top of page
22/ 10

الحلقة النقاشية العاشرة: معضلة الانتخابات في العالم العربي انتخابات عام 2005 نموذجًا

16/6/2005

وسط الجدل الواسع الذي بدأت تشهده المنطقة والعالم حول قضايا الإصلاح السياسي والديمقراطي، لاسيما بعد أن وضعت إدارة الرئيس الأمريكي "جورج بوش" ما أسمته بـ"الحرب ضد الاستبداد" في مقدمة أولوياتها خلال فترة ولايتها الثانية، بدأت العديد من الدول العربية في اتخاذ خطوات إصلاحية وديمقراطية تفاوتت في درجة عمقها من دولة لأخرى، وإن كانت السمة المشتركة بينها هو اتجاهها إلى إجراء وتنظيم العديد من الانتخابات باعتبارها أحد أشكال الممارسة الديمقراطية والتعبير عن الإرادة الشعبية؛ حيث شهد العام 2005 وسيشهد العديد من الانتخابات التي تنوعت ما بين رئاسية وتشريعية وأخرى بلدية أو محلية، مما دفع الكثيرين إلى وصفه بـ"عام الانتخابات العربية". 

ورغم اختلاف الظروف التي عقدت أو ستعقد في ظلها هذه الانتخابات؛ فبعضها جرى تحت الاحتلال (كما حدث في العراق وفلسطين) بشكل أثار معه التساؤل حول مدى مشروعية ومصداقية انتخابات حرة في ظل احتلال أجنبي يسلب - أول ما يسلب - الإرادة والسيادة، وبعضها الآخر جرى في ظل أوضاع أمنية وسياسية مضطربة، مثلما حدث في لبنان؛ حيث جاءت الانتخابات بعد اندلاع ما يسمى بـ "ثورة الاستقلال" التي أعقبت حادثة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق "رفيق الحريري" وأطاحت بالحكومة، ومصر التي تشهد حالة غير مسبوقة من الشد والجذب بين المعارضة والنظام الحاكم، إضافة إلى الأزمة الأمنية التي تواجهها المملكة العربية السعودية. 

رغم ذلك، فقد أثارت كل هذه الانتخابات جدلاً واسعًا على الساحة العربية بين اتجاهين متعارضين، الأول: يرى أنها تمثل مؤشرًا على أن المنطقة بدأت تعيش "ربيع الديمقراطية"، وتشهد موجة من الإصلاح والتغيير وإطلاق الحريات العامة وتداول السلطات، سواء كان ذلك نتيجة مطالبات داخلية أو بفعل الضغوط الخارجية، والثاني: يعتبر أنها لا تعكس تحولاً حقيقيًا نحو الديمقراطية والإصلاح، وإنما تهدف إلى تحقيق أهداف القائمين عليها، سواء أكانت سلطات احتلال (العراق) تهدف للترويج لمشروعاتها، أو حكومات وطنية تحاول تفادي الضغوط الخارجية والداخلية التي تواجهها. 

كما أثارت هذه الانتخابات مجموعة من التساؤلات المهمة في إطار الواقع السياسي العربي الراهن، مثل: هل تمثل الانتخابات آلية حقيقية للاختيار السياسي؟ وهل تعتبر حقًا للمواطن أم واجبًا عليه؟ وهل تؤدي إلى تعزيز قيم المشاركة والمساءلة السياسية؟ وهل البيئة السياسية العربية الراهنة مهيئة لإجراء انتخابات تتسم بالحرية والنزاهة والمصداقية، فضلاً عن إمكانية قيامها بأداء نفس الوظائف التي تقوم بها في إطار المجتمعات الغربية، ومن ثم إمكانية ولوج العالم العربي إلى نفس مراحل التطور السياسي والديمقراطي التي شهدتها المجتمعات الغربية؟. 

وانطلاقًا من الأهمية الفائقة التي حظيت بها تلك الانتخابات من ناحية، وتزامنها مع محاولات الإصلاح السياسي والديمقراطي في بعض الدول من ناحية أخرى، فقد رأى المجلس الاستشاري العربي التابع لمركز الخليج للدراسات الاستراتيجية تخصيص جلسته يوم 16/6/2005 لمناقشة قضية "معضلة الانتخابات والديمقراطية في العالم العربي. . . انتخابات عام 2005 نموذجًا" والتي جاء ثمرتها هذا الكتاب، والذي ينقسم إلى ثلاثة فصول:

 الأول: الانتخابات ودورها في تعزيز عملية التحول الديمقراطي. 

 الثاني: محددات وإشكاليات العملية الانتخابية في العالم العربي. 

 الثالث: الانتخابات في العالم العربي. . . رؤية تقييمية: انتخابات 2005 نموذجًا. 

bottom of page