‬مستقبلا؛‭ ‬فقد‭ ‬تضاءلت‭ ‬أهمية‭ ‬نفط‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬اقتصاد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يُشار‭ ‬إليه‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬تغيير‭ ‬بالمشهد‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬للمنطقة‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الواردات‭ ‬البترولية‭ ‬العالمية‭ ‬بلغت‭ ‬ذروتها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬فقد‭ ‬انخفضت‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬حيث‭ ‬فاق‭ ‬الحجم‭ ‬السنوي‭ ‬لصادرات‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬عامي‭ ‬2020‭ ‬و2021،‭ ‬الواردات‭. ‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬تفضيل‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬للنفط‭ ‬المستورد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الخليجية،‭ ‬قد‭ ‬تضاءل‭ ‬من‭ ‬85%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1977،‭ ‬إلى‭ ‬11%‭ ‬فقط‭ ‬عام‭ ‬2021‭. ‬وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬فإن‭ ‬وارداتها‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬من‭ ‬كندا‭ ‬قفزت‭ ‬من‭ ‬500,000،‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬4,3‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬وأضحت‭ ‬تمثل‭ ‬الآن‭ ‬51%‭ ‬من‭ ‬واردات‭ ‬النفط‭. ‬ومع‭ ‬التوقعات‭ ‬بأن‭ ‬يرتفع‭ ‬إنتاجها‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬بنسبة‭ ‬17% ،‭ ‬وزيادة‭ ‬إنتاجها‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬بنسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬25%،‭ ‬يبدو‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬واردات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬سيستمر‭ ‬في‭ ‬الانخفاض‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬رفض‭ ‬‮«‬كوردسمان‮»‬،‭ ‬الاقتراحات‭ ‬القائلة‭ ‬بأن‭ ‬تقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬الأمريكي‭ ‬على‭ ‬صادرات‭ ‬الطاقة‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬يقلل‭ ‬الأهمية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لواشنطن،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬‮«‬مختلف‭ ‬للغاية‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬نهاية‭ ‬مفترضة‭ ‬لاعتمادها‭ ‬على‭ ‬التدفقات‭ ‬الآمنة‭ ‬والمستقرة‭ ‬للصادرات‭ ‬النفطية‭ ‬من‭ ‬المنطقة،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أن‭ ‬اقتصادها‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬العالمية‭ ‬معقولة‭ ‬التكلفة‮»‬‭. ‬وربما‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬الاقتراحات،‭ ‬جراء‭ ‬الارتفاع‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬الوقود‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬وأزمة‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية،‭ ‬والتي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬إطلاق‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬عشرات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬براميل‭ ‬النفط‭ ‬من‭ ‬احتياطاتها‭ ‬البترولية‭ ‬الاستراتيجية‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬قطاع‭ ‬تصدير‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وثيق‭ ‬الصلة‭ ‬بتلبية‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الآسيوية‭ ‬المزدهرة‭. ‬ووفقًا‭ ‬لـ«إدارة‭ ‬معلومات‭ ‬الطاقة‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يتضاعف‭ ‬استهلاك‭ ‬الطاقة‭ ‬السائلة‭ (‬الوقود‭) ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2050‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬غير‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الصين‭ ‬والهند‭ ‬وإندونيسيا،‭ ‬الذي‭ ‬ستشهد‭ ‬ارتفاعا‭ ‬في‭ ‬مستويات‭ ‬طلبها،‭ ‬مدعومة‭ ‬‮«‬بشكل‭ ‬أساسي‮»‬،‭ ‬بزيادة‭ ‬معدلات‭ ‬الإنتاج‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭. ‬

وبالمثل،‭ ‬توقعت‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬أوبك‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬النفط،‭ ‬سيرتفع‭ ‬من‭ ‬88‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2045،‭ ‬وسيظل‭ ‬النفط‭ ‬منتج‭ ‬الطاقة‭ ‬الأعلى‭ ‬عالميًا‭ ‬بحلول‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬كوردسمان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬البلدان،‭ ‬التي‭ ‬تتلقى‭ ‬بالفعل‭ ‬كميات‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬صادرات‭ ‬الطاقة‭ ‬من‭ ‬الخليج‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬مثل‭ ‬الصين،‭ ‬واليابان،‭ ‬وكوريا‭ ‬الجنوبية؛‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬‮«‬أن‭ ‬تزيد‭ ‬هذه‭ ‬الصادرات‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تحاول‭ ‬فيه‭ ‬تقليل‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬الفحم،‭ ‬والاتجاه‭ ‬نحو‭ ‬استخدام‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬كبديل‮»‬‭.‬

