top of page
الحلقة النقاشية الرابعة: مؤسسة القمة العربية ومنظومة الأمن القومي العربي
3/6/2004
واجه النظام الإقليمي العربي منذ نشأة جامعة الدول العربية عام 1945 العديد من التحديات التي مثلت تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي، وفرضت على الدول العربية تعزيز تعاونها وتوحيد مواقفها للتعاطي معها. ومن هنا برزت أهمية دور مؤسسة القمة باعتبارها أعلى سلطة لاتخاذ القرار في النظام العربي لمجابهة تلك التحديات والتهديدات التي تهدد أمنه واستقراره.
ورغم نجاح مؤسسة القمة في مواجهة بعض هذه التحديات، فإنها أخفقت في معظمها بشكل مثل اختراقًا خطيرًا لمنظومة الأمن القومي العربي، نتيجة عوامل عدة، أبرزها: غياب الحد الأدنى من التوافق بين القادة العرب، وانتصار المصالح الشخصية أو الوطنية على نظيراتها القومية، وغلبة الصيغ البلاغية والعبارات الإنشائية على قراراتها ..إلخ، على النحو الذي رسخ الاعتقاد السائد لدى الكثير من المراقبين بفشل هذه المؤسسة, ودفعهم للمطالبة بإصلاحها مثل غيرها من مؤسسات العمل العربي المشترك، حتى تكون قادرة على قيادة النظام العربي الذي يواجه موجة عارمة من التهديدات.
وقد مثلت قمة تونس التي عقدت في مايو 2004 نموذجًا مثاليًا لدراسة وتقييم عمل وأداء هذه المؤسسة، فرغم دقة الظروف التي عقدت في ظلها والتحديات التي تواجهها المنطقة العربية، لم ترق القرارات الصادرة عنها إلى المستوى المطلوب، وكرست من حالة الضعف والإحباط العربي، الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات حول أسباب إخفاقها، ونظرة الشعوب العربية إليها، ومتطلبات تفعيلها.
وانطلاقًا من أهمية هذه القضية, فقد مثلت مؤسسة القمة محور مناقشات المجلس الاستشاري الخليجي العربي التابع لمركز الخليج للدراسات الاستراتيجية في اجتماعه الرابع الذي عقد يوم 3/6/2004 بحضور ممثل الأمين العام للجامعة العربية السفير "أحمد بن حلي", وذلك من خلال التركيز على خمسة محاور رئيسية، هي: رؤية تاريخية لمراحل تطور مؤسسة القمة العربية, دور القمم العربية في منظومة الأمن القومي العربي, القمم العربية في نظر الشعوب العربية, الظروف المحيطة بقمة تونس, نتائج قمة تونس ... رؤية تقييمية.
bottom of page