وكما‭ ‬أوضح‭ ‬الباحث،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العوامل،‭ ‬التي‭ ‬يصعب‭ ‬توقع‭ ‬تأثيراتها‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬السابقة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬لتداعيات‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬‮«‬التوقعات‭ ‬المختلفة‭ ‬جذريًا‭ ‬للتأثيرات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المستقبلية‭ ‬لصادرات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‮»‬‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وبالفعل،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬وكالة‭ ‬الطاقة‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬وقوع‭ ‬‮«‬تأثيرات‭ ‬طارئة‭ ‬خطيرة‮»‬،‭ ‬إذا‭ ‬نفذت‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬بنجاح‭ ‬سياساتها‭ ‬لخفض‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الكربونية،‭ ‬والتي‭ ‬تشمل‭ ‬تعهدات‭ ‬بانبعاثات‭ ‬صفرية‭ ‬صافية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬وفرنسا‭ ‬وألمانيا،‭ ‬وغيرها‭.‬

ويمثل‭ ‬‮«‬تغير‭ ‬المناخ‮»‬،‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬‮«‬اعتبارًا‭ ‬استراتيجيًا‭ ‬رئيسيًا‮»‬،‭ ‬يؤرق‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬البنك‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الصدمات‭ ‬المناخية‮»‬،‭ ‬أصبحت‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬تواترًا‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بالمقارنة‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬العالم‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬موجات‭ ‬الجفاف‭ ‬الشديدة‭ ‬والفيضانات‭ ‬والعواصف،‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬سبل‭ ‬العيش،‭ ‬وتهدد‭ ‬بجعل‭ ‬مناطق‭ ‬واسعة‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬للسكن‭ ‬والاستقرار‭. ‬ووفقًا‭ ‬لـ‮«‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للطفولة‮»‬‭ (‬اليونيسيف‭)‬،‭ ‬فمن‭ ‬أصل‭ ‬17‭ ‬دولة‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الإجهاد‭ ‬المائي‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬تقع‭ ‬11‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتشمل‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬18‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬22‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬تواجه‭ ‬‮«‬مستويات‭ ‬خطيرة‭ ‬من‭ ‬ندرة‭ ‬المياه‮»‬‭. ‬وبينما‭ ‬حث‭ ‬‮«‬البنك‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬على‭ ‬‮«‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تبني‭ ‬سياسات‭ ‬معنية‭ ‬بالتكيف‭ ‬والتخفيف‮»‬‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬الصدمات‭ ‬المناخية،‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الاستجابة‭ ‬للتغيرات‭ ‬المناخية‮»‬‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬‮«‬كانت‭ ‬أقل‭ ‬مقارنة‭ ‬بنظيراتها‭ ‬في‭ ‬باقي‭ ‬دول‭ ‬العالم‮»‬‭. ‬

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬فإن‭ ‬المخاطر‭ ‬المناخية‭ ‬سيصاحبها‭ ‬‮«‬طفرة‮»‬‭ ‬متوقعة‭ ‬في‭ ‬تعداد‭ ‬سكان‭ ‬المنطقة،‭ ‬بمعدل‭ ‬سيكون‭ ‬ثاني‭ ‬أسرع‭ ‬معدل‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬بمتوسط‭ ‬زيادة‭ ‬سنوية‭ ‬1,3%‭ ‬من‭ ‬2020‭ ‬إلى‭ ‬2050،‭ ‬حيث‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬287‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬إلى‭ ‬420‭ ‬مليونا،‭ ‬بحلول‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬زيادة‭ ‬بنسبة‭ ‬70% ‭ ‬تقريبًا‭. ‬وعليه،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬التضخمات‭ ‬السكانية،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تتفاقم‭ ‬فيه‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬وارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة؛‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنعكس‭ ‬في‭ ‬طفرات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬في‭ ‬موجات‭ ‬هجرة‭ ‬عبر‭ ‬الحدود،‭ ‬وضغوط‭ ‬اقتصادية‭ ‬هائلة،‭ ‬وتفاقم‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬السياسي‭.‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأهمية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لديناميكيات‭ ‬‮«‬الطاقة‮»‬،‭ ‬و«الاقتصاد‮»‬،‭ ‬و«المناخ‮»‬،‭ ‬و«التعداد‭ ‬السكاني‮»‬،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬كوردسمان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬تأثر‭ ‬المستقبل‭ ‬السياسي‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة،‭ ‬‮«‬بالمواجهات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المتزايدة‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‮»‬،‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬ذلك‭ ‬داخليًا‭ ‬أم‭ ‬خارجيًا‭. ‬وبينما‭ ‬تتوتر‭ ‬علاقة‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬حلفائها‭ ‬الإقليميين،‭ ‬قامت‭ ‬‮«‬الصين‮»‬،‭ ‬بتوسيع‭ ‬شراكاتها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الشاملة‭ ‬مع‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬شركاء‭ ‬واشنطن‭ ‬الأمنيين‭. ‬وكما‭ ‬أشارت‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬فريدريش‭ ‬إيبرت‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬بكين‮»‬،‭ ‬تسعى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬الحزام‭ ‬والطريق‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬ربط‭ ‬تجارتها‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وإفريقيا،‭ ‬وتعزيز‭ ‬‮«‬دعم‭ ‬سبل‭ ‬التنمية‭ ‬والاتصال‮»‬‭ ‬مع‭ ‬شركاء‭ ‬اقتصاديين‭ ‬وسياسيين‭ ‬خارجيين،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬زيادة‭ ‬‮«‬الانفتاحات‭ ‬الجيوستراتيجية،‭ ‬والمواقف‭ ‬العسكرية‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيقلل‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬واشنطن،‭ ‬باعتبارها‭ ‬مزود‭ ‬الأمن‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

وعليه،‭ ‬حذر‭ ‬‮«‬كوردسمان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬مستوى‭ ‬المواجهة‭ ‬المتزايد‭ ‬بين‭ ‬‮«‬بكين‮»‬،‭ ‬و«واشنطن‮»‬،‭ ‬وحلفائهما‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬خطر‭ ‬خوض‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬حربًا‭ ‬على‭ ‬صادرات‭ ‬الطاقة‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬المنطقة‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬سلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬قناة‭ ‬السويس،‭ ‬ومضيق‭ ‬هرمز؛‭ ‬كنقطتين‭ ‬رئيسيتين‭ ‬محتملتين‭ ‬للتورط‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬أزمة‭ ‬أمنية‭ ‬إقليمية،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وضمان‭ ‬بقاء‭ ‬المنطقة‭ ‬مستقرة‭ ‬لسلامة‭ ‬عمليات‭ ‬التحليق‭ ‬الجوي‮»‬،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬فتح‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬بها،‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬توترات‭ ‬أو‭ ‬تدخلات‭ ‬خارجية‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬قدم‭ ‬‮«‬كوردسمان‮»‬،‭ ‬حجة‭ ‬قوية‭ ‬لاستمرار‭ ‬الأهمية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولي‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬أوروبا‭ ‬الشرقية‭ ‬وشرق‭ ‬آسيا،‭ ‬قد‭ ‬شهدت‭ ‬تحولًا‭ ‬ملحوظًا‭ ‬في‭ ‬الاهتمام‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الغربي‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكار‭ ‬وجود‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المخاوف‭ ‬المتعلقة‭ ‬بأمن‭ ‬الطاقة،‭ ‬وحماية‭ ‬حركة‭ ‬النقل‭ ‬التجاري،‭ ‬ومكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬وحالة‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬السياسي‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬والتي‭ ‬تمثل‭ ‬مخاوف‭ ‬استراتيجية‭ ‬رئيسية‭ ‬للقوى‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭. ‬وعندما‭ ‬تقترن‭ ‬تلك‭ ‬المخاوف‭ ‬بالتغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬والازدهار‭ ‬السكاني‭ ‬المتوقع،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكار‭ ‬أن‭ ‬المنطقة،‭ ‬ستظل‭ ‬مركز‭ ‬اهتمام‭ ‬الشؤون‭ ‬الدولية،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬طوال‭ ‬الحقب‭ ‬الماضية‭.‬

{ انتهى  }
bottom of page